خبر « سناني واوا » تتفوق على « السلام الوطني » في غزة

الساعة 10:04 ص|21 سبتمبر 2010

"سناني واوا" تتفوق على نشيد "السلام الوطني" في غزة

غزة- فلسطين اليوم- (خاص)

ما إن خرجت أسيل وصديقاتها إلى حديقة المنزل للعب واللهو بعد يوم دراسي حتى بدأن يرددن أغاني الأطفال التي انتشرت بقوة في الفضائيات العربية المتخصصة، ثم أخذن يرددن بعض الأغاني التي تكبرهن بكثير وما إن طلبت منهن ترديد نشيد السلام الوطني "فدائي" حتى لازمهن الصمت ولجم أفواههن.

 

فلم يكن صعباً على أسيل (12 عاماً) وصديقاتها أن ينشدن أغاني الأطفال التي تتربع على شاشات التلفاز وانتشرت بشكل غير مسبوق بين الأطفال التي أصبحت هذه القنوات المتخصصة بالنسبة لهم أولوية ضرورية اعتادوا عليها وأصبحوا لا يستغنون عنها.

 

أما الأغاني الوطنية فكادت تلفظ أنفاسها الأخيرة وتأن من تغييبها بين الكبار وفئة الأطفال بشكل لافت، حيث انتشرت أغنيات تخص الفصائل، فيما غابت أغنيات وطنية حملت على مدار سنوات الثورة والمقاومة معان للوطن والعروبة والثوابت التي مازال أبناء شعبنا ينازع من أجل محاولات التمسك بها.

 

العائلة، والمدرسة، والوسائل الإعلامية، والجمعيات الأهلية، كلها تحمل المسؤولية عن هذا التغييب لأغاني وطنية، كان من المفترض أن تبقى ثابتة وتغرس معان تكرس حب الوطن والجهاد والمقاومة، بين الأطفال.

 

منى طبيل أخصائية إرشاد عائلي، اعتبرت في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأغاني الوطنية تعاني من التهميش وعدم الاهتمام من الجميع، وعدم حرص على ترسيخ مفاهيم الأغاني الوطنية وماتحمله من معاني لدى الأطفال.

 

وأوضحت طبيل، أن الأطفال يهتمون بأغاني الأطفال نظراً لما تحمله من عوامل جاذبة لهم من ألوان وحركة وصور، وأغاني لافتة وجاذبة لهم، بغض النظر عن المفاهيم التي تحملها تلك الأغاني.

 

وأشارت طبيل، إلى أهمية التطوير في الأغاني الوطنية بطريقة تجذب اهتمام الأطفال، ووضعها في قالب مغري، مؤكدةً أهمية دور الإعلام في تعزيز هذه الأغنيات ونشرها بشكل أوسع، واستثمار الوسائل الإعلامية لتعزيز مفاهيم الوطنية لديهم.

 

وحول دور المدارس في الموضوع، أوضحت أن الطلبة لا يهتمون بسماع السلام الوطني ولا يكترثون للأمر وإن وقفوا فيكون ذلك بسبب خوفهم من المدرس، فضلاً عن أن المدارس لا تخصص وقتاً لتحفيظ الطلبة للسلام الوطني.

 

من ناحيته، نفى الدكتور محمود الحمضيات مدير دائرة التربية والتعليم في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا"، في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يكون هناك تقصير في عرض النشيد الوطني، مشيراً إلى أن هذا الأمر متروك للمدارس.

 

وأوضح الدكتور الحمضيات، أن الطلبة يقومون بترديد السلام الوطني في الطابور المدرسي، ولكنه أشار في ذات الوقت إلى أن المدرسة لا تقوم بتحفيظ الطلبة هذا النشيد، وبين أن الوكالة لا تتدخل في هذا الأمر.

 

يُشار، إلى أن السلام الوطني الفلسطيني أو نشيد "فدائي" من كلمات سعيد المزين، وألحان الموسيقار المصري علي إسماعيل، وهو من أناشيد الثورة الفلسطينية، ويعتبر النشيد الوطني الرسمي لدولة فلسطين.

 

وتزخر المكتبات الموسيقية بقائمة كبيرة من الأغنيات الوطنية الفلسطينية التي تنتشر في المناسبات الوطنية، فيما يجهل الكثير خاصةً من فئة الأطفال معانيها ويفتقدون لسماعها، حيث غابت بين الأغنيات التي تنتشر الآن بين الأطفال والشباب.