خبر السلام: التصدي له..إسرائيل اليوم

الساعة 09:52 ص|13 سبتمبر 2010

بقلم: يوسي بيلين

الان، عندما تبين بان عشرة اشهر التأجيل تنتهي في 30 ايلول، وليس في 26 ايلول، كما كان يخيل لنا جميعا، أفترض بان شخصا ما في ديوان رئيس الوزراء يحاول الفحص اذا كان ممكنا اضافة يوم واحد آخر للشهر الحالي، انطلاقا من التقدير بان تأجيل لحظة المواجهة (مع المستوطنين أو مع الفلسطينيين) هو نعمة كبرى. ولكن معقول الافتراض بان الفحص سيفشل. بعد أن تضمن شهرا تموز وآب 31 يوما، من الصعب التصديق بان يوافق ايلول على ان يكون شهرا ثالثا على التوالي مع كل هذا القدر من الايام. ستكون حاجة للتصدي للواقع.

        لا ريب، كان خطأ امريكيا تحويل تجميد البناء في الضفة الغربية الى شرط لاستئناف المحادثات. كان  خطأ امريكيا اضاعة اشهر طويلة وعزيزة على مفاوضات مع اسرائيل حول طبيعة التجميد، مثلما كان خطأ الوصول الى حل وسط لم يكن الفلسطينيون جزءا منه. القرار بعشرة الاشهر اتخذ دون تفكر اسرائيلي كاف، لانه لم يترافق مع أي مسيرة موازية. لم يكن الحديث يدور عن تقدير جدي بانه في هذه الفترة سيكون ممكنا الوصول الى انجاز سياسي ما، وكان واضحا بان هذه الاشهر ستنتهي وعندها سيكون استئناف البناء اسوأ بكثير من استمرار البناء.

        هذا قرار متسرع أتاح للحكومة النجاة من ضغط امريكي موضعي، ولكنه يضع الان الحكومة امام حرج لا يلوح حله في الافق بعد. التفكير بانه سيكون ممكنا الانهاء، الرسمي، للتأجيل لعشرة اشهر، ولكن المواصلة، بشكل عملي، في المستوى الحالي للبناء في المناطق – كما شرح للامريكيين – يصبح عمليا أقل مما كان يخيل. من الصعب خداع الجميع.

        المستوطنون يستعدون منذ الان لانتهاء التجميد، العقود ستستأنف، والبناء لن يكون ممكنا اخفاؤه، لا عن عيون الاسرائيليين الذين يعتقدون بان من الخطأ الاعلان عن الاستعداد لدولة فلسطينية وفي نفس الوقت البناء في المنطقة المخصصة لاقامتها، ولا عن عيون الفلسطينيين والامريكيين.

        مطلوب حسم، والحسم صعب لانه يخيل للسياسيين، على سبيل الخطأ، بان الثمن الذي ينطوي عليه الحسم اعلى من الثمن الذي للسير بين النقاط. حتى عندما يعرفون بان عليهم أن يحسموا، وحتى عندما يكونوا قد قاموا بالحسم في قلوبهم، فانهم يفضلون تأجيله الى اللحظة التي لا يكون فيها مفر غير الحسم.

        يحتمل أن يكون أكثر راحة ادراج قرار تجميد البناء في قرار الحدود بين الدولتين، يكون فيه جانبه الغربي ممكنا مواصلة البناء فيما في جانبه الشرقي يتوقف البناء بشكل مطلق. ولكن احدا لا يعرف اذا كان الطرفان سيتوصلان الى اتفاق على الحدود، ومتى.

        القيادة الفلسطينية مقتنعة بان حكومة اسرائيل الحالية لا تقصد اتفاقا تاريخيا، وان كل جهودها موجهة لارضاء الادارة الامريكية المتحفظة منها. وهي لا ترى في وقف المفاوضات مع اسرائيل تفويتا لفرصة سياسية، وهي تعرف بان من ناحية جماهيرية لن يكون بوسعها أن تشرح استمرار المحادثات في ظل البناء في المناطق، وان الامريكيين ايضا يفهمون ذلك. الادارة الامريكية من جهتها مقتنعة بان نتنياهو قادر على أن يمدد التجميد الحالي؛ فقد كان مستعدا للصيغة المركبة المتمثلة باستمرار التأجيل دون اعلان، ولكنه فهم بان هذا، على ما يبدو، سيكون غير عملي. المواجهة بين نتنياهو والمستوطنين كفيلة بان تقع في وقت مبكر عن اللحظة التي توقعها رئيس الوزراء. لا مفر. هذه السنة ايضا لن يكون 31 يوما في ايلول.