خبر يا بيبي، هذه فرصة تاريخية .. معاريف

الساعة 07:38 م|04 أكتوبر 2010

بقلم: آفي رتسون

الجماعة الطيبون من المستوطنين في السامرة ويهودا قد لا يستطيبون قراءة وسماع الامور، ولكن لهم ايضا، وليس فقط لدولة اسرائيل، من المجدي القفز على العرض الاخير الذي تقدم به الرئيس براك اوباما كلقية غنيمة كبرى.

استمرار التجميد لشهرين، وبالمقابل تحصل اسرائيل على رسالة واضحة ورسمية بانها ستبقى تسيطر في غور الاردن بشكل يضمن حدودها الشرقية. فليكن واضحا: يدور الحديث عن وثيقة تاريخية هامة، متزمتون ظلاميون فقط لن يروها ليفهموا الكنز الذي يكمن فيها. دعوا للحظة رزمة الوعود الاخرى من الولايات المتحدة. فهي هامة وحيوية، ولكنها لا تقف أمام الصيغة التي تتحدث عن ستين يوما من التجميد الاضافي مقابل السيطرة الاسرائيلية في الغور. وبتعابير رياضية يمكن أن نصف العلاقة بين ما ستحصل عليه اسرائيل مقابل ما ستعطيه بانه "MisMatch".

بتعابير المفاوضات السياسية. يمكن أن نصف العرض الامريكي بانه "Too Good To Be True"، إذ أن ما هما الشهران مقابل الوثيقة الامريكية الرسمية؟ وبشكل عام، ليس مهما اذا ما تنكرت الادارة لاحقا، كل ادارة، للوثيقة. فاسرائيل يمكنها دوما أن تلوح بها كسند ليس فقط قانونيا، بل وبالاساس سياسي، محلي ودولي، امني واخلاقي. إذ ستكون فيها الاعتراف بان ليس فقط اسرائيل ترى في الغور ذخرا استراتيجيا امنيا بل وايضا الادارة الامريكية ترى فيها كذلك.

صحيح، لا ينبغي المبالغة. اوباما لا يزال لم يتبنَ البرنامج السياسي لليكود. حقا لا. ولكنه، هو بالذات، اوباما، الليبرالي اليساري المصالح، وصل الى احدى النقاط الهامة في النزاع. هذه النقطة التي تقول ان بالفعل اسرائيل لا يمكنها أن ترهن مستقبلها وتستند فقط الى اتفاقات موقعة على الورق قيمتها كقيمة الورق التي وقعت عليها اتفاقات اوسلو المثقوبة والسخيفة. واذا كنا نريد اتفاقات جدية وعميقة، فيجب ان تجيب على الاسئلة الامنية لدولة اسرائيل.

في الاسبوع الماضي قال رئيس الوزراء نتنياهو لمؤتمر الرؤساء اليهود في الولايات المتحدة ان السلام الوحيد الذي سيصمد ايضا هو السلام الذي يمكن الدفاع عنه. جملة جد بسيطة، ولكنها جد ذكية وفهيمة. وبالتالي، على غور الاردن، أكثر مما على شرم الشيخ، يمكن القول ان من الافضل الغور بدون سلام على السلام بدون الغور. ستين يوما من التجميد مقابل الاجيال القادمة، هذه صيغة تسمح لاسرائيل ليس فقط بان تكون محقة بل وحكيمة ايضا.

ماذا لدى الاشخاص الجديين والعميقين جدا، المثقفين واسوياء العقل مثل البروفيسور دانييل هيرشكوفتس وزبولون اورليف واوري اورباخ ليعارضوا هذا الاقتراح؟ ما المعنى من البحث عن المخفي، اذا كان قائما على الاطلاق، خلف فكرة اوباما؟ لماذا لا نقبلها ببساطتها وبنصها، كمحاولة اخرى للتقريب بين الطرفين؟ انت تعطي زمنا قصيرا وتحصل على زمن زائد أرض. ناهيك عن انه بتعابير النزاع في الشرق الاوسط انت تعطي زمنا صفرا مقابل المردود النوعي.

إذ كم من الممكن أن نسمع وأن نرى الاصوات التي تحذرك من أنه بعد شهرين مرة اخرى سيطالبوننا بمواصلة التجميد. إذن هذا هو، لا. شهران، وسنعود الى البناء. ولكن سنعود الى البناء بفهم وبعقل. بدون استفزازات وبدون استثناءات. ومع رسالة الوعود من اوباما للفلسطينيين. يمكن التدبر معها. فهي ليست قصة كبيرة من ناحيتهم.

وعليه، هذه الايام ملزم بنيامين نتنياهو أن يستغلها وان يعظم الى الحد الاقصى احتياجات دولة اسرائيل. ليس مؤكدا أن مثل هذه الايام ستعود. ينبغي الاسراع، وذلك لان اوباما قد يمسك نفسه ويقول، إخس اخطأت.