خبر « الحدائق التوراتية » في سلوان...تسرق الأرض و تصادر أحلام المقدسيين

الساعة 10:51 ص|07 أكتوبر 2010

"الحدائق التوراتية" في سلوان...تسرق الأرض و تصادر أحلام المقدسيين

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

بعدما أكمل المقدسي زياد زيدان بناء منزله على قطعة ارض كان قد أشتراها في العام 1995 تلقى قرارا بهدمه تحت حجه بنائه على ارض مخصصة لإقامة حديقة توراتية في سلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى.

 

زيدان لا يملك سوى هذه الأرض التي انفق كل ما أستطاع توفيره خلال 20 عاما من العمل لشرائها، و خاصة أن منزل والده الذي كان يسكنه قبل بناء منزله مهدد هو الأخر بالهدم في حي البستان بالبلدة.

 

و قد تضمن قرار الهدم الذي تسلمه إشارة إلى نية بلدية الاحتلال بناء حديقة توراتية لتنزه، يقول زيدان:" من الغريب أن تتسلم إخطار يهددك بهدم منزل لبناء متنزه و حدائق يقولون أنها لخدمتنا و لنتمكن من التنزه بها،لا ادري كيف يمكن أن تخدم إنسان بهدم منزله لبناء متنزه ترفيهي له بعد ا تطرده بالشارع".

 

ولم يكن المقدسي زيدان الوحيد الذي تهدده بلدية الاحتلال بالتشرد و التهجير عن سلوان لصالح ما يسمى "الحدائق التوراتية" التي كانت من أهم هذه الأدوات والتي سيطرت من خلالها على مساحات واسعة من مدينة القدس المحتلة.

 

و تنتشر هذه الحدائق في مدينة القدس بشكل مكثف، ويجري بين الحين و الأخر توسيعها و تعديل مساحاتها على حساب المساحة المتبقية للمقدسيين أصحاب الأرض الأصليين.

 

وكانت دولة الاحتلال منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة قد أعلنت  عن 54% من مساحتها أراضي خضراء، أو مفتوحة،  تسعى لتحويل جزء منها إلى "حدائق توراتية" تنظيمها " كما حلم به الآباء" على حد إشارة البروتوكول التنظيم الخاص بالمكان والمقدم من البلدية.

 

و قد اختيرت هذه المساحات بعناية بحيث تشكل سلسلة متصلة تضمن خلالها سلطات الاحتلال إنشاء طوق يسيطر على المناطق المهمة في المدينة و التي طعمت فيما بعد بالمستوطنات الإسرائيلية.

 

يوضح الباحث في مجال الاستيطان خليل التفكجي، أن المناطق التي تنتشر فيها هذه الحدائق:" تنتشر على سفوح الجبال المحطة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وتمتد هذه الحدائق من سلوان " الجنوب الغربي" و حتى جبل المشارف و جبال الزيتون في "الشمال الشرقي" من المدينة على مساحة تتجاوز الأربعة كيلو متر".

 

و يتابع التفكجي:" بناء هذه الحدائق يأتي في إطار السياسية الإسرائيلية لمصادرة الأراضي حول البلدة القديمة فيما يسمى لدى اليهود " بالحوض المقدس"، و تعتبر هذه الحدائق النواة الأولى لبناء مدينة داوود".

 

ويقول التفكجي أن إسرائيل تسعى لتكريس "أنها أراضي دينية أنها سار فيها داوود و سليمان عليهما السلام و عزف فيها داوود مزاميره"، و بالتالي ركز الجانب الإسرائيلي على بناء الحدائق التوراتية المقدسة فيها، و الاهتمام بقبور الآباء فيها و السيطرة عليها.

 

و يشدد التفكجي على أن هذه الحدائق دليلا على استخدام الدين في السياسية، فإسرائيل تحاول وضع القالب الديني في للحصول على مكاسب سياسية في الاستيلاء على اكبر قدر ممكن من مدينة القدس التاريخية.