خبر اللعبة المزدوجة للأسد -يديعوت

الساعة 10:05 ص|19 سبتمبر 2010

 

اللعبة المزدوجة للأسد -يديعوت

بقلم: سميدار بيري وايتمار آيخنر

الرئيس السوري، كما يتبين، يستطيب البقاء صديقا للجميع. بعد يومين من لقائه المبعوث الامريكي جورج ميتشل، بشار الاسد يصافح بحرارة صديقا قديما – محمود احمدي نجاد.

توقف الرئيس الايراني أمس في دمشق للقاء الاسد وهو في طريقه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. وقال احمدي نجاد: "جئت لاظهر كم هي العلاقات بين سوريا وايران قوية، مستقرة، ومفعمة بالتنسيق والانسجام. علينا أن نحافظ كل الوقت على التنسيق مع سوريا. نحن ننتصر لاننا نجحنا في القضاء على خطة العدو لتغيير خريطة الشرق الاوسط.

استعراض العضلات الايراني يأتي بتزامن دقيق بعد لقاء طويل للرئيس السوري مع المبعوث الامريكي يوم الخميس الماضي. وقد بحث الرجلان في مستقبل المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، وطلب ميتشل من الاسد "الحرص بشكل شخصي" على الا تعرقل حماس المفاوضات والا تنفيذ عمليات ارهابية.

احمدي نجاد تجاهل على نحو تظاهري مساعي فرنسا لاستئناف المفاوضات بين سوريا واسرائيل. وصرح الاسد على مسمع من المبعوث الفرنسي كوسران بانه مستعد لاستئناف المحادثات فورا شريطة أن يلبى شرطان: اسرائيل تتعهد مسبقا بالانسحاب من الجولان، وتركيا تعود لتتوسط في الاتصالات. وقبل أن يأتي الى دمشق وصف احمدي نجاد بدء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين كفشل معروف مسبقا وقال: "ليس لاسرائيل على الاطلاق مكان في منطقتنا".

بعد توقف انتقالي آخر في الجزائر من المتوقع للرئيس الايراني أن يهبط في نيويورك في طريقه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة. وبالتوازي تأتي الى الولايات المتحدة ايضا سارة سورد، المواطنة الامريكية التي افرج عنها من السجن في طهران بعد 14 شهرا بتهمة التجسس. ويظهر احمدي نجاد يوم الاربعاء في برنامج مقابلات لاري كينغ في الـ سي.أن.ان .

في هذه الاثناء، وبالتوازي مع زيارة ميتشل الى دمشق، فان كبار في الادارة الامريكية يشككون جدا بجدية السوريين واستعدادهم للدخول في محادثات مع اسرائيل. وعلمت "يديعوت احرونوت" بانه داخل الادارة يوجد خلاف حاد حول القناة السورية. ميتشل ونائبه فريد هوف يعتقدان بانه يمكن استئناف المفاوضات ويؤمنان بان القناتين ستداران بالتوازي – السورية والفلسطينية – ليس فقط لانهما لا تتناقضان الواحدة مع الاخرى بل انهما ستعززان الواحدة الاخرى وستدفعان رؤيا اوباما للسلام الشامل في الشرق الاوسط الى الامام.

رجال ميتشل يؤمنون بانه توجد امكانية لاخراج سوريا من محور الشر ويشيرون الى أنه يوجد تضارب مصالح بين سوريا وايران في موضوع العراق. السوريون يخافون ان يكون الايرانيون يوشكون على السيطرة على العراق بعد الانسحاب الامريكي من خلال الشيعة، ولهذا فانهم يصعدون نشاطهم في تلك الدولة.

من جهة اخرى، فان مسؤولين كبار في البيت الابيض، في مجلس الامن القومي وفي وزارة الخارجية الامريكية يشككون بجدية السوريين ويعتقدون بانهم غير ناضجين للمفاوضات. وحسب اقوالهم، فان سوريا غير معنية باستئناف المحادثات مع اسرائيل، ومصلحتها تتمثل الان في العراق، في لبنان وفي التحقيق باغتيال الحريري.

رغم الشكوك، فان مسؤولين امريكيين كبار قالوا انه حتى لو كانت الاحتمالات لاستئناف المحادثات مع اسرائيل قليلة، فثمة أهمية في مجرد الحوار مع سوريا. "مهم اعطاءهم مسار هرب كي لا يشعروا بانهم محبوسون في محور الشر. واضح للجميع بان السوريين هم الطفل الشرير، ولكن يجب اعطاءهم الشعور بانهم ليسوا مع الظهر نحو الحائط – وان لديهم مخرجا للعودة الى طريق الصواب".