خبر الدكتور « شلَّح » للمحتلين الصهاينة: أي حرب على غزة ستحرق عمق كيانكم ..

الساعة 07:18 م|05 نوفمبر 2010

في كلمته خلال مهرجان الانطلاقة الجهادية وذكرى الشقاقي بدمشق

الدكتور "شلَّح" للمحتلين الصهاينة: أي حرب على غزة ستحرق عمق كيانكم ..

فلسطين اليوم-غزة

جدد الدكتور رمضان عبد الله شلَّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رفضهم المشاركة في أي واقع أو إطار سياسي ينشأ بالتوافق مع العدو الصهيوني أو بإذنه كما هو حال سلطة "أوسلو"، مؤكداً تمسكهم بالجهاد والمقاومة كخيار وواجب وإستراتيجية لا مساومة عليها.

جاء ذلك خلال مهرجانٍ جماهيريٍ حاشد نظمته حركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة بمخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين للانطلاقة الجهادية المباركة، وفي الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي.

ورحَّب الدكتور شلَّح بالحضور الذي تقدمهم شخصيات دبلوماسية وسياسية إيرانية وسورية ولبنانية وفلسطينية، قائلاً:" أرحب بكم كلاً باسمه، وأشكركم على حضوركم المبارك، ومشاركتنا إيانا إحياء هذه المناسبة الوطنية ..".

علاقة الأمين العام بسلفه الراحل ...

وبيَّن الأمين العام للجهاد الإسلامي أنه ومهما قيل في حق سلفه الدكتور فتحي الشقاقي فلا بد له من كلمة وفاء، ذكر فيها كيف تعرف عليه (رحمه الله) منذ أكثر 33 عاماً عندما كان طالباً في الجامعة بمصر.

وقال:" جاء اليوم الذي أقول فيه، لقد تعلمت في مصر يومها في جامعتين وليس في جامعة واحدة .. الأولى هي جامعة الزقازيق التي تعلمت فيها الاقتصاد وواصلت دراستي كما يعرف الجميع وبفضل الله وعونه حتى نلت أعلى الشهادات، والثانية كان اسمها بكل فخر واعتزاز فتحي الشقاقي".

ولفت الدكتور شلَّح النظر إلى أنه تعلَّم في جامعة فتحي الشقاقي ما فاق كل ما تعلمه وعلمه في كل الجامعات التي تنقل بينها طالباً وأستاذاً محاضراً.

وأوضح قائلاً:" تعلمت في جامعة فتحي الشقاقي ما هي فلسطين، وما هو الإسلام، وفي أي عالم نعيش، وما هي الرؤية التي يجب أن تحملها إن كنت مسلماً في هذا الزمان وتريد أن تؤدي حق الله في كل شيء يتعلق بهذا الوجود".

وتابع الدكتور شلَّح يقول:" فتحي الشقاقي قضى شهيداً على طريق فلسطين، والعدو عندما أخذ قراراً قبل 15 عاماً باغتياله كان يظن أنه سيجتث الجهاد الإسلامي من جذورها ويمحوها من الوجود (..) لكن الجميع عاش ورأى وسمع الإجابة طيلة 15 عاماً كتبتها الحركة بالدم والتضحيات .. كتبها محمود طوالبة وإخوانه في مخيم جنين، كتبها محمد الشيخ خليل في غزة، كتبها الاستشهاديون في فلسطين، كتبتها الحركة في المواقف التي تميزت بها بالتمسك بالثوابت والمبادئ، وكتبها زحف عشرات الآلاف بالأمس في غزة وفاءً للشقاقي وللجهاد والمقاومة".

وطمأن الدكتور شلَّح الحضور على "الجهاد الإسلامي" قائلاً:" بعد خمسة عشر عاماً على رحيل الشقاقي أقول لكم بأن الحركة بألف خير ...".

رحى المفاوضات تنذر بمخاطر كبيرة ...

وعرج الأمين العام للجهاد الإسلامي بعد ذلك للحديث عن مفاوضات التسوية، والتي اعتبر أن إغماض العين عن خطرها قد يكون فيه "هلاكٌ وضياعٌ لحقوقنا في أرضنا".

ورأى أن السر في رفع شعار المفاوضات حياة، مرده أن السلطة تحولت إلى هدف وتحولت إلى أكبر وأعز من فلسطين، قارعاً بذلك ناقوس الخطر.

وأشار الدكتور شلَّح إلى أننا الساحة الفلسطينية اليوم في دوامة لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات، مؤكداً أن الإصرار على الدوران في هذه الحلقة المفرغة إنما ينسينا فلسطين، ويجعل الهم كله اليوم هو ليس ما تبقى من أرض فلسطين بل ما تبقى من فتات أرض الضفة الغربية، مبيَّناً في السياق أن السلطة اليوم أسقطت غزة من الحسابات في واقع الانقسامات.

وشدد الدكتور شلَّح على أن الحراك الذي يتم اليوم في رحى المفاوضات وما يصدر من تصريحات في أجوائها، إنما ينذر بمخاطر كبيرة تتعلق بمصير أهلنا في الـ 48 وفي الشتات.

الموافقة على "يهودية الدولة" تؤسس لـ"ترانسفير" جديد ...

وعرج إلى استعداد البعض للاعتراف بـ"يهودية الدولة"، قائلاً:" إنهم يريدون بذلك أن يؤسسوا لطرد مليون ونصف المليون فلسطيني من أهلنا المزروعين في أرض الـ 48، وأن يديروا ظهورهم لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني لاجئ في الشتات".

وأضاف:"الموافقة على مبدأ "يهودية الدولة" يعني بكل بساطة التأسيس لترحيل فلسطينيي الـ 48 والتفريط أو إسقاط حق اللاجئين الفلسطينيين"، موضحاً أن الهجمة التي يتعرض لها فلسطينيو الداخل المحتل اليوم ليست من فراغ، وأن الهجوم على أم الفحم مشروع مبرمج ومخطط لإرهاب وتخويف أهلنا والاستعداد لـ"ترانسفير" جديد بل نكبة ثالثة يؤسسون لها تحت مظلة المفاوضات.

وتطرق الدكتور شلَّح للحديث عن "حل الدولتين"، قائلاً:" لقد ثبت بالدليل القاطع أنه حل لا يتمتع بأي واقعية ولا أي مصداقية ولا أي قابلية للتطبيق أو التنفيذ"، مشيراً إلى أنه ليس من يقول ذلك بل محللون وخبراء ومراكز دراسات.

المقاومة إنجازٌ يجب المحافظة عليه ...

كما وشدد على ألا بديل يمكن أن يوصلنا لفلسطين إلا الجهاد والتضحيات، منوهاً إلى أن المقاومة هي فوق البحث في مشروعيتها أو جدواها خاصةً أنها أثبتت نفسها في فلسطين ولقنت العدو الدرس تلو الدرس، وفي لبنان في مواجهة ذات العدو وحققت أعظم الانتصارات في زمن الهزائم والنكوص والعجز والخذلان.

وحيَّا الدكتور شلَّح المقاومة اللبنانية وفي طليعتها حزب الله، وقال بحقه:" عندما انطلق مشروع الشقاقي، مشروع "الجهاد" و"حماس" كنا نقول على الأمة والحركة الإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها بتقديم الدعم والإسناد في فلسطين .. ميلاد حزب الله في الأمة جعلنا نقطع هذه المسافة في شوط لم يتوقعه أحد .. حزب الله ليس حالة دعم وإسناد للمقاومة بل هو جزءٌ من الصراع العربي – الإسرائيلي، ورأس حربة حتى في المقاومة الفلسطينية".

واعتبر الأمين العام للجهاد الإسلامي أن المقاومة هي أهم انجاز في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ النكبة إلى اليوم، لذلك نحن لسنا على استعداد أن نفرط فيها أو أن نقايضها بأيه مكاسب وهمية من نوع سلطة تحت قبضة الاحتلال وحرابه.

أي حرب على غزة ستحرق عمق الكيان ...

وعقَّب الدكتور شلَّح على التهديدات والتسريبات التي يطلقها العدو ومحاولة التهويل بقوة المقاومة استعداداً لشن حرب جديدة ضد غزة، قائلاً:" يظنون أن غزة ضعيفة، يتيمة، وحيدة، يمكن الاستفراد فيها، ونحن ندرك حقيقة موازين القوى، ونعرف أن إمكاناتنا في مواجهة هذا العدو متواضعة، لكننا ندرك أيضاً أننا نملك من الإيمان، ومن إرادة القتال، ومن السلاح الذي صنعته غزة رغم كل من يحاصرونها أننا نستطيع أن نقاتل هذا العدو أكثر من 22 يوماً كما حدث في السابق".

وتوعَّد الدكتور شلَّح جيش الاحتلال بالخسارة والفشل إن أقدم على مهاجمة غزة، مؤكداً أن قوة المقاومة اليوم مضاعفة، لذلك الفشل سيكون مضاعفاً أضعاف ما لحق به إبان حربه السابقة.

وأضاف:" نار الحرب .. أي حرب على غزة لن تقف أبوابها عند حدود القطاع، بل ستحرق هذه النار عمق مدنكم وتجمعاتكم وقراكم".

رسالة لـ"فتح" الرصاصة الأولى في ثورتنا المعاصرة ...

وطالب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قيادة حركة "فتح" بأن تفكر في العودة لخيار الجهاد والمقاومة، قائلاً:" نقول لهم بكل بساطة، وبكل إخوة، وبكل حرص على الوحدة، ومن تحت خيمة حركتهم التي كانت الرصاصة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة .. افعلوا ما فعله الشهيد القائد ياسر عرفات "أبو عمار" عندما حشروه ووصل خياره السياسي إلى طريق مسدود حينها أعطى أبناء "فتح" الهامش لينقضوا على عدوهم بالنار والبارود كما بدأت في الـ 65".

ومضى يقول:" لا نطلب المستحيل إذا أردنا أن نتوحد على هذا الخيار، فلا بد من حوار وطني شامل يجدد توجيه البوصلة إلى إرادة الشعب والأمة خيار الجهاد والمقاومة، أما الإصرار على الدوران في الحلقة المفرغة لن يجدي نفعاً (..) من لا يقوى على خيار ياسر عرفات الذي أفضى فيه شهيداً إلى الله نحن ندله على خيار آخر أرحم له ولشعبه ولمقدساته غير مجلس الأمن والأمم المتحدة وإعلان الدولة من طرف واحد .. أن يعود ليجلس في بيته وأن يُخلي بين الشعب الفلسطيني وبين عدوه".

دعوة لبناء م.ت.ف ...

ولفت الدكتور شلَّح النظر إلى أن شرعية تمثيل الإرادة الفلسطينية التي بيَّن أنها لم تعد محل إجماع، موضحاً بالقول:" عندما توقع منظمة التحرير على التنازل عن 80% من حقنا بأرضنا في "أوسلو"، وتقبل أن تكون الـ 20% الباقية أرضاً متنازعاً عليها، إذا أصبح الحق الفلسطيني الباقي منه وهو الفتات متنازع عليه مع هذا العدو، فيجب أن يعلم الجميع وكل من يهمه الأمر أن شرعية تمثيل الإرادة الفلسطينية أصبحت أيضاً أمراً متنازعاً عليه".

ودعا إلى حل هذه المعضلة، التي لفت إلى أن من لا يصدقها فعليه أن ينظر للحكومة في غزة والحكومة في رام الله، حيث قال:" هنالك حكومتان بلا دولة، ومن يدري ربما إذا استمر هذا المسار نسمع غداً حكومة في كل مدينة وفي كل بلدة .. هذا هو عنوان المشروع الآن في الأمة كلها القطار الصهيو- أمريكي تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، إذا أردنا أن نفلت من هذا القطار علينا أن نتداعى ونتوحد على برنامج الجهاد والمقاومة والطريق إلى ذلك هو الحوار الوطني".

تعقيدات كبيرة تعتري طريق المصالحة ...

ورأى الدكتور شلَّح أن مصطلح الحوار اليوم ذاب وحلَّ بدلاً عنه مصطلح المصالحة في ظل الانقسام، حيث أكد أن مسألة المصالحة التي تسيطر على عقول شعبنا وأهلنا لاسيما في فلسطين وتحديداً في الضفة وغزة يجب أن لا نبالغ في التوقعات حولها حتى لا نُصدم.

وأوضح أن هنالك تعقيدات كبيرة في هذا الجانب يجب أن لا نغفل عنها أو نستهين فيها، معلناً مباركة حركة الجهاد الإسلامي - وإن كانت ليست طرفاً مباشراً في هذا الانقسام الحاصل حول السلطة- لكل الجهود التي تبذل من أجل إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، ولم الشمل، والخروج من هذا الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.

دعوة للتوافق على برنامج وطني ...

وبيَّن الدكتور شلَّح أن التعقيدات التي أشار إليها تؤكد وتقول مسبقاً لنا إن حل أزمة الوضع الفلسطيني لا يمكن أن يحصر في مسألة المصالحة، بل بالاتفاق على برنامج وطني لمواجهة تحديات وتهديدات المشروع الصهيوني الذي لم يبقِ لنا متراً من الأرض نقف عليه بالقدس في غمار التهويد الذي يمضي به.

وقال:" يمكن أن نتفق على برنامج قاسم مشترك من نقطتين اثنتين فقط، أولاها أن نقر جميعاً أن فلسطين هي أرضنا، وثانيها أن نقر بحق شعبنا في الجهاد والمقاومة لتحرير أرضنا المحتلة".

المبادئ السبعة للجهاد الإسلامي ...

وبعد ذلك عدد الأمين العام للجهاد الإسلامي مبادئ وثوابت ومواقف حركته بإيجاز في سبع نقاط وهي:

1- نؤمن أن فلسطين .. كل فلسطين هي أرضنا، ولن نتنازل عن ذرة ترابٍ واحدة منها.

2- الطريق لتحرير أرضنا المغتصبة والمحتلة هو طريق الجهاد والمقاومة، خيارٌ وواجب وإستراتيجية لا مساومة عليها وسنواصلها حتى النهاية إلى أن نلقى الله شهداء أو نحقق الانتصار.

3- لا نقبل ولا يجوز لنا في حركة الجهاد بناءً على مبادئنا ومنطلقاتنا التي تعلمناها في جامعة فتحي الشقاقي، التي هي جامعة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) أن نشارك في أي تسوية أو أي حلٍ يحصر حقنا في وطننا فلسطين بحدود العام 1967م.

4- نرفض وما زلنا المشاركة في أي واقع أو إطار سياسي ينشأ بالتوافق مع العدو أو بإذنه كما هو حال سلطة "أوسلو".

5- نؤكد حرصنا على وحدة الصف الفلسطيني وبرغم كل التباينات بيننا ، ندعو الإخوة في "حماس" و"فتح" إلى العمل معا وسريعا على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على خيار الجهاد والمقاومة.

6-نؤكد على أهمية وضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون مرجعيةً لكل قوى الشعب الفلسطيني، وتحافظ على الثوابت والهدف الذي نشأت من أجله وهو هدف التحرير، وأن تحقق وحدة تمثيل الإرادة الفلسطينية لكل الشعب الفلسطيني.

7- نؤكد على البعد والعمق العربي والإسلامي في قضية فلسطين .. فلسطين قضية الأمة، وقبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيهم ومعراجه إلى السماء.