خبر الشيطان السكاني حي .. هآرتس

الساعة 07:40 م|04 أكتوبر 2010

بقلم: أرنون سوفير

استاذ كرسي في جامعة حيفا

استجبت الى اقتراح موشيه آرنس أن اقرأ معطيات المكتب المركزي للاحصاء التي وجد انها مشجعة جدا ("بعد موت الشيطان السكاني"، بقلم موشيه آرنس، صحيفة "هآرتس" 28/9). فماذا وجدت؟ أولا أن المكتب المركزي للاحصاء لا يتناول سوى معطيات داخل الخط الاخضر – أي اسرائيل ومعطيات عن يهودا والسامرة. أما في شأن عرب المناطق فسنضطر الى البحث في مصادر اخرى.

ما الذي يُبهج كثيرا في معطيات سنة 2010؟ وجدت أن نسبة اليهود داخل اسرائيل هي 75.5 في المائة من السكان كلهم، لكن كانت نسبتهم في 1998، 79.2 في المائة، وفي 1988، 81.7 في المائة. أي ان نسبة اليهود من سكان اسرائيل تهبط على الدوام، برغم انه جاء الى هنا في العقدين الأخيرين نحو من مليون مهاجر.

بحسب التنبؤات، ستنخفض نسبة اليهود في سنة 2015 الى 73.5 في المائة، وستنخفض أكثر في 2025 لتبلغ 70.6 في المائة. في سنة 2030 فقط، ولاول مرة، سيكون ارتفاع ضئيل لنسبة اليهود وسنبلغ 72 في المائة. فما الذي يُفرح آرنس ها هنا؟.

اذا أضفنا الى هذه المعطيات الصعبة العمال الاجانب، ومهاجري افريقيا، والسياح الذين لم يعودوا الى اوطانهم والفلسطينيين الذين يدخلون البلاد ولا يعودون الى بيوتهم، فان نسبة اليهود تنخفض لتبلغ 70 في المائة من سكان اسرائيل. فما المبهج هنا؟ هذه صورة صعبة.

لكن آرنس يدعو في الاشهر الاخيرة الى ضم يهودا والسامرة الى اسرائيل (فهذه هي الطريق لمنع دولتين في هذه المنطقة الضيقة بحسب رأيه). واضح انه سيصبح عنده في هذه الحال مشكلة سكانية صعبة. فماذا يفعل آرنس؟ يأخذ معطيات من فريق امريكي ما، بحيث يعد كم من العرب يسكنون يهودا والسامرة، وكم منهم غادروا، ويغادرون وسيغادرون ارض اسرائيل. وهو يتابع ايضا عدد المولودين والمتوفين ويقرر على نحو "علمي"، انه يسكن يهودا والسامرة 1.5 مليون نسمة فقط. اذا أسقطنا مليون عربي من اللوح فانه توجد أكثرية يهودية في ارض اسرائيل ويأتي المُخلص صهيون ويموت الشيطان السكاني.

لكنني لا أعتمد على فرقاء امريكيين وأتوجه الى رئيس الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي ويبلغني هذا انه يسكن يهودا والسامرة اليوم نحو 2.6 مليون فلسطيني، ويُقدرون عددهم في غزة بـ 1.5 مليون. ومن لا يتكل على الجيش الاسرائيلي يستطيع التوجه الى معطيات المكتب المركزي الفلسطيني للاحصاء الذي أُجري احصاؤه العام الاخير في 2007، برعاية مندوبي حكومة النرويج، ومعطياتهم قريبة من معطيات الجيش الاسرائيلي (مع حسم سكان القدس الذين أحصاهم المكتب المركزي الاسرائيلي للاحصاء). يتبين في الحالتين انه بغير غزة وبغير الاجانب، فان اليهود في ارض اسرائيل هم 59 في المائة من جملة السكان ومع غزة ومع الاجانب يتساوى اليهود وعرب فلسطين، بل هم أقل.

لكن لا مناص وينبغي شغل النفس بالتنبؤات بعد عقد أو عقدين، آنذاك يتبين أن نسبة اليهود ستنخفض الى 42 في المائة. ومعنى ذلك نهاية الكيان اليهودي في الشرق الاوسط. ولهذا فان الشيطان السكاني حي يهدد، وما زلنا لم نتحدث عن الدولة المكتظة في الغرب ولم نتناول قضايا الأمن الداخلي المتوقعة من فئات معادية من السكان يبلغون ملايين البشر.

لا مناص سوى أن نقول لآرنس أن العقيدة البيتارية التي رُبي عليها وترعرع أفلست منذ زمن ولن يساعده أن يمحو على نحو وهمي، 1.5 مليون عربي من المناطق. فهم هنا. والاستنتاج بسيط على نحو مخيف: إن من يفضي الى انشاء دولة واحدة في ارض اسرائيل سيقضي بالخراب على يهود اسرائيل. نحن، الأكثرية السليمة العقل التي ما زالت تعيش هنا، لن ندعه يفعل هذا.