خبر حكاية « أم جمعة » التي تتذوق السم بدلاً من الطعام منذ بداية رمضان

الساعة 10:07 ص|06 سبتمبر 2010

حكاية "أم جمعة" التي تتذوق السم بدلاً من الطعام منذ بداية رمضان

غزة- فلسطين اليوم (خاص)

لم تنته حكايتها بعد فمنذ العام 2001 وهي تتجرع الحزن والألم فأصبحت لا تشعر بحلو أيامها أو لحظات السعادة فيها، ولا ترجو من ربها سوى لحظة تشعر فيها بالفرحة، فاستشهاد زوجها واعتقال نجلها، لم يخلق لها في حياتها سوى مزيد من الهم والحزن.

 

والدة الأسير جمعة الجوجو من سكان حي التفاح بمدينة غزة، استشهد زوجها الذي كان يبلغ من العمر وقتها 48 عاماً بعد مواجهة عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتقى فيها شهيداً عام 2001  لتبدأ فيها حكاية ألم لن تمحوها السنون.

 

وبعد عامين من الحزن أبت إسرائيل إلا أن تفاقم معاناتها باعتقال نجلها جمعة الذي يبلغ من العمر الآن (27 عاماً) عندما كان يعمل في رام الله حيث نصبت له قوات الخاصة الإسرائيلية كميناً واعتقلته قبل سبع سنوات.

 

والدة الأسير الجوجو وكما أوضحت لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، لا تشعر بفرحة أشهر رمضان المبارك فمنذ استشهاد زوجها واعتقال نجلها لا تتذوق سوى السم بدلاً من الطعام، ولا تدعو في ليلة القدر سوى بلحظة فرحة تشعرها بالسعادة بالإفراج عن نجلها الذي حرمت من زيارته منذ أربعة سنوات.

 

"الحياة ليس طعم أو لون وأبحث دوماً عن لحظات الفرحة في عيون أمهات الشهداء والجرحى والأسرى وذويهم ولا أجد سوى لوعة وفراق وحزن" تضيف والدة الأسير.

 

وأشارت الجوجو إلى أن ما يؤلمها هو قضية الأسرى أصبحت مهمشة من الجميع، ولم يعد أحد معني بها بشكل جدي، وكأن كتب علي أهاليهم وذويهم تذوق طعم الحزن والألم بدون معيناً ومسانداً لقضية أبنائهم، فضلاً عن الكثير من ألوان المعاناة التي يتذوقها أبناء الشعب الفلسطيني، من حصار وانقسام وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية متكررة لا تنتهي.

 

زوجة الشهيد الجوجو لها أربعة أبناء ذكور من بينهم جمعة وثلاث فتيات، ولكنها تفتقد لنجلها جمعة القابع في سجون الاحتلال، كما بناتها الثلاثة متزوجات خارج غزة، كما أن أهلها يعيشون خارج قطاع غزة، فهي تعيش الفرقة والألم بغياب زوجها ونجلها وبناتها وأهلها لتزيد الحياة لديها ألماً وشقاء.

 

ومازال نجلها الجوجو يقبع في سجون الاحتلال برفقة ما يقارب (7000) أسير، موزعين على حوالي 23 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، بينهم 36 أسيرة، و 300 طفل دون الثامنة عشرة من العمر،  بينما هناك (250) معتقل إداري دون تهمة أو محاكمة ،و( 12)نائباً من نواب المجلس التشريعي، و(7) أسرى مصنفين تحت قانون مقاتل غير شرعي و"199" أسير ارتقوا شهداء منذ عام 1967 حسب تقرير لـ اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى.

 

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، مازالت الجوجو برؤية جمعة لتكتحل عيونها به وتعيش لحظات العيد وفرحته التي غابت عنها منذ سنين، كما غابت عن أكثر من 7000 عائلة أسير يعيشون لحظات أمل اللقاء وألم الفراق.