خبر الطيبي: تفاجآت بتصريح عبد ربه.. وخريشة يطالب بلجمه

الساعة 03:04 ص|14 أكتوبر 2010

الطيبي: تفاجآت بتصريح عبد ربه.. وخريشة يطالب بلجمه

فلسطين اليوم-وكالات

المح امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاربعاء الى امكانية ان تعترف القيادة الفلسطينية بيهودية اسرائيل على اساس حدود عام 1967، مطالبا الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية بتقدم خارطة بحدود اسرائيل المطلوب من الفلسطينيين الاعتراف بها.

واوضح عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية طلبت الاربعاء من الادارة الامريكية واسرائيل رسميا تقديم خارطة بحدود اسرائيل، وذلك بعد دعوة واشنطن للفلسطينيين بالتقدم بعرض مضاد لاقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتمديد تجميد الاستيطان مقابل الاعتراف باسرائيل 'دولة للشعب اليهودي'.

وقال عبد ربه للاذاعة الفلسطينية الرسمية: 'اننا نطلب رسميا وعلنا من الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية ان تقدما لنا خارطة لحدود دولة اسرائيل التي يريدون منا الاعتراف بها'، مشيرا الى انه 'كلف رسميا' من القيادة الفلسطينية التقدم بهذا الطلب، منوها الى انه يطالب بخارطة حدود اسرائيل على اساس حدود عام 1967 حتى يتم الاعتراف بها بما يتماشى مع القانون الدولي، وقال' اذا كانت هذه خارطة إسرائيل على أساس حدود 1967 مع ضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فسوف نعترف بإسرائيل كما تسمي نفسها وفق القانون الدولي'، رافضا التطرق مباشرة إلى إمكانية الاعتراف بها كدولة يهودية كما تطالب.

واشار عبد ربه الى ان مطالبة الجانب الفلسطيني الاعتراف باسرائيل دون تحديد حدود لها يعني الاعتراف بوجودها الحالي بما فيه الوجود الاستيطاني في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية، وقال 'نريد ان نعرف هل هذه الدولة تضم اراضينا وبيوتنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية ام انها خارطة على حدود الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967'، مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية بانتظار وصول الردود من واشنطن وتل ابيب حتى يتم التعامل معها.

وأعرب عبد ربه عن أمله في ان تأخذ واشنطن المطلب الفلسطيني بتقديم خارطة لحدود اسرائيل مطلبا مضادا لمطلب نتنياهو الاعتراف بيهودية اسرائيل، وقال 'طلبوا منا علنا تقديمه ونحن بانتظار جواب من تل أبيب ومن واشنطن حول هذا المقترح'.

ويشار إلى أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قال: 'من المهم ان يواصل الجانبان البحث في الشروط التي تتيح استمرار المفاوضات المباشرة'، مضيفا :'انه إذا كان نتنياهو تحدث عن أفكاره لجهة ما هو مستعد للقيام به للمساهمة في عملية السلام، وما يحتاج إليه شعبه للخروج بنتيجة من هذه العملية، فإننا نأمل أن يحذو الفلسطينيون حذوه'.

وكانت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية نقلت الاربعاء عن عبد ربه استعداد الجانب الفلسطيني للاعتراف 'ليس فقط بيهودية إسرائيل بل لو أرادت أن نعترف بها كدولة صينية، ولكن على أساس واضح وصريح يتمثل بالانسحاب الكامل من الاراضي التي احتلت عام 67 بما فيها القدس الشرقية'.

وأضاف عبد ربه تعقيبا على موقف الخارجية الامريكية التي أعلنت تأييدها للموقف الاسرائيلي من يهودية الدولة، أن الجانب الفلسطيني لا يوجد لديه مانع أيضا من الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، وانما يجب على الادارة الامريكية أن تقدم لنا خارطة واضحة بحدود دولة اسرائيل لنعترف بها، مقابل هذا الاعتراف يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستقام على كامل الاراضي التي احتلت عام 67 بما فيها القدس الشرقية، وفي هذه الحالة لا يوجد لدينا مانع من الاعتراف باسرائيل بالشكل الذي تراه مناسبا، إن كانت يهودية أو صينية.

واثارت تصريحات عبد ربه ردود فعل فلسطينية غاضبة ما بين من طالب 'بلجمه' ومن اكد بأنه لا يوجد اي فلسطيني مخول بالاعتراف بيهودية اسرائيل الامر الذي سينعكس سلبا على حوالى مليون ونصف فلسطيني يعيشون داخل الاراضي المحتلة عام 1948.

وقال وزير الاوقاف الفلسطيني ان الموقف الفلسطيني الرسمي يتمثل بالاعتراف باسرائيل وفق القانون الدولي كما اعترفت بها الامم المتحدة، مشددا على ان القيادة الفلسطينية ترفض الاعتراف بالقيادة الاسرائيلية على اي شبر من الاراضي المحتلة عام 1967.

ومن جهته قال احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي لـ'القدس العربي' الاربعاء 'تفاجأت من التصريح'، مضيفا 'لا احد مخول بان يعترف بتعريف يهودية اسرائيل الذي يكرس دونية المواطن العربي ومواطنته المنقوصة'.

وتابع الطيبي 'وكان من الافضل ان لا يصدر ياسر عبد ربه هذا التصريح'، مشيرا الى ان الحكومة الاسرائيلية الحالية غير معنية باقامة دولة فلسطينية، وقال 'هذه الحكومة عمليا لن تتقدم اطلاقا باتجاه الموافقة على دولة فلسطينية في حدود عام 1967 ، ومن يعتقد ذلك فهو مخطىء في قراءة الخارطة السياسية والمواقف الاسرائيلية بنتنياهو وائتلافه الحكومي'.

واضاف الطيبي 'اما نحن فنؤكد ان الاعتراف بيهودية الدولة فيه انتقاص لعرب الـ48 وفيه شطب لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والغاء للرواية الفلسطينية من النكبة وحتى اليوم'.

وشدد الطيبي على انه لم يسمع من اي مسؤول فلسطيني مباشرة امكانية اقدام القيادة الفلسطينية على الاعتراف بيهودية اسرائيل مقابل حدود عام 1967 ، وقال 'لم نسمع ذلك من اي من المسؤولين الفلسطينيين مباشرة ولقد طرحنا هذا الموضوع وما سمعته من الرئيس محمود عباس ومن قيادات منظمة التحرير ومن فتح وغيرها انهم لن يعترفوا بيهودية الدولة'.

وعبر الطيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي عن عدم ممانعته من اقدام الجانب الفلسطيني على المطالبة بخرائط لحدود دولة اسرائيل وقال 'لا مانع من الطلب من اسرائيل تقديم خرائط للحدود والمفاوضات على الحدود شيء، اما الاعتراف بالدولة اليهودية فهو شيء آخر. لا علاقة للاعتراف بيهودية الدولة بحدود الرابع من حزيران . منظمة التحرير اعترفت باسرائيل والاعتراف يتم بالسيادة وبالحدود وليس بصفة الدولة. هذا هو خطاب منظمة التحرير والخطاب الفلسطيني كان هكذا ويجب ان يبقى هكذا'.

وشكك الطيبي في امكانية ان يكون تصريح عبد ربه عضو الوفد الفلسطيني للمفاوضات توطئة لامكانية اعتراف القيادة الفلسطينية لاحقا بيهودية الدولة، واضاف 'لا يوجد اي فصيل فلسطيني مخول بهكذا اعتراف'.

ومن جهته طالب الدكتور حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الرئيس محمود عباس 'بلجم' عبد ربه ومنعه من تقديم تنازلات مجانية للاسرائيليين.

واضاف خريشة قائلا لـ'القدس العربي' 'انا اطالب باعتباري نائبا ثانيا في المجلس التشريعي الرئيس محمود عباس بلجم ومحاسبة امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه على تصريحاته باستعداد القيادة الفلسطينية الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية'.

وتابع خريشة 'هذه التصريحات تعبر عن حالة استسلام وخنوع وعجز والسير بعكس التيار الشعبي والوطني الرافض. واخطر ما فيها انها تأتي من امين سر اللجنة التنفيذية'.

واضاف خريشة 'نطالب الفصائل المنضوية في اطار منظمة التحرير ان توضح موقفها من تصريحات ياسر عبد ربه التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء وحتى الرواية التاريخية الفلسطينية حيث انه لا يمكن ان تكون - تصريحات عبد ربه- تعبيرا عن وجهة نظره الشخصية وانما تأتي في اطار كونها بالون اختبار لقياس ردود الافعال على مثل هذه التصريحات الخطيرة التي تمس بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وبأهلنا في الاراضي المحتلة عام 1948 وتتساوق مع المشروع الصهيوني الذي عبر عنه ثالوث نتنياهو وليبرمان وايشاي'.

واعتبر خريشة تصريحات عبد ربه 'تنازلات تقدم للاسرائيليين وللامريكان مجانا'.

ومن جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التصريحات المنسوبة لياسر عبد ربه إلى صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية عن استعداد الجانب الفلسطيني للاعتراف ليس فقط بيهودية إسرائيل، بل لو أرادت كدولة صينية، بأنها لا تمثل منظمة التحرير الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، ولا يمثل فيها سوى نفسه، وتتناقض مع مواقف منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية.

ورأت الجبهة في هذه التصريحات اجتراراً ممجوجاً للمواقف الأمريكية الداعمة للاحتلال وإمعاناً في الخروج عن مواقف المؤسسات الوطنية والرأي العام الفلسطيني والعربي، وتساهم في الحملة الاسرائيلية لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكدت الجبهة في بيان صحافي بأن هذه المواقف وتداعياتها، ما هي إلا تعبيراً عن حالة الإفلاس السياسي والانهيار أمام إملاءات الاحتلال ومخططاته لتفتيت الساحة الفلسطينية وتصفية قضية فلسطين.

ودعت الجبهة المؤسسات الفلسطينية المعنية والقوى السياسية والاجتماعية لشجب وإدانة هذا التصرف اللامسؤول والإنهزامي ولمساءلة ومحاسبة عبد ربه ووضع حد للعبث بالشأن الوطني.

وفي ظل اثارت تصريحات عبد ربه ردود فعل متباينة اكد الجانب الفلسطيني الاربعاء بانه معني بالعودة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشرط تجميد البناء الاستيطاني.

وكان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اشترط في وقت سابق، تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات لمدة شهرين آخرين مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة، وهو الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني جملة وتفصيلا.

وفي ظل توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية توقع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن يعود المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل إلى المنطقة في أعقاب اجتماعات لجنة المتابعة العربية ومنح واشنطن مهلة شهر لمواصلة مساعيها لانجاح المفاوضات.

ومن جانبه أكد أيوب قرة عضو الكنيست عن حزب الليكود رغبة وجدية اليمين في إسرائيل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وأضاف 'ان هناك استيعابا فلسطينيا عربيا بأن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يملك القدرة على إبرام اتفاقية سلام'.