خبر بعد 1.600 يوم _ يديعوت

الساعة 10:07 ص|11 نوفمبر 2010

بعد 1.600 يوم _ يديعوت

المطلوب الحقيقي

بقلم: أ. ب يهوشع

نشر في الصحافة قبل بضعة ايام نبأ غريب وصاخب. فبنباهة أجهزة الامن الاسرائيلية، التي استعانت بتعاون اجهزة الامن الفلسطينية، عثر وشلت فعالية كل المطلوبين (مهما كان معنى هذا المفهوم) في الضفة الغربية.

هذه بالفعل بشرى مشجعة. اولا، لانه بالفعل يوجد تعاون بين اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية، وثانيا، لان تهديد الارهاب قد لا يكون ازيل تماما، ولكنه تقلص على الاقل بشكل كبير.

في ضوء هذه البشائع الطيبة، عن تصفية محتملة للارهاب، والذي يمكنه أن يستخدم مئات بل والاف الفلسطينيين، ممن اختبأوا على مدى سنوات طويلة في مخابىء ذكية للغاية، تصرخ تماما الى السماء الدهشة حيال التخوف من بضعة سجناء تآكلوا لسنوات طويلة في السجن الاسرائيلي، والذي يفترض أن يتحرروا حسب مطلب حماس مقابل تحرير جلعاد شليت.

كل ما يمكن معرفته عن هؤلاء السجناء معروف سواء للمخابرات أم لاجهزة الامن الفلسطينية. ناهيك عن أنه حسب سياسة السلطة منذ عدة سنوات، يوجد للفلسطينيين مصلحة واضحة، داخلية وخارجية على حد سواء، لتعطيل كل مظاهر الارهاب المحتملة، وذلك من أجل اعداد الضفة للحصول على استقلالها المنشود.

هؤلاء السجناء، هم وانماط حياتهم، عائلاتهم وبيوتهم وكل ما يتعلق بهم، مسجلون وموثقون ومعروفون للجميع. هؤلاء اشخاص فور خروجهم من السجن الاسرائيلي سيكون ممكنا متابعة كل حركة لهم، وفي اللحظة التي يثور فيها حتى ولو مؤشر أدنى التخوف من محاولتهم العودة الى الارهاب أو لاستخدام آخرين للقيام باعمال العنف، فسيكون ممكنا بسهولة اعادتهم الى السجن او طردهم الى غزة أو الى أي مكان آخر.

وها هم بالذات، وكأن الحديث يدور عن مخلوقات ذات قوى فوق انسانية، يخيفون فجأة اجهزة الامن الناجعة، التي سجلت لنفسها مؤخرا انجازات فاخرة جدا.

واضح أن هذا ليس المبرر الحقيقي للتأخير الذي يستمر منذ 1.600 يوما لتحرير الجندي المخطوف. كما أن رجال الامن، وعلى رأسهم رئيس المخابرات السابق اللواء عامي ايالون يعودون الى الغاء التخوف الامني المبالغ به جدا من تحرير سجناء حماس.

المبرر الاساس الذي يقبع خلف هذا الامر هو الاحساس بالمكانة. الضعف المزعوم الذي سنبديه مع تبادل سجين اسرائيلي واحد مقابل مئات من سجناء العدو، والسابقة المزعومة التي سيكون هذا التبادل بالنسبة للمستقبل.

أولا، هذه ليست سابقة. تبادلات بحجوم كهذه سبق أن تمت في الماضي عدة مرات، ومن حكومات اليمين. ارهاب الانتفاضة الثانية ثار ليس بسبب بضعة سجناء تحرروا وعادوا الى الارهاب بل وبتعليمات موجهة وصريحة من القيادة الفلسطينية بقيادة عرفات.

ثانيا، لا يوجد في هذه التبادلات ضعف بل استمرار لتقاليد اخلاقية. من بداية الاستيطان اليهودي في بلاد اسرائيل ربينا أنفسنا على فرضية أساس هي "القلة ضد الكثرة"، وقلنا لانفسنا انه رغم علاقات القوى بيننا وبين العالم ا لعربي والاسلامي، الذي من شأنه ان ينهض ضدنا، ستكون دوما بنسبة واحد ضد مئات كثر – لا يزال جندي اسرائيلي واحد يمكنه أن يكون موازٍ، في عدالة حربه، في جسارته، في نباهة تأهيله وكذا في تكافل الجيش الذي معه، مقابل مئات من جنود العدو.

وهكذا، فانه يجلس في سجن غزة جندي اسرائيلي واحد يزن مئات من جنود ومخربي العدو. وعليه، جدير ومحق تنفيذ التبادل الذي يعرض على حكومة اسرائيل.

حان الوقت. ثمن حماس هو ثمن نهائي. هذه حركة ايديولوجية عنيدة لن تتنازل عن مطالبها، الخيار الحقيقي هو بين فقدان او جنون جندي اسرائيلي، بسبب تردد الحكومة، وبين اعادته الى وطنه بروح القيم العليا والاسس التي عليها تربينا جميعنا منذ جئنا الى هذه البلاد.