خبر « سيرك بريطاني في غزة »

الساعة 06:48 ص|02 نوفمبر 2010

"سيرك بريطاني في غزة"

فلسطين اليوم-غزة

 لم تقف اللغة حائلاً بين الأطفال وهم يستمتعون بالعروض الفنية لألعاب السيرك والفريق البريطاني الذي نفذها تحت اسم "سيرك لغزة"، بل خلقت حافزاً آخر لدى الأطفال بكافة شرائحهم، فراحوا يصفقون ويهتفون للفريق في محاولة لتناسي آلامهم وأوجاعهم التي سرقها الحصار وأخفى ملامحها الاحتلال.

تنقلت الفرقة بعروضها بين مدرسة سخنين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ومركز القطان بغزة وقرية الأيتام برفح المعروفة بقرية SOS)) ومبرة الرحمة التي تعنى بالأطفال اللقطاء، في محاولة لرسم البسمة على شفاه الأطفال الذين اعتادوا رؤية هذه العروض في التلفاز فقط.

الطفل صبحي عواجة ويدرس في مدرسة سخنين في الفصل السادس الابتدائي، بانت أسنانه تارة وهو يضحك على عروض الفريق، وسادت وجهه معالم الدهشة تارة أخرى وهو يتابع عروض السحر التي اعتاد أن يراها على شاشة التلفاز فقط، وأشار إلى أنه شعر بسعادة كبيرة وهو يتابع العروض، وصفق وهلل للفريق، شاعراً بالفرحة تملأ صدره، منوهاً بأنه لم يشاهد في حياته مثل هذه العروض.

وأوضح الطفل الذي دمر الاحتلال منزله خلال الحرب على غزة وخطف الموت شقيقه ولا يزال يعيش في خيمة متواضعة في حي السلام بمدينة بيت لاهيا إنه شعر بطفولته وهو يتابع هذه العروض، وطالب بإعادة العرض أكثر من مرة في باحة مدرسته، لافتاً إلى أن المئات من الطلبة كانوا يضحكون ويصرخون مع كل حركة في العرض.

وتأتي عروض الفريق البريطاني من أجل رسم البسمة على شفاه الأطفال المحرومين من طفولتهم، حيث ارتدى أعضاء الفريق الزي البهلواني الخاص بالمهرجين ولونوا وجوههم، مستخدمين الموسيقى المساعدة لتجسيد أجواء تتناسب وحركات الفريق وعروضهم الشيقة.

وفي مركز القطان للطفل احتشد العشرات من الأطفال داخل القاعة الخاصة بالعروض، التي استمرت على مدار الأسبوع لمدة ساعة يومياً، وأوضحت الطفلة إيناس محمد (13 عاماً) أنها غادرت مدرستها وتناولت وجبة الغذاء وذهبت مباشرة مع والدتها وأشقائها الصغار لحضور العرض، منوهةً بأنها سمعت من زميلتها في المدرسة عن العرض الشيق للفريق، وأقنعت والدتها بالذهاب وحضور عروض السيرك.

وأكدت الطفلة التي لفتت إلى تعامل الفريق معهم بروح الأطفال رغم أن جميع أعضائه من الشباب أن العروض التي شملت السحر والأعمال البهلوانية واللعب بالدوائر الحلزونية وغيرها كانت ممتعة وأسعدت الأطفال الذين أخذوا يصرخون فرحاً.

وأشارت إلى أنها أصرت على العودة في اليوم الثاني للاستمتاع مرة أخرى بالعروض الشيقة، منوهةً بأنها تعتبر العروض فرصة نادرة.

وشارك عدد من الأطفال الفريق في عروضه وسط حالة من التشجيع والاندماج بين الأطفال، الذين تهافتوا من أجل أخذ فرصهم بمشاركة الفريق الألعاب البهلوانية، فيما راحت الكاميرات تلتقط الصور التذكارية للأطفال مع الفريق.

وفي مبرة الرحمة، أكد الطفل محمد (12 عاماً) وهو أحد الأطفال الذين يعيشون في كنف المبرة ورعايتها أنه استمتع جداً بالعرض في ساحة المبرة، وتمنى أن يسافر مع الفريق من أجل مشاركتهم كل العروض، مشيراً إلى حاجة الأطفال في غزة بكافة شرائحهم إلى مثل هذه النشاطات الهادفة للتخفيف عنهم من حدة المعاناة والألم.

وأوضح مؤمن بركات، مدير المبرة، أن هذه العروض تأتي في إطار الاحتفالات والعروض التي ينظمها الفريق البريطاني لأطفال غزة منذ وجوده بالقطاع قبل نحو أسبوع، لافتاً إلى أن من المتوقع إقامة 30 حفلاً على مدار الأسبوعين القادمين.

وأكدت روث جيمس، منسقة الفريق، أنها لا تجد فرقاً بين أطفال غزة وأطفال بريطانيا، مضيفة إنهم جميعاً أطفال تملؤهم البراءة ويحتاجون إلى اللعب والمرح، ومن هذا المنطلق ينظم الفريق هذه العروض للأطفال.

وأوضحت أنه على الرغم من الحصار على غزة والحرب الماضية توجه أعضاء الفريق إلى قطاع غزة للتخفيف من وطأة الحرب عليهم كونهم بكل بساطة أطفالاً، منوهة بأن هناك زيارات قادمة لغزة سيتم التنسيق لها فيما بعد، من أجل تقديم عروض أخرى تبعث الفرح والمرح في نفوس الأطفال.