خبر يؤخرون النهاية.. معاريف

الساعة 07:39 م|04 أكتوبر 2010

بقلم: شموئيل روزنر

يوجد شيء من الحق في عدم ارتياح الادارة الامريكية لرفض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قبول الاقتراح السخي جدا الذي صيغ كي يقنعه باطالة أمد تجميد الاستيطان شيئا ما. "وافقنا على المضي نحوه بعيدا جدا"، قال شخص في الادارة قبل يومين. هذا صحيح: حسب جميع الروايات، تلقى نتنياهو اقتراحا سخيا عوض خطوة رمزية مؤقتة. يحاول الامريكيون أن يفهموا الآن هل يلاعبهم البوكر، ليحصل على شيء آخر قليل، أو انه قرر حقا انه لا مكان للمصالحة في هذا الشأن.

يُقدرون في ادارة براك اوباما محاولات وزير الدفاع اهود باراك صوغ صفقة ودفعها قدما. ويوجد حول نتنياهو من هم أقل تقديرا لصورة ضغط باراك: يسود بين عدد من رجاله رأي أن من سرب تفاصيل الصفقة للصحفيين ليس مستشار الرئيس دنيس روس كما زُعم أولا، بل وزير الدفاع خاصة. حسب هذه الرواية حاول باراك وربما نجح ايضا في اعداد الرأي العام في اسرائيل لتأييد الاستمرار على التجميد. هل يريد نتنياهو الاقتناع؟ ربما ينتظر أن يرى كيف سيرد الجمهور على اجراءات باراك قبل أن يقرر. ما يزال عنده بضعة ايام حتى عقد المؤتمر العربي. وعدة ايام اخرى يضغط فيها اوباما – وهي ايضا عدة ايام تستطيع اسرائيل فيها أن تطلب تحسين المقترح الامريكي.

يصعب مرة اخرى أن نفهم لماذا الجلبة، ولماذا يصر الامريكيون على دخول شرك آخر. من الواضح انهم لا يريدون تفجير المحادثات، ومن الواضح انهم غير معنيين بأن يُكتب الفشل باسمهم. لكن كيف سيجدي تأخير النهاية شهرين آخرين؟ ماذا سيحدث بالضبط بعد شهرين؟ اليكم الاجابة الامريكية: سنتوصل الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني على اطار عام في قضية الحدود، وسيُمكّن هذا اسرائيل من الاستمرار على البناء في الاماكن التي ستُعرّف بأنها ستظل في يديها. توجد مشكلة في هذه الاجابة: فهي لا تلذ سوى أذن من يؤمن، ويؤمن حقا بأنه يمكن احراز اتفاقات كهذه في غضون شهرين. فماذا سيحدث اذا لم تُحرز اتفاقات؟ التزم الامريكيون ألا يضغطوا من اجل إطالة اخرى.

بيد انه يصعب تصديق التزاماتهم شيئا ما. سيكون اوباما بعد شهرين محررا من رعب الانتخابات الفوري. ويستطيع مرة اخرى بعد شهرين أن يزعم انه يحتاج الى اسبوعين فقط أو الى اسبوع. أو ان يرفع يديه ويدع الجمهور يدرك ان نتنياهو مذنب لاخفاق المحادثات بسبب نهاية التجميد. فماذا سيفعل الفلسطينيون في هذين الشهرين؟ حُثوا قبل عشرة اشهر على بدء محادثات مباشرة لكنهم فضلوا التردد وإحداث ازمة حول انهاء التجميد. اذا تبين أن مقامرتهم السياسية نجحت – أي ان الازمة تضطر اسرائيل الى الاستمرار على التجميد – فسيكون من المنطقي من جهتهم أن يحاولوا مرة  اخرى.

إن جر شهرين أسهل من جر عشرة، وسيكون من السهل جدا احداث دراما مرة اخرى حول انقضاء أمد التجميد، وسيكون من السهل جر الصحفيين الاجانب وعدسات تصويرهم الى المناطق، وسيكون من السهل الاخراج المسرحي مرة اخرى لصور الجرافات المتعثرة وبثها في أنحاء العالم، وسيكون من السهل أن يُحرك مرة اخرى الجري اللاهث الدبلوماسي الذي يرمي الى منع تفجير المحادثات. سيتصل هاتفيا الأمين العام للامم المتحدة، وتتصل المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ويتصل اوباما ايضا. فماذا يقولون لنتنياهو: أنحن نشد على يديك – عُد وابنِ في المستوطنات كما تم الاتفاق عليه؟ ان من يؤمن بأن هذا ما سيحدث، يجب أن يوافق بلا احجام على اطالة التجميد. ومن كان غير متيقن فهو جدير بأن يتحيّر. قد يوافق في نهاية الامر على الاطالة – لكن ليتحيّر على الأقل.