خبر كيف ننقذ اللد -هآرتس

الساعة 09:40 ص|02 نوفمبر 2010

كيف ننقذ اللد -هآرتس

بقلم: هيلل شوكان

(المضمون: تتحمل حكومات اسرائيل المتعاقبة المسؤولية عما يحدث الآن في اللد من اعمال قتل وسوء معيشة لانها لم تستثمر في اللد شيئا قياسا بمدن وبلدات اخرى انشأتها في المناطق وداخل الخط الاخضر - المصدر).

        تبحث الحكومة عن حل مشكلة اللد تحت مصباح. بعد أن فشلت مجموعة صغيرة من رجال شرطة حرس الحدود، جيء بهم الى هناك في اعقاب حادثتي قتل، في منع قتل آخر ومحاولة قتل، هب رئيس الحكومة بجلاله وعظمته وجاء الحكومة اول أمس بخطة "متعددة الاجهزة" لتُجيزها.

        ستستعمل وزارة الامن الداخلي في اللد خطة "مدينة بلا عنف"، وتنفذ مشروعات لانشاء غرفة عمليات، واكمال شبكة عدسات التصوير، وبناء مركز رقابة وتحكم بالتكنولوجيا المتقدمة وصياغة خطة تطبيق للقانون على البناء غير المرخص. وستزيد وزارة الرفاهة خمس حصص للعاملين الاجتماعيين. وستُفرد وزارة الثقافة والرياضة 800 ألف شيكل (لسنتين) من اجل نشاط ثقافي، وستحول وزارة شؤون الأقليات نحوا من 3 ملايين شيكل من اجل نشاط استهدافي لتقديم السكان العرب قدما. وستُعد وزارة السياحة خطة صيانة للسياحة في المدينة القديمة، وتنفذ وزارة النقل العام مشروعات نقلية لجعل المدينة وما حولها مفتوحة للزائرين. رؤيا آخر الزمان حقا.

 لكن حل مشكلة اللد بعيد عن حزمة ضوء المصباح الحكومي. فجميع الخطوات التي أعدت هي بمنزلة أسبرين لمرض مبدئي، موجود في مجال التخطيط الذي يقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية ووزارة البناء والاسكان.

  منذ احتلال اللد جعلتها حكومات اسرائيل ساحة الدولة الخلفية. ففي البداية أفضت الى هدم البلدة القديمة وبنت أحياء سكنية بدلها. ان هدم المدينة القديمة سلب اللد قلبها النابض – ومدينة بلا مركز هي مدينة ميتة. بعد ذلك، وبحسب أفضل التراث التخطيطي الاسرائيلي، بنيت أحياء جديدة علاقتها بالمدينة عرضية وقُدم الحيّان التابعان: غنيه أفيف وغنيه ياعر، اللذين حاول المبادرون اليهما الامتناع عن مماهاتهما باللد، في محاولة لجذب سكان يهود أثرياء. تبيّنت الخدعة سريعا جدا وانخفضت اسعار الشقق.

في هذه الايام تقدم بلدية اللد، ووزارة الداخلية ووزارة البناء والاسكان خطة لتوسيع المجال البلدي للمدينة بضم آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية. رئيس اللجنة المستدعاة في اللد، ايلان هراري، يقول انه "لا توجد داخل المدينة مناطق جديدة تلائم تطوير حي سكني كبير. يستطيع اجتذاب سكان اقوياء الى اللد المساعدة كثيرا على تغيير صورتها" (21/10، صحيفة "ذي ماركر"). وقال أسلافه كلاما مشابها عندما بادروا الى انشاء غنيه افيف وغنيه ياعر، وظلت صورة اللد في تدهور فقط.

  فضلت الدولة الاستثمار في مدن جديدة. إن موديعين وشوهام، كلاهما على مبعدة 5 – 10 كيلومترات  عن اللد (بعدا جويا)، انشأتا خيارات جذابة للسكان اليهود الاغنياء، ويتم تطوير "اير بورت سيتي" على انها بديل جذاب للعمل.

       يوجد حل اللد في المجال البلدي الموجود. فالمدينة، ولا سيما مركزها، يبدوان كأنهما بعد قصف. ان احياء فقر تتوزع على نحو عرضي في مناطق مفتوحة مهملة. تستصرخ المدينة مشروعا كثيفا من الاخلاء – البناء مع التجميع، وخلط الاستعمالات والاستثمار في المجال العام. انه أسهل في الأمد القريب الهرب من المشكلة والبناء على ارض زراعية خالية. لكن الازمة هي أن الثمن الحقيقي سيتم دفعه في المستقبل بدماء كثيرة اذا لم نشأ المبالغة.

        لو أن حكومات اسرائيل استثمرت في اللد وفي الرملة وعكا ايضا، ربع ما استثمرته في بناء مدن وبلدات أقامتها من العدم في المناطق وداخل الخط الاخضر، لمنعت تحولها الى مراكز فقر وجريمة. جميع الشركاء في الاخفاق التخطيطي المتصل هذا يجب أن يروا انفسهم شركاء في اعمال القتل التي وقعت وتلك التي ستقع بعد.