خبر حرية المعلومات تمنع الحرب- هآرتس

الساعة 09:46 ص|12 أكتوبر 2010

حرية المعلومات تمنع الحرب- هآرتس

بقلم: أوري فايس

محاضر في مجال تحليل الألعاب في القانون

 (المضمون: حرية المعلومات حتى الأمنية من أدعى الاسباب الى منع الحروب - المصدر).

        يساعد نشر الوثائق المتعلقة بحرب يوم الغفران في الاجابة عن السؤال المدوي منذ ذلك الحين: لماذا لم يكن من الممكن الوصول الى الكيلومتر 101 قبل الحرب. أو بعبارة اخرى – لماذا لم يكن من الممكن الوصول الى نفس التسويات التي أنهت الحرب، قبل الحرب.

        يُثار هذا السؤال ايضا في سياقات اخرى: لماذا لم يكن من الممكن التوصل الى مصالحة تنهي نزاع العمل قبل نشوب الاضراب؟ ولماذا لم يكن من الممكن التوصل الى مصالحة تُعبر عن نتيجة الحكم قبل المحاكمة؟ في جميع هذه الحالات، المصالحة سلفا مربحة جدا: فهي توفر كلفة الحرب أو الاضراب أو المحاكمة.

        بوساطة المعلومات التي اكتسبت في مجال نظرية الألعاب يمكن الجواب عن هذا السؤال. يتبين احيانا أن مشكلات معلومات تُفشل ايضا أطرافا عقلانية وتمنعها من التوصل الى اتفاقات. يمكن أن يتم التعبير عن مشكلات المعلومات بتفاؤل زائد أو معلومات غير تناسبية. على سبيل المثال، اذا كان كل طرف يظن أن الحرب ستُمكّنه من الفوز بالمنطقة كلها، وأن الخسائر التي يتوقعها كل طرف لنفسه تعادل من جهته ربع المساحة، فلن يوافق أي طرف على أن يقبل أقل من ثلاثة أرباع المساحة. والنتيجة انه لا يمكن التوصل الى اتفاق.

        الوثائق المتصلة بحرب يوم الغفران، التي كشف النقاب عنها الآن، تمثل هذا الوصف: فموشيه ديان مثلا يشهد بالتفاؤل الذي أصابه قبل الحرب: "لم أُقدّر بقدر كافٍ قوة العدو، ووزنه القتالي، وأفرط في تقدير قواتنا وقدرتها على الصمود". وسبب أنهما لم يتوصلا الى اتفاق قبل حرب يوم الغفران هو التفاؤل الذي أصاب اسرائيل. تحقق هنا تحذير كنيدي من أن التفاؤل يجر الحروب.

        إن تقديرا متفائلا لنتائج الحرب يجر أضرارا اذا ولهذا من المهم منعه. وحل ذلك هو حرية المعلومات، والكشف والشفافية. إن حرية المعلومات السائدة في الدول الديمقراطية هي أحد اسباب انها لا يحارب بعضها بعضا. من المهم ألا تُصاب اسرائيل بالتفاؤل ومن المهم ايضا ألا يُصاب العرب بالتفاؤل.

        ولهذا، وبخلاف الرأي السائد الذي يقول انه ينبغي تقييد حرية التعبير في الشؤون الأمنية، يتبين انه في هذه الشؤون خاصة ينبغي منح حرية تعبير زائدة. وفيها خاصة ينبغي تشجيع النقاش العام وصب كامل المعلومات مع ضمان الصدق والامتناع عن الكذب. وينبغي الاهتمام بتضييق فروق المعلومات بين الأطراف. فمن يرغب خاصة في أن يزيد الى الحد الأقصى احتمال احراز صفقة في شأن جلعاد شليط مثلا يجب أن يعارض الرقابة في هذا المجال. إن قضاء محكمة العدل العليا الذي وافق على الرقابة باسم المصلحة لاحراز صفقة عبّر عن خطأ في فهم استراتيجي. في مقابلة ذلك، المبدأ الذي أقره ولسون، وهو أن الأحلاف العسكرية بين الدول يجب أن تكون شفافة هو مبدأ يصد الحروب. ومثل آخر يثبت مبلغ كون صب المعلومات يستطيع أن يساعد على منع حرب، تمنحنا إياه الحرب الباردة، وذلك خاصة بوساطة الجواسيس: فقد ثار في ذهن ستالين أن يهاجم تركيا. بيد انه كان لستالين جواسيس في الولايات المتحدة. وقالوا له إن ترومان عزم على أن يرد على غزو سوفييتي لتركيا بحرب. وكان من نتيجة ذلك أن تخلى ستالين عن خطة الحرب. أي أن الجواسيس الروس في الولايات المتحدة خاصة هم الذين منعوا الحرب. فلولا أنهم حولوا المعلومات التي حولوها فلربما غزا ستالين تركيا وهاجمته الولايات المتحدة. ولو كشفت الولايات المتحدة عن الجواسيس الروس وأوقفت عملهم فلربما حُكم علينا بالحرب.

        أخرجوا وانظروا مبلغ أهمية الحذر من حسم قنوات المعلومات لمنع الحرب، ولا ينبغي انتظار الجواسيس أن يأتوا: يجب التمكين من معلومات حرة من الرقابة في الشؤون الأمنية ايضا.