خبر الطفل الذي دهسه مستوطن: لا أتذكر ما حدث معي

الساعة 06:28 ص|15 أكتوبر 2010

الطفل الذي دهسه مستوطن: لا أتذكر ما حدث معي

والدته تقول إنه يخاف الخروج بعد صدمه.. وتهديد باعتقال الأطفال بعد الإفراج عن الفاعل

فلسطين اليوم: رام الله

قال الطفل عمران منصور، 12 عاما، الذي دهسه مستوطن إسرائيلي الجمعة الماضية في حي سلوان في القدس المحتلة، في مشهد بثته عبر كل وسائل الإعلام وأثار غضبا كبيرا، إنه لا يتذكر ما حدث معه. وأضاف عمران الذي يلازم بيته ويعالج من جروح أصابته في كل مكان في جسمه جراء الصدم المتعمد، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أتذكر فقط أني رأيت سيارة تتقدم لدهسي ولا أتذكر أي شيء ثانٍ».

واشتهر عمران بعدما بثت شاشات التلفزة صورا حية يوم الجمعة الماضي، للمستوطن ديفيد بعري، مدير عام رابطة «العاد» اليمينية الاستيطانية، وهو يدهس طفلين بشكل عنيف، يطير أحدهم (عمران) في الهواء مترين قبل أن يسقط على الأرض، ويلوذ المستوطن بالفرار من المكان قبل أن تعتقله الشرطة.

وقال منصور وهو يعقب على صورة دهسه في التلفزيون، بعد أن شاهدها: «لا أدري إن كان هذا ما حصل لي، لا أتذكر». ورفض منصور توجيه أي رسالة للمستوطن الذي دهسه، وقال: «لا أريد أن أقول له شيئا».

وتركت الحادثة لدى منصور حالة من الخوف الشديد في البيت والشارع، وقال إنه لا يرغب في الخروج من البيت لأنه كلما شاهد سيارة اعتقد أنها قادمة لدهسه.

وقالت والدته: «إن سلوكه في البيت وفي الخارج تغير». وأوضحت: «الحادثة أثرت عليه بشكل كبير، يظل صامتا طيلة الوقت، ولا يشارك إخوته اللعب، ولا يحب الخروج». وأبدت الوالدة قلقا كبيرا على ابنها، وقالت إنه يشكو من آلام جديدة في ظهره، ولا تعرف ما «إذا كان سيتعرض للاعتقال أم لا». وأثار قلق أم عمران أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت مؤخرا مجموعة من الأطفال ظهروا في الشريط المصور، وآخرين تشابه اسم احدهم مع اسم ابنها.

وكانت الشرطة فعلا قد مددت اعتقال صبيين ظهرا في الشريط المصور الذي دهس فيه عمران، وطفلا يحمل نفسه اسمه (عمران منصور) وعمره 8 سنوات أفرج عنه لاحقا.

وقال بعض الأطفال الذين اعتقلوا على خلفية الشريط، وبينهم جهاد زيتون، 12 عاما، وسليمان صيام، 11 عاما، وعمران منصور وشقيقه محمد، إنهم تعرضوا للضرب بدعوى إلقائهم الحجارة على المستوطنين والشرطة، وإنهم سُئلوا عمن كان من الأطفال يشارك في المظاهرات.

وتستمر المواجهات في سلوان بشكل يومي، بعد أن حولتها الشرطة الإسرائيلية إلى ثكنة عسكرية. وتأخذ العلاقة بين أهالي الحي والشرطة والمستوطنين منحى تصاعديا متوترا يوما بعد يوم. ومن شأن خطط جديدة لهدم مزيد من المنازل العربية في الحي بهدف إقامة حديقة توراتية في المكان أن تفجر الأوضاع بشكل كبير. وحرض مراقب الدولة الإسرائيلي ميخا لندنشتراوس، أول من أمس، المجلس البلدي اليهودي في القدس على هدم عشرات المنازل «غير المرخصة» التي بناها الفلسطينيون في سلوان وفي أماكن أخرى في القدس. وقال في تقرير إنه خلال عقود تغاضت فيها البلدية القدس عن البناء غير القانوني في منطقة ما يسمى «بستان الملك» في حي سلوان. وتحدث التقرير عن 130 مبنى غير قانوني في المنطقة، وجاء فيه أنه «بعد حرب عام 1967 كان هناك 13 مبنى غير قانوني في المنطقة وارتفع في 1995 إلى 30 مبنى، وقفز بحلول عام 2009 إلى 130 مبنى».

وحسب تقرير مراقب الدولة فإن تطبيق القوانين الخاصة بالبناء غير الشرعي لم يبدأ في تلك المنطقة إلا في عام 1995، ومع ذلك فقد أقيم خلال السنوات التسع التالية 80 مبنى غير شرعي. واعتبر تقرير مراقب الدولة أن «البناء غير الشرعي ليس ظاهرة سلوانية فقط، حيث أقيم بالقدس الشرقية منذ عام 1997 آلاف المباني غير الشرعية، كما أقيمت إضافات إلى مبان قائمة». ويقدر مراقبو البلدية أنه منذ عام 2000 يقام في القسم الشرقي من المدينة نحو ألف مبنى غير شرعي كل عام. ويقترح التقرير تعزيز الرقابة على البناء غير الشرعي، وفي الوقت نفسه اتخاذ إجراءات لتشجيع البناء المرخص. كما يقترح التقرير أن تجري البلدية والوزارات المختصة مشاورات حول الطرق المناسبة لمواجهة هذه الظاهرة. وأوصى مراقب الدولة بلدية القدس بأن تدرس فكرة اللجوء إلى المحاكم في تنفيذ الأخيرة أوامر الهدم.

وعلقت البلدية على التقرير بالقول إن نير بركات رئيس البلدية الحالي شكل فريق عمل كلفه بوضع خطة شاملة لمنطقة بستان الملك وحي سلوان، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان، وفي الوقت نفسه تطبيق القوانين الخاصة بالخطط الهيكلية. وتقول مصادر في بلدية القدس إن هناك مخططا لهدم 22 مبنى في تلك المنطقة، تمهيدا لإقامة متنزه سياحي، وستصدر في الوقت نفسه تراخيص بناء بأثر رجعي لـ66 مبنى.

وخطة إقامة المتنزه ليست جديدة، وكانت قد أثارت رد فعل واحتجاجات في الولايات المتحدة ودول أوروبية. وبسبب ذلك طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مارس (آذار) من بركات تجميد مشروع الحديقة لتفادي إثارة اضطرابات في المدينة المقدسة وخلافات جديدة مع واشنطن بشأن الاستيطان في القدس الشرقية التي احتلها الكيان وضمها في 1967.

لكن بركات عاد وطلب من نتنياهو الموافقة على خطة «بناء حديقة أثرية يهودية جديدة، وهو ما يتطلب هدم 22 منزلا عربيا في حي البستان».