خبر تركيا ليست عدوا -هآرتس

الساعة 09:38 ص|02 نوفمبر 2010

تركيا ليست عدوا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قرار المجلس التركي للامن القومي ادراج اسرائيل في خريطة التهديدات الاستراتيجية خطير ومقلق. هذه هي المرة الاولى التي "تحظى" فيها اسرائيل، التي كانت حتى وقت اخير مضى الحليف الاقرب لتركيا، وشريكها في المصالح الاستراتيجية، بتعريف يلائم دولة عدو.

        لا يدور الحديث عن خطوة اعلامية فقط. من التعريف التركي تنشأ ايضا مضاعفات عملية، بعضها تحققت من قبل، مثل الغاء المناورات المشتركة والمقاطعة الدبلوماسية. وسيؤثر القرار ايضا على منظومة التعاون في المستقبل.

        التدهور في العلاقات لم يبدأ مع صعود حزب العدالة والتنمية الى الحكم في 2002. على مدى نحو ست سنوات، حتى حملة "رصاص مصبوب" تصرفت الدولتان كشريكتين كاملتين تتشاركان مصالح مشتركة. حملة "رصاص مصبوب" بشكل خاص وسياسة الاغلاق على غزة بشكل عام، الى جانب سخافة نائب وزير الخارجية، الذي أهان السفير التركي علنا، شكلت خط الفصل في العلاقات بين الدولتين، التي منذ ذلك الحين تدهورت بسرعة فقط وبلغت دركا اسفل غير مسبوق في اعقاب قضية الاسطول.

        تركيا لا تأتي بيدين نظيفتين حين تنتقد اسرائيل على سياستها. الحرب التي تديرها ضد الارهاب الكردي لا يختلف في طبيعتها عن تلك التي تديرها اسرائيل؛ اقترابها من ايران وعلاقاتها الوثيقة مع سوريا تثير الاشتباه ليس فقط في اسرائيل. ولكن تركيا واسرائيل عرفتا ونجحتا في اقامة علاقات وثيقة حتى في اثناء الخلافات السياسية.

        الان ايضا، حين يخيل أن الدولتين تقفان على شفا قطيعة الاتصال بينهما، من الحيوي التغلب على اعتبارات المكانة وبذل كل جهد مستطاع لانهاض العلاقات من حطامها. إذ في اسرائيل ايضا يتبين بان عملية الاسطول لم تكن نجاحا كبيرا. وفضلا عن ذلك، فان مجرد القرار بوقف الاسطول أدى الى النتيجة المعاكسة. في اعقابه اضطرت اسرائيل، بضغط دولي الى التخفيف من الحصار على غزة. لن تقع أي مصيبة اذا أعربت اسرائيل عن أسفها على موت المدنيين الاتراك، حتى لو لم تعتذر رسميا عن العملية، واذا وافقت على منح تعويض رمزي لعائلات القتلى. الضرر القومي من التمسك بالمكانة أكثر جسامة بكثير.