خبر أمريكا: رئيس ضعيف ليس جيدا لإسرائيل- إسرائيل اليوم

الساعة 10:13 ص|09 نوفمبر 2010

أمريكا: رئيس ضعيف ليس جيدا لإسرائيل- إسرائيل اليوم

بقلم: يعقوب عميدرور

(المضمون: على اسرائيل أن تحرص وتحافظ على مصالحها، سواء كان في البيت الابيض هذا الرئيس أو ذاك، سواء اذا كان في الولايات المتحدة مجلس نواب ذو أغلبية جمهورية أو ديمقراطية أم اذا كانت ادارة الرئيس تحتفظ باغلبية في مجلس الشيوخ أم لا - المصدر).

        صحيح ان إدارة اوباما لا تعتبر كمن حافظ على منظومة العلاقات الخاصة التي كانت بين البيت الابيض برئاسة بوش وبين القدس. وصحيح أن النهج الساذج للرئيس القائم تجاه الدول الاسلامية ومحاولته غير الناجحة لخلق حوار من نوع آخر معها فشل. وهذا صحيح أنه في نقاط معينة ضغط الرئيس على دولة اسرائيل كان ضارا للغاية، ولا سيما في كل ما يتعلق بالمحاولة غير الناجحة لربط وقف المستوطنات ببدء المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين. كانت هذه شجرة عالية تسلقها ابو مازن بعد أن صعد اليها الرئيس اوباما وحتى اليوم ليس واضحا له وللاخرين كيف سينزلان عنها.

        وها هو، كما هو معروف، الحزب الديمقراطي تلقى ضربة قاسية وجدت تعبيرها في فقدان الاغلبية في مجلس النواب وفي الانخفاض الحاد في الاغلبية التي كانت له في مجلس الشيوخ وكذا في فقدان غير قليل من مناصب الحكام في أرجاء الولايات المتحدة. وعليه فبعد الانتخابات في الولايات المتحدة كان هناك في اسرائيل من رفعوا شارة نصر كبيرة. وكأن فشل الرئيس اوباما هو نجاح لاسرائيل.

        ولكن عمليا لا ينبغي لهذا أن يجلب الفرح الى اسرائيل. فاسرائيل بحاجة الى رئيس امريكي قوي، رئيس لا يخشى من فرض الفيتو في الامم المتحدة عندما تحتاج اسرائيل اليها، رئيس يسير بالعقوبات ضد ايران خطوة كبيرة الى الامام، رئيس اذا ما فشلت العقوبات والدبلوماسية، كما أقدر، يمكنه أن يتخذ قرارا صعبا بشأن منع التحول النووي لايران، بما في ذلك استخدام القوة.

        اسرائيل هي جزء من المعسكر الامريكي في كل الاحوال. ومن الافضل لها أن يكون على رأس هذا المعسكر رئيس قوي. قسم كبير من قوة اسرائيل تكمن في الاعتراف العالمي بان الولايات المتحدة تدعمها أو على الاقل تضمن أمنها، وليس خيرا لاسرائيل أن تستند هذه الضمانة الى رئيس ضعيف. وليس خيرا لاسرائيل ان يظهر وكأن هناك خلاف داخلي أمريكي حول هذه الضمانة.

        محظور على دولة اسرائيل أن تظهر كمن يستغل ضعف الرئيس او كمن يلعب بالفارق الذي بين التلة التي يجلس فيها مجلس الشيوخ ومجلس النواب وبين البيت الابيض حيث ينزل الرئيس. الامر الاسوأ الذي يمكن لاسرائيل أن تتدهور اليه هو تحولها الى حليف أو مرعية فقط لحزب واحد يستخدم اسرائيل كورقة ضد الحزب الاخر. على اسرائيل أن تفعل كل شيء كي تبقى موضوعا له دعم في الحزبين على حد سواء.

        وعليه، فان على اسرائيل – الرسمية وغير الرسمية – أن تحذر والا تعمل بشكل مغاير عما كانت تعمل لولا نتائج الانتخابات. على اسرائيل أن تحرص وتحافظ على مصالحها، سواء كان في البيت الابيض هذا الرئيس أو ذاك، سواء اذا كان في الولايات المتحدة مجلس نواب ذو أغلبية جمهورية أو ديمقراطية أم اذا كانت ادارة الرئيس تحتفظ باغلبية في مجلس الشيوخ أم لا. على المقربين أقل والمقربين أكثر أن يحذروا في أقوالهم هم ايضا حتى لو شعروا الان براحة أكبر بعد أن اختفى بعض من محادثيهم الصعاب عن واشنطن وبعض من اولئك الذين ضغطوا عليهم باتوا يلعقون الان جراح الانتخابات الاخيرة.

        على اسرائيل أن تصر على ما هو مهم لها وكأنه لا يوجد تغيير في واشنطن، وبذات الشكل أن تدير ايضا مفاوضات على ما هو اقل اهمية لها – وكأنه لم يطرأ أي تغيير في واشنطن. محظور أن بسبب الانتخابات تغير اسرائيل سياستها ومحظور ان بسبب فوارق الاراء داخل واشنطن تشارك اسرائيل في اللعبة السياسية الداخلية لديهم.