خبر الرجل الذي وُلد لرئاسة الموساد -هآرتس

الساعة 11:19 ص|08 نوفمبر 2010

الرجل الذي وُلد لرئاسة الموساد -هآرتس

بقلم: أمير اورن

(المضمون: اقتراح أن يتولى اهود باراك رئاسة الموساد - المصدر).

اعتزل رئيس الموساد، الذي تولى عمله سنين طويلة جدا، قبل أن يستقر رأي رئيس الحكومة على من يُعيّن بدلا منه. لم يكن رئيس "الشباك" في متناول الرد. وقد رضي من حان دوره، أي رئيس "أمان". حدث ذلك في 1963، عندما استقال ايسر هرئيل ولم يكن عاموس منور في متناول اليد واستصرخ السكرتير العسكري لدافيد بن غوريون، العميد حاييم بن دافيد، رفيقه في هيئة القيادة العامة، اللواء مئير عميت.

        المرشحون الرؤساء اليوم ايضا لرئاسة الموساد، بعد ثماني سنين طويلة مع اللواء (احتياط) مئير دغان، هم شركاء دغان في لجنة رؤساء الاجهزة (يجلس هناك مراقبا ايضا السكرتير العسكري اللواء يوحنان لوكر): رئيس "الشباك" يوفال ديسكين ورئيس "أمان" عاموس يلدين. كلاهما لا يريد المنصب، أي يريدانه لكن بشرط أن يحصلا عليه؛ فالخسارة في المنافسة لا تلذ لهما.

        ميزة اللواء يدلين تنوع خلفيته فقد كان في سلاح الجو، وواشنطن ورئاسة ذراع استخبارية تشتغل في جمع المعلومات، والتقدير والعمليات. ونقيصة يدلين صفاته. ولسبب ما يظن المسؤولون عنه فيه الخير أكثر من آخرين يتصلون به. إن شيئا ما توحي به شخصيته يشوش على صفاته الحسنة. كان رئيس فرقة استخبارات ورئيس هيئة قيادة سلاح الجو، لكنه لم يُعين رئيسا لفرقة جوية وبعد ذلك تجاوزوا عنه في المنافسة في القيادة.

        إن "أمان" أكبر كثيرا من الموساد ومن "الشباك" معا، لكن رئيسها أقل استقلالا من رئيسيهما، وليس واضحا ايضا من في الجيش هو مقابلهما المباشر أرئيس "أمان" أم رئيس هيئة الاركان. كان يدلين مقربا من دان حلوتس الذي عيّنه. وبعد اخفاقات "أمان" في لبنان في صيف 2006 الى أن مرت الشهور والعمليات وانفتح له رئيس الاركان التالي غابي اشكنازي وهو شكّاك مثل يدلين، نشأت زمنا ما قناة مباشرة بين اشكنازي ودغان.

        إن خلفية يدلين وشخصيته تجعلانه مرشحا جيدا لرئاسة جسم مثل الهيئة العامة للأمن القومي. نصيب ديسكين أقل من ذلك لكنه ذو عزم، وقيادة وذو "قوة" كما قال مُحادثه في جهاز الامن. واللباس المدني مُضلل. إن "الشباك" والموساد جسمان عسكريان تركيزيان أكثر من "أمان". "في مستوى الانضباط وفي مستوى القواعد التي تنطبق عليه، بُنيتنا التنظيمية تميز جهازا عسكريا"، قال هذه السنة دغان في ظهور علني نادر. "نحن نعالج جهاز قادة وأناس يخضعون له، يجب عليهم أن ينفذوا الأوامر في كل ظرف".

        إن عمليات الجماعة الاستخبارية مؤتلفة. فـ "أمان" و"الشباك" مُستهلكا مواد يحصل عليها الموساد ومزودو بنى تحتية بشرية وتقنيات لاعمالها. وديسكين بخلاف دغان نشأ داخل منظمته. وكذلك يدلين، مثل أسلافه من عميت فمن تلاه، اذا استثنينا يهوشع ساغي واهارون زئيفي – فركش، أُدرج في القيادة ولم يتسلق في الاستخبارات العسكرية مراحل السلم كلها. سلّم ضباط "أمان" لهذا الواقع المشتق من محيط التعيينات في هيئة القيادة العامة. لكنهم في الموساد ما زالوا يشعرون بالمرارة ويأملون تعيينا من الداخل.

        احتمال ذلك الآن أقل من احتمال تعيين داخلي لقيادة جهاز السجون.

        بيد انه فوق جميع المرشحين لرئاسة الموساد من الداخل والخارج على السواء، يقوم غير مرشح يكاد يكون كاملا لهذا الشأن كما هو فاسد في شؤون اخرى ألا وهو اهود باراك. فهو اسم مرادف لقائد دورية هيئة القيادة العامة ورئيس "أمان" ورئيس هيئة الاركان ووزير الخارجية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع. لا منافس له في معرفة قضايا السياسة والأمن والاستخبارات. وتفكيره كله مُنصب على العمليات الخاصة والأحابيل، والدهاء والخداع، والتغلغل الى جبهة العدو الداخلية مُتنكرا بلباس مساعِدة فلبينية. انه سياسي لكنه ليس رجل جمهور. ويُجّل عندما يعمل في الخفاء ويثير الغضب اذا كُشف على الملأ. انه ضئيل الوزن في الحكومة لكنه مُقرب من بنيامين نتنياهو وعائلته. ثمة احتمال لا يقين أن توافق لجنة تيركل ومراقب الدولة على تعيينه.

        في شباط قبل ثلاثة ايام من ترك اشكنازي عمله سيبلغ باراك التاسعة والستين. لن يكون زعيما سياسيا (في الداخل أو الخارج) لكن من الخسارة ألا نستغل مواهبه وتجربته من اجل غاية مناسبة. يستطيع حتى يخرج الى التقاعد أن يخدم دولة اسرائيل رئيسا للموساد.