خبر القرآن العظيم آخر كلمات الله الشرعية في الدنيا

الساعة 07:22 م|24 سبتمبر 2010

القرآن العظيم آخر كلمات الله الشرعية في الدنيا

فلسطين اليوم – وكالات

أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن القرآن العظيم آخر كلمات الله الشرعية في الدنيا فمن آمن به آمن بكتب الله كلها ومن كفر به كفر بكتب الله كلها، وأن القرآن يوجب على المسلمين الإيمان بكل كتب الله وما أنزله الله على الأنبياء كلهم.

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي في المدينة المنورة: إن على المسلمين التواصي بطريق السعادة والصبر عليه، وأن هذا الطريق دلنا عليه القرآن والسنة هذا الطريق هو الإيمان بكلام الله تعالى والعمل بما أمر والبعد عما نهى والتصديق بما أخبر ، وقد جعل الله الخير كله في الدنيا والآخرة لمن آمن بكلماته واتبع تعاليم كلماته فأبونا آدم صلى الله عليه وسلم هو أول من تلقى كلمات الله تعالى من البشر فعمل بها وتاب الله عليه ورفعه في الفردوس درجات ، ثم أنزل الله تعالى كلامه على من شاء من ذرية آدم من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فمن آمن بكلام الله وعمل به نجاه الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وأدخله دار السلام مع المرسلين عليهم الصلاة والسلام".

 

وأضاف الشيخ الحذيفي: "تظهر للناس الحقائق أن الثواب الحسن العظيم والنجاة من الذل والهوان والنصر والتمكين والفوز والفلاح بالدنيا والظفر بدار الكرامة في الآخرة هو لمن آمن بكلام الله تعالى فحقق ما يدعو إليه من التوحيد والتشريع ، وأن أعظم خصائل الإيمان وأعلى صفات الفضل في الأنبياء عليهم السلام وفي الصديقين الإيمان بكلام الله تعالى، قال الله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)، وكما كانت السعادة وحسن العاقبة في الدنيا لمن آمن بكلام الله وعمل به كذلك دار النعيم المقيم في الآخرة أعدها الله للمؤمنين بكلام الله عز وجل .

 

ودعا الشيخ الحذيفي الناس للنظر لمصارع الكافرين بكلام الله في الدنيا بدءا من قوم نوح عليه الصلاة والسلام وانتهاء بأقوام لاحقة كذبوا بكلام الله وآياته ورسله ، وأنهم في الدار الآخرة في نار جهنم يعذبون بأشد أنواع العذاب لكفرهم بكلام الله عز وجل ، قال تعالى عنهم: (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ألم تكن آياتي تتلى عليكم وكنتم بها تكذبون).

 

وأكد فضيلته أن القرآن العظيم متضمن لكتب الله كلها وزائد عليها، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)، وقد جاء هذا القرآن ليبين لأهل الكتاب الحق فيما اختلفوا فيه، قال الله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).

 

وشدد فضيلته على أن القرآن الكريم يدعو الناس كلهم ويدعو أهل الكتاب إلى كلمة بر وكلمة عدل وكلمة حق وهي شهادة أن لا إله إلا الله ، ولكثرة بركات القرآن العظيم وكثرة منافعه وصفه الله تعالى بصفات عظمى فقد وصفه بأنه علي حكيم وبأنه قرآن مجيد وبأنه عظيم وكريم وأنه هدى ونور وفرقان ورحمة وأنه مبارك وقول فصل وحق إلى غير ذلك من صفات الفضل.

 

وأشار فضيلته إلى انه مع كثرة صفات فضله إلا أن له أعداء منذ نزل إلى آخر الدهر يريدون أن يبطلوه ويطفئوا نوره ولكن يزداد نوره إشراقا ويقبل عليه الناس ويزدادون له حبا في كل زمان وتنعكس مقاصد أعدائه كلها فيرجعون بالخيبة والخسران والحسرة التي تقطع القلوب ، فصدق الله تعالى في قوله: ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره لو كره الكافرون).

 

وتسائل فضيلته عما ينقم المكذب بالقرآن هل ينقم على القرآن إنه أعجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله فهذا ما أخبرنا الله به حيث قال عز وجل: (قل إن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)، وهل ينقم المكذب للقرآن فصاحته وبلاغته وأنه أعجز البشر أن يأتوا بسورة من مثله ، موجها كلامه للمكذب بالقرآن أنه كان خيرا له أن يدعو إلى قراءة القرآن ويعرف معانيه لعلهم ينتفعون به.

 

وأكد الشيخ الحذيفي أن القرآن الكريم هو نعمة الله العظمى على الناس يبين الحق فيما اختلف فيه أهل الكتاب لوما قال اليهود بأن موسى عليه الصلاة والسلام وصاهم بأن لا يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم رد الله عليهم بقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين)، مشيرا فضيلته إلى أن كل نبي أخذ على أمته الميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث والإسلام يدعو الناس إلى الحق بالحجة والبيان والإقناع والحكمة ولا يدعوهم بالقهر والإكراه والجبرية .

 

وقال: "إنكم محسودون على كتاب ربكم العظيم فانصروا كتاب الله اتبعوه وتمسكوا به ، إن نصرة كتاب الله تعالى هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي الإقبال على القرآن الكريم تعلما وتعليما ونشرا وتعظيما في القلوب ومحبة ومداومة تلاوة وأن نحتكم إليه في حياتنا كلها وأن ندعو إلى ما فيه من الهداية".