خبر رويترز: قوة حماس في الضفة الغربية تتقلص لكن وجودها لم ينته

الساعة 04:23 م|28 أكتوبر 2010

رويترز: قوة حماس في الضفة الغربية تتقلص لكن وجودها لم ينته

فلسطين اليوم –رويترز

منذ أكثر من ثلاث سنوات والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تحاول القضاء على حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وشأن السلطة الفلسطينية في ذلك شأن دول عربية حاولت لعشرات السنين القيام بالامر ذاته مع جماعة الاخوان المسلمين التي خرجت حماس من عباءتها فهذه الدول تمكنت من اضعافها لكنها لم تتمكن من محوها من الوجود.

 

وشأنها أيضا شأن الحكومات العربية التي حاولت التعامل مع تلك الحركات في الماضي فان السلطة الفلسطينية تغامر بمواجهة عواقب ذلك. وحذرت حماس من رد فعل عكسي وهددت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة بالرد على أي اجراء يتخذ ضد مقاتليها.

 

اعتقالات جماعية واحتجاز تعسفي وتعذيب هي كلها وقائع وثقتها جماعات فلسطينية لحقوق الانسان الى جانب اجراءات عقابية أخرى في الحملة التي تشنها السلطة الفلسطينية على حماس.

 

وقال طالب في مقابلة مع رويترز انه تعرض للضرب الى أن فقد وعيه في أغسطس اب أثناء استجوابه حول مشاركته في جمعية لطلبة الجامعة مرتبطة بحماس. وتحت ضغط من أسرته قرر وقف أنشطته. ورفض هذا الطالب مثل اخرين أن يذكر اسمه خوفا من الانتقام.

 

وقال 'انهم دائما يراقبونك' في اشارة الى جواسيس من الطلبة قال انهم يقدمون المعلومات لاجهزة الامن.

 

وتقر حماس بأنها لم تعد كسابق عهدها في الضفة الغربية المحتلة. فبينما تحكم قبضتها على قطاع غزة تقول انها لم يعد لها وجود يذكر كمنظمة سياسية في الضفة الغربية. لكن لم يكتب عليها الموت بعد ومن العوامل المساعدة لذلك الجانب الايديولوجي للحركة.

 

وقال فضل حمدان وهو قيادي في حماس 'حماس حركة اجتماعية.. جو اجتماعي.. جزء من نسيج المجتمع.'

 

وتأتي الحملة التي تشنها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ردا على ما فعلته حماس مع حركة فتح في غزة عام 2007 عندما سيطرت على القطاع. ويريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يلقى تأييدا سياسيا وماليا من دول غربية القضاء على أي احتمال ولو بعيد في تكرار هذا في الضفة الغربية.

 

وتقول القوات الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية ان حماس ما زالت تتآمر على ادارة عباس. وقال عدنان الدميري المتحدث باسم القوات الامنية انه في الشهر الجاري تم الكشف عن مخبأ للاسلحة تابع لحماس. وأضاف أن أي لجوء للتعذيب الذي يحظره القانون الفلسطيني يحدث في اطار حالات فردية يلجأ اليها المحققون بشكل غير مشروع ولكنها ليست سياسة عامة.

 

وفي غزة يمكن أيضا أن يسرد أنصار عباس أقوالا عن تعرضهم لتجاوزات على أيدي حماس. وليس هناك وجود يذكر لحركة فتح في قطاع غزة بعد أن فر الكثير من قيادييها الى الضفة الغربية مقر السلطة الفلسطينية.

 

وفي الضفة الغربية أصبحت حماس مستهدفة على كافة المستويات من القاعدة الى القمة. وربما يؤدي اكتشاف انتماء شخص ما لحماس الى أن يفقد وظيفته. وتقول الحركة ان السلطة الفلسطينية أقالت المئات والكثير منهم من المدرسين بسبب وجود صلات حقيقية أو مشتبه بها مع حماس.

 

وترى حماس أن هناك محاولة لمحوها من خلال تقويض مصادر شعبيتها التي ساهمت في انتصارها في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006 والتي كانت اخر انتخابات يجريها الفلسطينيون.

 

وقال عمر عبد الرازق وهو قيادي اخر من حماس 'ممنوع أن تقوم بأي نشاط تتواصل فيه مع الناس.'

 

وما زالت اسرائيل القوة المحتلة في الضفة الغربية تتخذ اجراءات ضد حركة حماس اذا رأت ذلك. وتعتبر اسرائيل الحركة الاسلامية ارهابية وكذلك الدول الغربية المساندة لعباس.

 

وفي الثامن من أكتوبر تشرين الاول قتلت القوات الاسرائيلية عضوين من كتائب عز الدين القسام يشتبه أنهما قتلا أربعة مستوطنين يهود. وكان الهجوم الذي وقع يوم 31 أغسطس اب عشية محادثات سلام جديدة مع اسرائيل تحديا للسلطة الفلسطينية التي تعارض مثل هذه الممارسات تماما مثلما كان تحديا بالنسبة لاسرائيل.

 

وشارك الاف من أنصار حماس في جنازتي الشهيدين في ملمح نادر لاظهار القوة. وتقول حماس ان القوات الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية استدعت العشرات في وقت لاحق لاستجوابهم.

 

ويقول فلسطينيون مرتبطون بحماس ان الاستجواب أو الاحتجاز أصبح أمرا معتادا. ويتم الافراج عن أغلبهم لكن ما زالت ترد أنباء عن تعذيب المحتجزين.

 

ولم تعد جماعات حقوق الانسان تتلقى نفس العدد من البلاغات حاليا مثلما كان الحال خلال عام مضى. لكن تقريرا أصدرته 12 جماعة للمجتمع المدني في سبتمبر أيلول قال ان قوات الامن استأنفت هذه الممارسات.

 

وناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان صدر يوم 20 أكتوبر السلطة الفلسطينية التحقيق في حالتي تعذيب في حق اثنين يشتبه في صلتهما بحماس تم الابلاغ عنهما مؤخرا.

 

وقال جو ستورك من هيومان رايتس ووتش 'الرئيس عباس ورئيس الوزراء (سلام) فياض يدركان جيدا الوضع. انهما في حاجة الى القضاء على هذه الظاهرة المتفشية للافلات من العقاب والتأكد من محاكمة المسؤولين.'

 

وقال دبلوماسي ان هذه التقارير عن التعذيب ما زالت مصدر قلق للدول الغربية التي شمل دعمها للسلطة الفلسطينية تدريب قواتها الامنية. ويجري طرح هذه المسألة بشكل منتظم في الاجتماعات الثنائية.

 

وقال الطالب الذي أجرت معه رويترز مقابلة انه ما زال يعاني من نوبات دوار نتيجة تعرضه للضرب داخل الحبس.

 

وأضاف الطالب 'كانوا يضربونني بقبضاتهم في رأسي ووجهي.'

 

كما تحدث عن تفاصيل التجاوزات الشديدة التي تعرض لها أصدقاؤه منهم 20 تم احتجازهم. كما أن واحدا على الاقل -أجرت معه رويترز أيضا مقابلة- كان يجبر على الجلوس في أوضاع تسبب ضغطا شديدا على العضلات.

 

وقال الطالب انه انخرط في صفوف حماس عندما التحق بالدراسة الجامعية لانه رأى 'أنهم أكثر من يساعد الطلبة'.

 

وأضاف أن الكثير من النشطاء فضلوا البقاء على الهامش في الوقت الحالي وأردف قائلا 'لكن حماس تختلف عن الاحزاب الاخرى.. لديها فكر وعقيدة.. لذلك يمكن أن تعود.'

 

وأبدت منظمات المجتمع المدني الفلسطينية في بيان صدر في سبتمبر أيلول عن قلقها ازاء 'استمرار انتهاك الحقوق والحريات التي نصت عليها القوانين الفلسطينية المختلفة وأهمها حق الانسان بحفظ كرامته وحريته واحترام حقوقه وجعل مثل هذه الحقوق رهينة الخلافات السياسية.'

 

كما أن اجراءات أخرى -بما في ذلك اللجوء الى المحاكمات العسكرية لمحاكمة المدنيين- أثارت مخاوف من أن السلطة الفلسطينية بدأت تنزلق نحو نوع الحكم الذي تمارسه أنظمة غير ديمقراطية في دول عربية أخرى تخوض معارك مماثلة مع حركات اسلامية.

 

وتقول حماس انه في حين أن الحملة حدت من قدرتها على العمل السياسي فانها ولدت تعاطفا وقوة وعززت الرأي السائد عن أن السلطة الفلسطينية تتعاون مع اسرائيل.

 

ويظهر أحدث استطلاع للرأي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن عباس ما زال قادرا على التفوق على أي مرشح من حماس اذا أجريت انتخابات رئاسية اليوم. لكن لا يمكن اجراء انتخابات في كل من قطاع غزة والضفة الغربية قبل المصالحة بين حماس وفتح.

 

والى حين يتحقق ذلك تتبنى حماس التي تعمل كل من السلطة الفلسطينية واسرائيل على احتوائها مبدأ الانتظار.

 

وقال المعلق الفلسطيني هاني المصري انها حركة كبيرة تلقى دعما كبيرا من الاخوان المسلمين وسوريا وايران وقطر. وأضاف أن قوتها قد تتراجع لكنها لن تفقدها تماما.