خبر في ذكرى الانفصال ورحيل عبد الناصر في ذكرى تحرير بيروت وانتفاضة الأقصى

الساعة 04:18 ص|28 سبتمبر 2010

في ذكرى الانفصال ورحيل عبد الناصر في ذكرى تحرير بيروت وانتفاضة الأقصى

فلسطين اليوم- وكالات

في الثامن والعشرين من أيلول، تجتمع مناسبات أربع تلخص في معانيها ودلالاتها طبيعة التحديات وسبل مواجهتها في آن.

ففي 28/9/1961 استفاقت الأمة على حدث جلل في حياتها حين نجحت مؤامرة الانفصال المشؤوم في إنهاء أول وحدة عربية معاصرة بين مصر وسوريا، فلم تدّمر حلماً انتظره العرب طويلاً فحسب، بل كانت إشارة انطلاق لأخطر هجمة استعمارية وصهيونية ضد وحدة الأمة وهويتها ووجودها، ولم يكن الانفصال مجرد ثأر استعماري لاتفاقية سايكس – بيكو فحسب، بل كان إيذاناً بالانتقال من مخطط تجزئة الوطن العربي إلى مشروع تفتيت كل كيان من كياناته الوطنية بهدف تأبيد التجزئة والتمزق والتخلف والقهر على مستوى الأمة.

وفي 28/9/1970، وبعدما خسرت الأمة دولة الوحدة، فقدت قائد تلك الوحدة، ورمز حركتنا القومية المعاصرة جمال عبد الناصر لتواصل القوى المعادية هجومها، في ظل فراغ كبير خلّّفه رحيل القائد الكبير على مستوى الأمة عموماً، وفي قطرها الأكبر، مصر، التي سعى الأعداء إلى إخراجها من صراعنا المصيري مع العدو بهدف إنهاء الصراع نفسه على حساب الحقوق والوجود والكرامة.

وفي 28/9/1982، شهدت الأمة حدثاً فاق بدلالاته التاريخية مساحته الجغرافية، فنجحت ثلة من المقاومين الأحرار في تحرير ثاني عاصمة عربية احتلها العدو، الذي لم يغادرها من دون شروط أو مفاوضات أو تنازلات فقط، بل غادرها مندحراً فيما مكبرات الصوت تحمل نداءات جنوده: يا أبناء بيروت... نحن راحلون فلا تطلقوا النار علينا، وبرز بذلك نهج المقاومة العربية من جديد مستعيداً أمجاد معركة بور سعيد الخالدة عام 1956، ومعركة الكرامة المجيدة عام 1968، ومدشناً مرحلة جديدة من المقاومة نجحت في تحرير ارض محتلة في جنوب لبنان عام 2000، ثم في قطاع غزة العصّي على الاحتلال.

وفي 28 أيلول عام 2000، وفي قلب تفاعل مستمر ومتواصل بين روح الثورة في فلسطين، وانتصار المقاومة في لبنان، انطلقت انتفاضة الأقصى المبارك في الأرض الفلسطينية المحتلة لتعيد الصراع إلى الداخل الفلسـطيني بعدما ظّن العدو أنه قد نجح في إخراجه منــها ليحوله إلى صراع دموي مريــر بين الشتات الفلسطيني وبين الدول المضيفة لهذا الشتات.

وفي المحطات الأربع، وما بينهما من محطات أبرزها احتلال سيناء والجولان، ثم الحرب العالمية لاحتلال العراق، ارتسمت معالم المعادلة الجديدة التي باتت تتحكم بالمصير العربي، كما دائماً، الوحدة العربية هي المستهدفة من الأعداء، وحدة المشاعر والمصالح، وحدة الأمل والألم، ووحدة الهوية والمصير، والمقاومة العربية هي الطريق لمواجهة هؤلاء الأعداء، مهما اختلفت مسمياتهم، المقاومة كسلاح ونهج وثقافة وكطريق لإخراج مصير الأمة من يد الأنظمة الخانعة والمتخاذلة والمتواطئة وإعادته إلى الشعوب المكافحة الممتلئة غضباً وثورة وإحساسا بالعزة والكرامة.

في هذه المحطات الأربع التي تجمع بين أمل وحدوي كاد أن يضيع في زحمة الانفصاليين القدامى والجدد، والموزعين من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق، وبين مقاومة تتحول يوماً بعد يوم إلى أمل يحرك كوامن الأمة من فلسطين إلى لبنان والعراق، ويبني له قواعد يستند اليها في وجدان كل عربي، لا سيّما في سوريا التي نجحت بممانعتها أن تصون المقاومة، وبمقاومتها أن تعيد للأمة بعض توازن كاد أن يضيع في حمأة التنازلات والمساومات.

في المناسبات الأربع، وكل المناسبات، لا بد من إعادة الاعتبار لهدف الوحدة العربية، فدرالياً كان أم كونـفدرالياً أم تكاملاً، ليصبح محركاً لنضالاتنا، موجهاً لبرامجنا، معبئاً لطاقاتنا، وفيها أيضاً لا بد من التمـسك بالمقــاومة العربية، سلاحاً وثقافة ونهجاً وخطاباً، وإسقاط كل منطق يّفرق بين مقاومة ومقاومة أو يغّلب مقاومة على أخرى أو يفاضل بين هذه المقاومة أو تلك.

في المناسبات الأربع لا بد من التمسك بميمات أربع هي المقاومة والمراجعة والمصالحة والمشاركة ففيها العلاج لكل ما نواجهه في أيامنا الصعبة من عثرات وثغرات ومؤامرات.