خبر القدس في يومها: مدينة ملامحها « مقاومة »

الساعة 09:45 ص|03 سبتمبر 2010

القدس في يومها: مدينة ملامحها "مقاومة "

فلسطين اليوم- المنار

كان ذلك يوم السابع من آب/اغسطس عام 1979. يومها كان للإمام الخميني رحمه الله موقف واضح،"أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان، يوماً للقدس". لم يهدف الإعلان إلى إدخال يوم جديد على روزنامة الإحتفالات، بل إن الإمام أراده بعيداً عن أي صبغة فولوكلورية.

القدس مدينة لا زالت تبحث عن ملامحها التائهة في ذاكرة أهلها أو المقسمة بين جزء شرقي وغربي بناء على رغبة المساومين على هويتها. للقدس في يومها صوت يصدح في كافة الأقطار الإسلامية والمسيحية، صوت يهمس في أحيائها:أنت عربية، ثائرة، عاصمة موحدة لدولة فلسطينية لن تبنى إلا بالمقاومة .

في مكان آخر من العالم، تحديداً في العاصمة الأميريكية واشنطن تحضر القدس إضافة إلى ملفات عديدة على طاولة المتفاوضين: السلطة الفلسطينية ممثلة بشخص رئيسها محمود عباس وكيان العدو بشخص رئيس حكومته بنيامين نتنياهو. هناك تستكين القدس في خانة المساومة وترتفع الأصوات الساعية إلى إرضاء الجانب الإسرائيلي من أجل الإعتراف بجزء من القدس عاصمة لدولة فلسطينية ذات حدود مجهولة.

"من يتحدث عن القدس هو الشعوب وليس المنظمات، من يحدد صورة القدس هو المقاومين وليس المتفاوضين أو المساومين على هوية القدس". هكذا قال المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمد حسين رئيس زاده. زاده وفي مقابلة مع موقع قناة المنار أشار إلى أن القدس في فكر الإمام الخميني هي "رمز للإسلام والمسلمين". كما لخص زاده أهداف يوم القدس من منظور الإمام قائلاً،"إن الهدف من هذا اليوم هو إخراج القضية الفلسطينية من الدائرة العربية إلى الإسلامية إلى الإنسانية". وأكد زاده على أن هذا الكيان الإسرائيلي الذي يحتلّ القدس هو: "كيان باطل، أسس على الباطل ".

"يوم القدس هو أبلغ ردّ على محاولات التهويد وطمس الهوية من خلال الاستمرار ببناء الوحدات الاستيطانية". هذا ما صرح به مدير مركز الشرق المتوسط للدراسات والإعلام ماجد عزّام. عزام وفي مقابلة مع موقع قناة المنار،أشار إلى الأهمية الكبيرة لهذا اليوم الذي يظهر،"الالتفاف الشعبي العربي حول القضية الفلسطينية وتأكيد على مركزية هذه القضية".

عزام تحدث عن التحديات التي تواجهها القدس خصوصاً في ظلّ محاولات كيان العدو طمس هويتها من خلال الاستمرار ببناء الوحدات الاستيطانية وتكريس مبدأ تقسيمها وفرض القيود على المصلين في المسجد الأقصى. في ظلّ هذا كله شدّد عزام على ضروة،" نبذ الخلاف الداخلي الفلسطيني ورفض التقسيم وتحقيق المزيد من الالتفاف الشعبي لدعم الصمود الكبير للمقدسيين". كما أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا في مقابلة مع وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء على أن يوم القدس العالمي هو يوم للإنسانية والإنسان بكل طوائفه ومذاهبه، مضيفاً أن،"يوم القدس العالمي هو مناسبة لا تخصّ الفلسطينيين أو المسلمين وحدهم وإنما تخص المسلمين والمسيحيين والمجتمع الإنساني عموماً ".

واحد وثلاثون عاماً مرّت على إعلان الإمام الخميني رضوان الله عليه، لم يخترق الزمن هذا الإعلان ليحله إلى الذاكرة. ما زال موجوداً يرفض الكلاسيكية، أي الإكتفاء بالشعارات الرنانة الفارغة من أي محتوى فعلي. هو إعلان جاء على لسان ثائر ولا يخصّ سوى من يحملون لواء المقاومة أياً كانوا على هذه الأرض .