خبر إقبال ضعيف على شراء « البلح » في القطاع بالرغم من انخفاض أسعاره

الساعة 06:54 ص|02 أكتوبر 2010

إقبال ضعيف على شراء "البلح" في القطاع بالرغم من انخفاض أسعاره

فلسطين اليوم-غزة

انشغل المزارعون في منطقة المواصي غرب محافظتي رفح وخان يونس بتسلق أشجار النخيل شاهقة الارتفاع لجني محصول البلح، أو كما يطلق عليه محليا "الذهب الأحمر".

عمليات جني المحصول المذكور تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية بعد نضوج البلح وبدء تحوله إلى "رطب".

وفي إحدى البقاع المنخفضة بمنطقة مواصي رفح كان المزارع محمد زعرب يعبئ شاحنة صغيرة بقطوف البلح تمهيداً لنقلها إلى السوق.

زعرب أكد أنه وأشقاءه تعرضوا لمشقة كبيرة خلال تسلقهم أشجار النخيل لجني المحصول، لافتاً إلى أنهم استخدموا الحبال وأدوات بدائية أخرى خلال تسلقهم الأشجار لقطع قطوف البلح وإنزالها إلى الأرض، حيث يتم فصل البلح عن الرطب تمهيدا لتسويقه.

وأوضح زعرب أن المحصول هذا العام كان جيدا، لافتا إلى أن كميات كبيرة من البلح تتوجه إلى السوق يومياً، ما يخلق حالة من التشبع تتسبب في انخفاض الأسعار، لكنه أوضح أن تخزين كميات من البلح في الثلاجات لبيعه لاحقا قد يحافظ على أسعار الذهب الأحمر.

مشقة وأمل

ولفت زعرب إلى أن التعامل من أشجار البلح مرهق ويكلف المزارع جهداً ووقتاً ومالاً، لافتاً إلى أن المزارع يصعد إلى شجرة البلح في العادة ثلاث مرات سنوياً، الأولى في شهر نيسان لتلقيح القطوف والثانية في شهر آب لربط القطوف خشية أن تكسر من ثقل الحمل والثالثة والأخيرة في نهاية أيلول وبداية تشرين الأول لجني المحصول.

وبين أنه عدا عن ذلك فإن الشجرة بحاجة إلى عناية وري وتسميد وأدوية لمعالجة بعض الأمراض، وهذا يرهق المزارع جسدياً ومادياً.

ونوه إلى أن كل الجهد يبذله المزارع على أمل أن تعطيه الأشجار محصولاً جيداً ويتمكن من تسويق ثماره بسعر مقبول.

أما المزارع محمود النجار فأكد أن منطقة المواصي بدأت تشتهر مؤخراً بكثرة أشجار النخيل فيها، مرجعاً ذلك لفترة الإغلاق والحصار الطويلة الني تعرضت لها المنطقة قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث كانت الأشجار تنتج فسائل "عواليل" ولا يستطيع المزارعون نقلها خارج المنطقة فيضطرون لزرعها.

وأوضح النجار أن زراعة النخيل في منطقة المواصي خاصة الأراضي المنخفضة حققت نجاحاً كبيراً، لافتاً إلى أن الثمار هناك تكون جيدة وحلوة المذاق.

وبين النجار أن جني محصول البلح والجوافة يمثل مناسبة جيدة للمزارعين الذين يشدون الرحال وعائلاتهم إلى أراضيهم ويقضون فيها أياماً لجني محصولهم الذي سيسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.

وكان البلح والرطب عرضا في أسواق محافظة رفح وباقي الأسواق بكميات كبيرة، في حين بدت الحركة الشرائية منخفضة كما أكد بعض الباعة.

ويشير البائع خالد مصلح وكان يضع كمية من الرطب والبلح على دراجة نارية ثلاثية العجلات "تكتك" ويقف قرب إحدى المفترقات الرئيسية، إلى أن الإقبال على شراء البلح قليل هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، موضحاً أن أسعاره تواصل الانخفاض، فبعد أن كان ثمن كيلو الرطب يصل إلى ستة شواكل أصبح الآن يباع بأقل من ثلاثة.

وعزا مصلح تراجع الإقبال على شراء الرطب والبلح لعدة عوامل، أبرزها امتلاء الأسواق بالفاكهة، حيث يعتبر فصل الخريف من أغنى فصول العام بالفاكهة، إضافة إلى أن معظم المواطنين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة بعد جملة المصروفات التي أرهقتهم خلال شهر رمضان وموسم المدارس والعيد.

وكان المواطن بهاء عبد الله يحمل عدة كيلوغرامات من محصول البلح، أكد أن البلح والرطب يعتبران من أفضل ثمار الخريف بالنسبة لعائلته، موضحاً أنهم لا يكتفون من أكله ويخزنون البلح الأحمر بكميات كبيرة في الثلاجة لتناوله خلال فصل الشتاء.

وأوضح أنه ينتظر صرف راتبه لشراء كمية من البلح وتخزينها في الثلاجة.