خبر دولتان لشعب واحد- هآرتس

الساعة 09:51 ص|29 سبتمبر 2010

دولتان لشعب واحد- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: الخطاب المحرج لليبرمان في الامم المتحدة ينضم الى خدعة التجميد والرفض لتمديدها - المصدر).

لنفترض ان وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، وقفت امس على منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة واعلنت بان هدف الرئيس الامريكي – تحقيق اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين في السنوات القريبة القادمة – هو هباءاً منثورا؛ فكم من الوقت كان سيستغرق الرئيس براك اوباما لارسال كتاب وداع لها؟ ماذا كنا سنفكر عن الادارة الامريكية، لو كان البيت الابيض عقب على الصفعة الرنانة هذه ببيان للصحافة بان موقف وزير الخارجية – الدبلوماسي رقم واحد للديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط  - هو بالاجمال صفعة فظة لسياسة الحكومة؟

        ماذا يفكر مئات ملايين مشاهدي التلفزيون الذين شاهدوا أمس افيغدور ليبرمان وسمعوا نفي بنيامين نتنياهو؟ امكانية اولى: ليبرمان يقول ما يفكر به نتنياهو ولهذا فانه يواصل تمثيل حكومة اسرائيل. امكانية ثانية: ليبرمان لا يقول ما يفكر به نتنياهو. إذن لماذا يواصل تمثيل الحكومة؟ مهما يكن من أمر فان كل ظهور لليبرمان يخفض مستوى الثقة باسرائيل.

        الخطاب المحرج لليبرمان ينضم الى المعطيات عن خدعة التجميد وعن رفض حكومة اسرائيل تمديد هذه الخدعة. صحفيون نشطاء سيذكرون على أي حال قراءهم في ارجاء العالم بان ليبرمان نفسه هو مستوطن. من سمع عن وزير خارجية لا تطأ قدم أي سياسي او دبلوماسي في العالم عتبة بيته؟

        القلائل بين الوزراء ممن يكبدون أنفسهم عناء التعمق في مواقف الفلسطينيين، يعرفون ان الشريك الوحيد لـ "التسوية الانتقالية بعيدة المدى" لليبرمان هو حماس. لدى خالد مشعل ورفاقه في غزة يسمون هذا "هدنة". هناك أيضا، "بعيد المدى" هذا هو موضوع للاجيال. المشكلة هي أن الزمن، الديمغرافيا والرأي العام العالمي تعمل كلها في صالح رجال حماس. بالمناسبة، في ملفات وزارة الخارجية يمكن لليبرمان أن يجد عددا لا يحصى من قرارات وبيانات القيادة الفلسطينية في رام الله التي ترفض خيار الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة. على مدى 43 سنة احتلال تعلموا بان لدينا لا يوجد شيء اكثر ديمومة من المؤقت.

        من الصعب ان نقرر ما هو اكثر هذيانا – خطة التسوية الانتقالية، ام خطة تبادل الاراضي الخاصة بليبرمان. لمنح شرعية صهيونية مناسبة لفكرة نزع الجنسية عن المواطنين الاسرائيليين، يتعين عليه أن يعدل البند في اعلان الاستقلال الذي يقول ان "دولة اسرائيل ستقيم مساواة تامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها دون فرق في الدين، العرق او الجنس". كما أن ليبرمان سيتعين عليه أيضا أن يعدل قائمة الدول التي تبدي الاستعداد لمنحه تأشيرة دخول. وليس هو فقط.

        ينبغي الافتراض بان نتنياهو لم يتصل أمس بنيويورك كي يقول لوزير الخارجية: "يا ايفات، كنت كبيرا". عندما يصرخ وزراء اليمين والمستوطنون بقوة محتجين على التجميد المزعوم، فان بيبي يحتاج الى الهدوء اكثر من أي شيء آخر. صحيح ان رئيس الوزراء لا يؤمن ايضا بانه بعد سنة – "في اقصى الاحوال" سيوقع على اتفاق لتقسيم الضفة والقدس. صحيح أن معظم الوزراء غير مستعدين للمراهنة بمائة شيكل في أنه في عيد العرش القادم سيدعو شمعون بيرس رئيس فلسطين الى عريشته. ولكن الوزراء، ولا سيما وزراء الخارجية، لا يتلقون الرواتب كي يعلنوا على الملأ بان لا معنى للمواقف الرسمية والعلنية لحكومته. في الدول الطبيعية، مثل هؤلاء الوزراء يرسلون الى مكتب التشغيل.