خبر عبد الله الشاعر يكتب في « المرايا » .. الأرض بتتكلم غرقد

الساعة 08:39 ص|09 أكتوبر 2010

عبد الله الشاعر يكتب في "المرايا" .. الأرض بتتكلم غرقد

يبدو أنه لم يكن لدينا من النكبات ما يجعلنا نصدق ما يروي عن صلاح الدين امتناعه عن الضحك والقدس في أيدي الطغاة ويعلوها الصليب.

اليوم تغير كل شي... ليس بحكم أننا كبرنا وازددنا نضوجا بل لأن المآسي قد صهرت أعصابنا وأصرت على التلذذ بجلدنا قبل إزهاق أرواحنا.

اليوم أو قال لكم احد انه لا يستطيع الفرح لهول ما يرى ويسمع فذلك متساهل ولديه من الأعصاب ما يقوى على تحمل الكوارث أما غيره فهو دائم الحزن ولا يرى الإ متوترا وهذه هي حال كثير من الناس.

 يا أخي إذا استمعت لنشرة أخبار تطحنك الحوادث... وإذا سرت في الطرقات جاءتك الاستفزازات تمشي على صلف ووقاحة وإذا حبست نفسك في بيتك فسيغزوك صوت المذياع رغما عنك محملا بالإهانات والقهر والمذلة

وفي الساحة الفلسطينية ما يكفي لاستشعارك بالقهر على مدار الساعة حتى ولو كنت نائما ..... حتى المعاجم اللغوية حارت في دلالة ألفاظها حين تلوكها السنة السياسيين أو تنضح بها تصريحاتهم... حتى حرف النفي (لا) والذي عاش حياته قاطعا شامخا برفضه منذ أن نطقت به الضاد صار يعني (نعما) ولم نعد ندري ماذا يقولون، فلقد قالوا ألف (لا) فكانت النتيجة مليون (نعم) فأي أعصاب ستقوى على الصمود؟

الساسة الصهاينة والمسوسون على قبل طاغية واحد، وكلهم بلغة لا تحتمل التأويل ولا تقبل الميوعة... كلهم ضدنا وفي الطريق لاستئصالنا وساستنا بكل ما أوتوا من خنوع يبتدعون الأعذار والمبررات لتثبتهم فوق أرضنا ...الاستيطان في جنون وما زلنا في طور التهديد الخجول، وفينا من يمشي إلي الرئيس على صلف ويقول يا سيدي فاوض فان خير من فاوضت الليكودي اللعين .

لقد أتت نيرانهم وعصاباتهم على مساجدنا .......دنسوا أقدس ما لدينا فمتي سنغضب يخرج صوت منهزم مفضوح تباهى بالوعد الأمريكي وضبط النفس مرددا حكمته الذليلة لا خيار سوى التواصل

نغدو في  عين الحاخامات أفاعي ويدعو المخبول علينا بالطاعون ولا نغضب..

نغفو على جرح ينزف منذ عقود ولا نغضب.... ونصحو على بؤسيتعظم منذ عقود ولا نغضب

في كل بيت ربة وعويل ......وفي كل زاوية بقايا دم أرهق ،أو أثار حقد تنزلت به الطائرات أو جادت به قريحة الغزاة.

سمعت احدهم يفتل شاربيه ويقف على رووس اصابعة ويحمل عصا ويغني: ((الارض بتتكلم عربي)).لايا صاحبي ,فمعظم الارض بتتكلم عبري والجزء المتبقي في طريقة نحو (العبرية)...الأرض بتتكلم مستوطنات وغرقد...وفلاحوها لا يحسنون سوى مراقبة الضياع، وأحيانا مباركته باسم التفاوض أو تفويت الفرصة على المتعصبين، وعلى اولئك الذين لايروننا ناضجين كما يحب السلام....ولا يرون حتى في الجيل الحالي ثمة احد ناضج بعد. فهل مازال غريبا ومستهجنا ان يري الواحد منا وعلى مدار الساعة متوترا قلقا في منتهى العصيبة والهذيان؟

في الكيان الصهيوني يعاقب الذين يجاهرون بأحقادهم بالمراضاة والاستمالة وزيادة الحصص الوزارية ,ولدنيا يعاقب الرافضون -ولو بالصمت-للانهيار بالاعتقال والشبح والاهانة.........

فانت وان التزمت الصمت حيال ما يجري من كوارث فصمتك بالضرورة يخفي خلفه عقل يدبر ونفس تتوثب لذللك لاتفكر بالرفض .....لاتفكر بالغضب ...فتمة اشخاص يحملون مشروعا تفاوضيا لا رجعة عنه، وشعارهم:.

مفاوضات دعائمها الجماجم والدم                             يتحطم الاقصى ولا تتحطم