خبر سنة سلام: ليس للمتطرفين- إسرائيل اليوم

الساعة 09:40 ص|07 سبتمبر 2010

سنة سلام: ليس للمتطرفين- إسرائيل اليوم

بقلم: يهوشع سوبول

محادثات السلام المباشرة التي بدأت الاسبوع الماضي في واشنطن يجب أن تستمر حتى تحقيق تسوية دائمة واتفاق على انهاء النزاع. الخطوة الحالية يجب أن تنجح. الجهات التي تعمل لافشالها، سواء في اوساط الفلسطينيين، ام في اوساط الاسرائيليين، هم الاعداء الاكثر خطرا للشعبين. المفاوضات انطلقت هذه المرة بالقدم اليمنى، بكل معنى الكلمة – يمين اسرائيلي التقى يمينا فلسطينيا واعلن عنه شريكا لتسوية النزاع وصنع السلام. اتفاقات السلام التي تحققت حتى الان بين اسرائيل والدول العربية اثبتت على نحو ظاهر بان السلام يكون ممكنا عندما يتبنى اليمين العقلاني الاسرائيلي واليمين العقلاني العربي ويطبقان افكارا تطورت في مختبر التفكير اليساري.

غير أنه سهل جدا ايضا افشال محادثات السلام. تكفي موجة من العمليات الفتاكة التي تبادر اليها حماس، وتكفي موجة من ردود الفعل العنيفة على نمط شارة ثمن او الاستئناف المكثف للبناء في المستوطنات، لتفجير المفاوضات الحالية.

سياقات السلام التي افشلت حتى الان اثبتت على نحو ظاهر بان السلام يكون متعذرا عندما يتغلق اليمين المتزمت – المتطرف الاسرائيلي واليمين المتطرف العربي على اليمين العقلاني في الشعبين، ومن خلال اعمال الارهاب يلغمون ويفجرون مسيرة المساومة في الطريق الى الاتفاق الدائم.

المذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي، ارهاب الانتحاريين الفلسطينيين واغتيال رابين – كل هذه هي اعمال متزمتي اليمين المتطرف من اوساط الشعبين. هكذا نجحوا في اغراق اتفاق اوسلو بالدم، وبعد ذلك ايضا احتفلوا بفشلنا. وعن ذلك يمكن القول: أقتلتم واحتفلتم معا.

تفجير اتفاق اوسلو من قبل اعداء السلام في الشعبين ادى الى حمام دماء فقد فيه حياتهم الاف بني البشر، من اسرائيليين وفلسطينيين. ولكن الان بدأت مسيرة جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين، مسيرة تحظى أيضا بمباركة الجامعة العربية، برئاسة عمرو موسى (التي وعدت ايضا باتفاقات سلام وتطبيع مع معظم الدول العربية على اساس حدود 1967).

المحادثات المباشرة التي بدأت الان تغيظ اليمين المتطرف الاسلامي، الذي تمثله ايران وتابعيها، حزب الله وحماس. هذه الدول والمنظمات ستفعل كل شيء كي تفجرها.

من جهة اخرى، وعلى سبيل التمييز بالطبع، يهدد المفاوضات ايضا اليمين المتطرف الاسرائيلي. المتطرفون في اوساط الشعبين يخدمون الواحد الاخر في افعاله كل واحد منهم قادر على فعلها لتفجير المحادثات المباشرة.

أي اسلحة ووسائل ابادة ستستخدم في هذه الحرب لا يمكن أن نعرف، ولكن واضح أنها ستكون أفظع مما شهدته هذه المنطقة. ولنذكركم بقول البرت آينشتاين بالنسبة للحرب العالمية التالية – لا أدري أي اسلحة ستستخدم في الحرب التالية، ولكن تلك التي بعدها سيتقاتل فيها بقايا الشعوب بالعصي والحجارة.

اذا ما جاء المسيح ثانية بعد هذه الحرب الزائدة مثلما يأمل بعض من المسيحيين الافنجيليين بعد حرب جوج وماجوج، فانهم يكونوا قد وظفوا آمالهم وأموالهم في الخانة الصحيحة في لعبة قمار الخراب. ولكن الشعبين يستحقان مستقبلا افضل، مستقبلا يقوده المعتدلون الذين يشكلون الاغلبية.