خبر اضطرابات سلوان -يديعوت

الساعة 10:34 ص|13 أكتوبر 2010

 

اضطرابات سلوان -يديعوت

وعندها جاء اليسرويون

بقلم: يوعاز هندل

(المضمون: احتجاجات، مظاهرات ومشاركات من منظمات يسروية اسرائيلية نجحت في تحطيم الهدوء والتعايش الذي ساد في سلوان على مدى عشرين سنة - المصدر).

        شيء سيء يحصل في حي سلوان في القدس. شيء سيء يحصل لهذا الحي، الذي شهد هدوءا على مدى قرابة 20 سنة. يهود وعرب عاشوا معا دون شعارات كبيرة ومنظمات سياسية. تماثل مصالح صمد حتى في الايام الاقسى لانتفاضة الاقصى. كل هذا تضعضع في غضون زمن قصير.

        قبل ثلاث سنوات زرت مدينة داود وعين سلوان. في طريق العودة الى الاعلى، نحو موقف سيارات جفعاتي (الذي اصبح منذئذ موقع حفريات؛ اوقفت سيارة عمومية لاحد سكان سلوان كان ينتظر السياح. وفي الدقائق القليلة التي سافرنا فيها معا روى لي الرجل عن التعاون بين رجال المشروع السياحي اليهودي وبين السكان العرب في سلوان. جئت كهاوٍ للاثريات وهو تحدث معي كرجل أعمال محلي. الرجل اشتكى بالعبرية الطلقة، ولكن ليس عن رجال مدينة داود الذين جلبوا رزقا الى القرية بل على بلدية القدس. قبل أن يصبح سائقا اراد ان يفتح محل حمص صغير للسياح، والبلدية لم تعطه رخصة. وفي المحيط كان الوضع هادئا، والنور الذي برز من الحجر كان متفائلا حتى بالنسبة لمن انغرست فيه الصهيونية السياسية.

        سبب الهدوء كان الخط الذي يوجه خطى سكان المكان اليهود، وعلى رأسهم دافيد بيري المدير: "العيش الى جانب الفلسطينيين وليس بدلا منهم". مركز الزوار الذي ادارته الجمعية شغل ابناء القرية. اكثر من مائة منهم عملوا في الحفريات الاثرية، بل ان الموردين كانوا عن عمد من ابناء المكان. واولئك الذين لم يشغلوا فتحوا محلات تجارية صغيرة مستقلة لتقديم خدماتهم. الاقتصاد كان جيدا للجميع – يهودا وعربا.

        وعندها جاء محبو السلام من حركات اليسار المتطرف وجعلوا هذا الهدوء حربا.

        هذا بدأ قبل سنة. بالضبط في اللحظة التي حلت فيها كل النزاعات في باقي ارجاء البلاد، جاء "رجالنا الطيبون" كي يحلوا الهدوء المزعج في سلوان. احتجاجات، مظاهرات و "تنمية الوعي السياسي" نجحت في عمل ما لم ينجح عرفات ورجاله في ايامهم السيئة على مدى زمن طويل جدا – تغيير طابع الحي. بعد نصف سنة من وصولهم وزعت مناشير تحذر السكان المحليين من العمل مع اليهود في مدينة داود. ولاحد السكان العرب الذين اعربوا عن الاحتجاج العلني ضد التطرف أحرقوا سيارته.

        الاحتجاجات تصاعدت ومعها المظاهرات.

        قبل اسبوعين، في مؤتمر لعلماء الاثار عقد في المكان، ظهر فجأة العدميون من بلعين ونعلين. اطفال طيبون من  مرمرة ممن جاءوا بالصخب والعنف ضد وجود علم في الموقع الاثري الذي هو من أهم المواقع الاثرية في العالم.

        يوم الجمعة الماضي حصل هذا ايضا لدافيد باري. كمين مخطط له ومصور من الحجارة هاجمه في قلب الحي. الرجل، الذي شجب الى جانب مختار القرية مسيرة اليمين المتطرف التي قام بها مارزيل وبن غبير، اصاب طفلا حين حاول الفرار من وابل الحجارة. في المساء كانت هذه امرأة بريئة علقت في المكان، هذه المرة هي التي اصيبت.

        سأتنازل عن السلامة السياسية وعن الكياسة وأوجه مباشرة اصبع الاتهام لاولئك الذين على نحو مشبع بالمفارقة حطموا التعايش في مدينة داود. خمس منظمات يسارية تعمل في السنة الاخيرة في سلوان. لجميعها تعاون غريب مع جواد صيام من "مركز المعلومات في وادي حلوة" – الرجل الذي بالصدفة يوجد دوما في منطقة الاحتجاجات العنيفة. الشيطان الذي أخرجه محبو السلام عربد دون رقابة: حالة موت واحدة لمجرم أطلق حارس النار عليه، جرحى وبالاساس فقدان السكينة.

        ثمن مبادرة السلام في الحي يدفعه السكان المحليون. وماذا بالنسبة لرجال اليسار المتطرف؟ هم ليسوا مسؤولين عن العنف، كما قال لي احدهم، بل فقط جاءوا للمساعدة.