خبر نريد بديلا- معاريف

الساعة 10:09 ص|17 أكتوبر 2010

نريد بديلا- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: نتنياهو يسير في طريقه، وهو لم يقم بأي تحول في الوعي، وهو لن يخلي المستوطنات في صالح اتفاق سلام. وعليه، فان هذه هي اللحظة لاظهار الزعامة والشروع في بناء صفوف الوسط – اليسار، مع كديما أو بدونه - المصدر).

        عصبة متماثلة جدا من نحو عشرين شخصا التقت بالصدفة ذات يوم جمعة في بيت أحدهم الجميل. وكلهم كانوا أبناء أكثر من خمسين، اباء وأمهات لاثنين – ثلاثة أبناء، كل النساء وكل الرجال يعملون بكد شديد لاعالتهم، والرزق موجود بوفرة مما يسمح لهم بحياة مريحة جدا. صحيح انني لم افحص، ولكني على ما يكفي من الثقة بانه كانت هناك اغلبية كبيرة لدافعي ضريبة الدخل العالية جدا،  معظم الابناء خدموا في الجيش بل وبعضهم في وحدات قتالية. كما يمكن ايضا الحديث عن عصبة من الوطنيين على طريقتهم ممن ليس لهم، بل ولم يكن لهم أي مرة أي نية للعيش في مكان آخر، الا في دولة اسرائيل.

        في كل دولة اخرى، هؤلاء الاشخاص كانوا سيعتبرون العمود الفقري للمجتمع، النخبة، وعذرا عن الكلمة الفظة. حقهم في أن يسموا هكذا اكتسبوه باستقامة وعن حق. كما ان معظم ابنائهم يعتزمون العيش في البلاد، وان كان بعضهم يوجد في هذه اللحظة في خارج البلاد، بمناسبة رحلة، تعليم أو مجرد تنسم الهواء الخفيف.

        هذا هو وجه الطبقة الوسطى – العليا لهذه البلاد. هذا هو العمود الفقري للمجتمع الاسرائيلي. هؤلاء هم الاشخاص الذين يحملون على ظهورهم غير قليل من الاسرائيليين ممن لا يتسمون بالمزايا التي احصيناها آنفا.

        يوجد بالطبع أيضا موضوع المتانة الاقتصادية لهم. لا يحبون عندنا كثيرا الاشخاص الذين ينجحون في تحصيل مداخيل كبيرة من عمل شديد. موضوع طبيعة وطنية غبية بما فيه الكفاية. الايام هي أيام أمل معين من جهة، في أنه مع ذلك توجد مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية، الى جانب نبأ مثير للحفيظة في أنه يمكن القاء هذا الامل في سلة مهملات التاريخ.

        وفي ظل الحديث عن السياسة الاسرائيلية، سيطرة اليمين المتطرف على خطوات الحكومة والتفكك التام لحزب العمل الذي كان البيت السياسي لمعظم الحاضرين، انتقل الحديث الى الضائقة الكبرى لعصبة الاشخاص هذه في الجواب على سؤال لمن سنصوت اليوم. ومن هنا كان واضحا أن لمئات الاف الاشخاص مثلهم لا يوجد اليوم بيت سياسي مناسب، رغم أنهم كانوا جدا يريدون أن يكونوا مشاركين.

        حزب العمل شطب من جدول الاعمال، ميرتس في صيغتها الحالية ليست كأس الشاي الخاص بهم، بقي كديما. إذن صحيح أنه اذ لم يكن هناك بديل آخر، فانهم سيصوتون له، ولكن فقط لانعدام البديل. هذا يشرح، ربما، صعود كديما في الاستطلاعات الاخيرة من 28 مقعدا اليوم الى 31 مقعدا (في الاستطلاع الاخير لكميل فوكس)، رغم ان هذا حزب غير موجود. لا شيء. "نادا".

        ولكن أي بديل آخر يوجد لاولئك الاشخاص، وللكثيرين غيرهم. الا اذا نشأ هنا في السنتين والنصف المتبقية حتى موعد الانتخابات هيئة وسط – يسار جديدة، برئاستها يقف كل الاشخاص الطيبون الموجودون اليوم في هذه الكتلة الهائلة. هذه الحركة ستقدم ايضا جوابا للباحثين عن السبيل المعتدل، اولئك الذين هم غير مستعدين لان تحسم عصبة مستوطنين تتملكهم أحاسيس المسيحانية مصير دولة اسرائيل ولكنهم لا يعتقدون بان اسرائيل هي دوما الطرف الشرير، البشع وغير المحق في نزاع السبعة ايام والدموي.

        اولئك الذين هم غير مستعدين بان يكون لافيغدور ليبرمان وايلي يشاي تأثير على خطوات رئيس الوزراء أكثر من قوتهما الحقيقية بين الجمهور والكنيست. اولئك الذين لا يفهمون لماذا لا ينهض أناس طيبون مثل افيشاي بريفرمان وبوجي هيرتسوغ، مثلا، ليقوموا بعمل شجاع يتمثل بمغادرة الحكومة ومحاولة تطيير ايهود باراك وفؤاد بن اليعيزر ايضا. الكلمات الفارغة من المحتوى وكأن وجودهم في الحكومة يدفع نتنياهو الى الاعتدال – ليس لها ما تستند اليه.

        نتنياهو يسير في طريقه، وهو لم يقم بأي تحول في الوعي، وهو لن يخلي المستوطنات في صالح اتفاق سلام. هم ايضا يعرفون ذلك. وعليه، فان هذه هي اللحظة لاظهار الزعامة والشروع في بناء صفوف الوسط – اليسار، مع كديما أو بدونه. كثير جدا من الاشخاص في هذه البلاد يترقبون بعيون تعبة هذه الخطوات. اعطوهم الامل، رغم أنهم مجرد أناس ينهضون في الصباح متجهين الى العمل، يربون عائلات، ميسورون اقتصاديا، ويستمتعون بالحياة. هكذا تبدو الاغلبية الصامتة.