خبر أوباما يطيب خاطر ساركوزي و نتنياهو «يخطف المفاوضات»

الساعة 07:26 ص|04 سبتمبر 2010

 

أوباما يطيب خاطر ساركوزي و نتنياهو «يخطف المفاوضات»

فلسطين اليوم-وكالات

طيب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس بارك أوباما بعد ظهر أول من أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خاطر الأخير بعد عتب باريس على واشنطن بسبب استبعادها عن رعاية إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن ببن طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وحرص قصر الإليزيه على الإشارة إلى أن الرئيس أوباما هو من بادر إلى الاتصال بساركوزي الذي بادر بالتعبير عن دعمه الكامل للجهود الأميركية وليعلمه أن باريس ستعمد في الأشهر القادمة إلى تنظيم مبادرات قوية من أجل مواكبة «المفاوضات» والوصول إلى تسوية سلمية عادلة ومتوازنة ودائمة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الفرصة ستحل مع قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ينتظر أن تعقد في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم في مدينة برشلونة الإسبانية برئاسة ساركوزي ونظيره المصري حسني مبارك.

وأكدت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» على اطلاع وثيق على الملف أن باريس شعرت فعلا بخيبة الأمل نتيجة لاستبعادها عن معاودة المفاوضات ولامت الطرف الفلسطيني الذي لم يشدد لدى الأميركيين على أهمية الحضور الفرنسي والأوروبي لرعاية العودة للمفاوضات المباشرة.

وفي هذا السياق علمت «الشرق الأوسط» أن تجاهل الرئيس الفرنسي للمشروع الذي ترعاه باريس ويدعو إلى مؤتمر ثان في باريس للدول والهيئات المانحة للفلسطينيين، سببه أن باريس «تريد أن توجد رابطا بين مؤتمر برشلونة (السياسي) وبين مؤتمر باريس الاقتصادي - المالي».

وتبدو لفرنسا، الأكثر انغماسا في موضوع النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي رغبة في إخراج الاتحاد الأوروبي من دور الممول الذي يلعبه منذ سنوات، إلى لعب دور سياسي واضح وهو ما لا تريده الولايات المتحدة حتى الآن.

وتساءلت المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» عن الفائدة التي جنتها أوروبا من انغماسها إلى جانب الفلسطينيين ومن استجابتها المستمرة للحاجات الفلسطينية المالية والاقتصادية إذا كانت تستبعد من الأضواء السياسية.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس إن وزير الخارجية برنار كوشنير تناول هذه المواضيع مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في مدريد التي زارها أمس كما أنها ستكون على جدول مباحثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم غير الرسمي في بروكسل في إطار ما يسمى «لقاءات غيمنيش».

وأفاد فاليرو أنه من المهم أن تكون قمة برشلونة المتوسطية وبعدها مؤتمر باريس 2 مفيدين بمعنى أن يسفرا عن نتائج تدعم المسار التفاوضي المنطلق من واشنطن وتشجعه باريس. وبحسب الناطق الفرنسي فإن باريس تعمل بالتنسيق مع القاهرة للتحضير للقمة المتوسطية التي سيتشارك ساركوزي ومبارك في رئاستها.

والجدير بالذكر أن القمة المذكورة كان يفترض أن تعقد في يونيو (حزيران) الماضي لكنها أجلت بسبب انسداد النفق السياسي في الشرق الأوسط وبسبب رفض عدد من العواصم العربية على رأسها القاهرة الجلوس إلى الطاولة نفسها مع وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان.

ودعا الرئيس ساركوزي بكلام شفاف الطرفين إلى الامتناع عن كل ما من شأنه أن ينسف المفاوضات في إشارة واضحة إلى معاودة الاستيطان الإسرائيلي. وتتمسك باريس بأن يستمر تجميد الاستيطان، وهي تعمل لهذه الغاية.

وقال ساركوزي مؤخرا إنه لا أحد يمكن أن يفهم كيف أن إسرائيل جمدت الاستيطان في غياب المحادثات المباشرة وأنها عادت إليه مع استئنافها. وقال مصدر فرنسي لـ«الشرق الأوسط» إن نتنياهو أبلغ المعنيين بالأمر أن مصير الاستيطان «مرهون بما ستسفر عنه المحادثات منذ الآن حتى 26 سبتمبر (أيلول) الجاري» موعد انتهاء مهلة الأشهر التسعة التي التزمت بها الحكومة الإسرائيلية في تجميد الاستيطان.

وبكلام آخر، فإن نتنياهو «يخطف المفاوضات» ويريد أن يجعل من استئناف الاستيطان سيفا مسلطا فوق رأس محمود عباس (أبو مازن) لدفعه لتليين مواقفه التفاوضية وإعطاء نتنياهو المبرر الذي يحتاج إليه لقبول استمرار التجميد.