خبر أنعود الى اوسلو اذن؟- هآرتس

الساعة 10:07 ص|19 سبتمبر 2010

أنعود الى اوسلو اذن؟- هآرتس 

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: يرى الكاتب أن العكوف على إحراز تسوية مرحلية طويلة الأمد إهدار للوقت. يحسن العمل على إحراز إتفاق شامل دائم - المصدر).

"إن اتفاقا شاملا نهائيا غير ممكن في الظروف الحالية"، قال يوسي بيلين. وتعليل ذلك أن بنيامين نتنياهو لا يريد السلام وأن محمود عباس لا يستطيع أن يفي بالشروط الاسرائيلية للسلام. والحل – الذي أصبح شعارا سياسيا – اتفاق مرحلي طويل الأمد. يوجد سحر كبير في هذا الاقتراح الذي لا يشتمل على شيء لكنه يتنكر بلباس حل مناسب ممكن. ما هي تلك التسوية المرحلية بالضبط؟ كي ترضي اسرائيل يجب ان تشتمل على مادة تستطيع بحسبها الاستمرار على صب الاسمنت ونقل الناس الى الضفة الغربية والقدس، وان ترفض كل عودة للاجئين الفلسطينيين وتمنع تقسيم القدس، وربما يكون فيها اذا وافق الطرفان تصريح أجوف ما باقامة دولة فلسطينية في المستقبل. إن التسوية المرحلية التي لا تشتمل على هذه المواد لن تجوز دهليز الكنيست.

        وماذا عن الفلسطينيين؟ ماذا سيربحون من التسوية المرحلية؟ رزمة تفضلات تشتمل على ازالة حواجز، وسماح بتجارة حرة، وتحرير اسرى، لأن هذه دائما سلعة ممتازة موجودة بوفرة في السجون الاسرائيلية، والسيطرة التامة على المناطق ب والمدن الآهلة في المناطق ج، أو لمزيد الدقة – السيطرة المدنية لان الجيش الاسرائيلي سيحتفظ لنفسه بالحق بالمطالبات الساخنة، وتصريح بتأييد حق الفلسطينيين في دولة مستقلة لكن بعد جيلين او ثلاثة.

        إن من يزعم أن اتفاق اوسلو كان اخفاقا، لأنه لم يلب مطالب الفلسطينيين وهدد المستوطنات، لا يستطيع أن يؤيد برأي صاف تسوية مرحلية تكون أقل من أوسلو، أو تسوية مرحلية على العموم. أليس معارضو اتفاق أوسلو هم الذين ينسبون اليه نشوب الانتفاضة؟ وماذا سيكون التجديد في التسوية المرحلية؟ انتفاضة محققة أخرى؟

        إن مؤيدي التسوية المرحلية على حق في زعمهم أنه توجد الان صعوبة حقيقية في التوصل الى اتفاق شامل نهائي. لكنها نفس الصعوبة التي تصحب اسرائيل والفلسطينيين منذ 1993 على الأقل وتجعل كل تسوية مرحلية خطرة على نحو خاص لأن تحطمها – وهذا محقق بسبب فراغها – يبعد الاتفاق النهائي أكثر. ويقول مؤيدوها في واقع الأمر أن هذا سيكون اتفاقا مرحليا أبديا.

        يمكن في الحقيقة أن نقول إن الحديث أصلا عن صراع دائم لا يقبل الحل يتوقع أن ينفجر مثل بركان نشيط في كل لحظة أو أن يخمد 400 سنة. نوع من كارثة طبيعية. ويمكن أن  نقف بمرة واحدة أيضا المحادثات المباشرة وأن نقول لمحمود عباس المعذرة أخطأنا، كنا نظن أننا نستطيع التوصل الى تسوية لكنه لا مناص، ستضطرون الى العيش تحت الاحتلال حتى نهاية الأجيال. لن نمس بسوء مراقص رام الله الليلية وسنحضر افتتاح مصانع جديدة لكنكم لن تحصلوا على دولة تخصكم.

        ويمكن في مقابلة ذلك أن نستوضح مرة أخرى هل الاتفاق الشامل هو غير ممكن كثيراً حقا. اذا كان يوجد اتفاق على مبدأ  تبادل الاراضي، واذا كان من المتفق عليه مبدئيا أن تظل الكتل الاستيطانية الكبيرة داخل اسرائيل، فلماذا لا نسبق ونرسم حدود دولة اسرائيل الجديدة كما تقترح واشنطن ونبحث مسألة البناء بعد ذلك فقط؟ صحيح لا يستطيع رسم الحدود أن يتجاهل مسألة تقسيم القدس وسيخرج أريئيل عن حدود اسرائيل لكن هذا بالضبط هدف التفاوض – أن نجد نقط الاتفاق لان احرازها لن يكون أسهل في التسوية المرحلية.

        أكثر الامور تشجيعا في هذه الجولة هو تحالف الزعماء المشاركين فيها. يشك في أن يوجد في الجانب الفلسطيني زعيم بعد محمود عباس يكون من الممكن التوصل معه الى تسوية ما أو يتمتع بتأييد عربي واسع الى هذا الحد لخطواته. ليس شابا وقد يترك العمل في كل وقت. ليس بنيامين نتنياهو في حقيقة الأمر شوق كل من هو معني بالمسيرة السلمية لكنه ما زال يخشى الولايات المتحدة، وبرغم الاعلام العقائدية التي يرفعها فانه ليس من نوع من غطيت أعينهم من الملتفين حوله من اليمين. والأهم بين هؤلاء جميعا هو رئيس الولايات المتحدة، الذي قرر أن يدخل في ملابسه المستنقع النتن وأن يصفع من يحتاج الى الصفع في الطريق. ربما يكون هذا تحالفا لا يعرف كيف يحرز اتفاقا، لكنه سيعرف كيف يبيع هذا الاتفاق اذا أحرز. يحسن استغلال هذه القدرة من أجل اتفاق شامل وعدم هدرها في تسوية مرحلية.