خبر ليست اسطورة اذا اجترأ..هآرتس

الساعة 09:03 ص|03 سبتمبر 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

كتبت هذه المقالة قبل مراسم الافتتاح في واشنطن وتنشر بعدها، والمشاركون يتجهون الى بيوتهم. لن يخاطر الكاتب المتفائل ويقرر أن القمة ستعد نجاحا. إنه يعتمد الان على عدد من الدلائل. ماذا تعني مثلا حقيقة أن هذه أول مرة لم يأخذ فيها بيبي زوجته سارة ومنع المصورين من ابتساماتها من الأذن الى الأذن في حين أتى الرئيس مبارك معه بابنه المرشح لوراثته؟ ألا يعني هذا أن مصر ستظل لاعبة مركزية في المسيرة؟ وكذلك أيضا الملك عبدالله الذي كف عن غضبه وقرر أن يكون مشاركا فعالا في التسوية.

        في مقابلة ذلك، الحاشية الضئيلة التي أخذها بيبي معه غريبة كثيرا – بخلاف مناحيم بيغن الذي لم يأت أمثال هذه اللقاءات دون وزير الدفاع ومستشارين يعلمون قراءة الخريطة. كل شيء الان في رأس شخص واحد، ألا وهو بيبي، الذي ألغى في اللحظة الأخيرة حتى مشاورة السباعية.

        لماذا يبدو الحفل جديا هذه المرة؟ بسبب نشاط باراك المحموم الذي يقتطع فيه لنفسه مبادرة بيبي، بلقاءاته السياسية والمقابلات الصحفية وأحاديث الخلفية مع وسائل الاعلام. أمن الصدفة أن يخرج عن طوره لمساعدة نتنياهو؟ أقد يكون ذلك علامة على أنه يدرك أنه اذا لم يخرج شيء من المسيرة كلها، فان العمل سيعتزل الحكومة، ويفقد حقيبة الأمن ويضطر الى العودة لكسب  المال مثل مواطن عادي؟

        لماذا يوجد في كل ذلك مكان للتفاؤل؟

        بسبب العملية الدامية قرب كريات أربع. لأن من يقف وراء هذه العملية ينظر بجدية الى جهود الادارة لتحقيق فكرة دولتين للشعبين، ويحاول التشويش على احتمالات التسوية. ليس من المحقق أن ينجح "اختراع الدماء" هذا وحده في احباط احتمالات التسوية.

        نشر مارتن اندك منذ زمن قريب، وهو الذي كان في الماضي سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، مقالة متفائلة عن احتمالات التسوية. كتب أولا أن العنف في المنطقة في انخفاض. وثانيا أن نشاط البناء في المستوطنات تضاءل على اثر قرار التجميد. وثالثا أن الطرفين يؤيدان حل دولتين للشعبين. ورابعا لا يوجد الكثير مما يتفاوض فيه. فمنذ 17 سنة من اتفاق اوسلو بحثوا جميع المشكلات الحرجة. يذكر كلامه بنكتة معروفة عن سجناء مؤبدين مكثوا زمنا طويلا في السجن، بحيث أنهم بدل أن يكرروا النكت نفسها ذكروها بالأرقام.

        في مسيرة السلام مع مصر سمح للمراسلين الاسرائيليين الخمسة في واشنطن أن يصحبوا الرئيس كارتر في رحلة مكوكية حاسمة في آذار 1979 – القاهرة – القدس – القاهرة – قبل التوقيع على معاهدة السلام مع مصر. سأل محرر صحيفة "هآرتس" في ذلك الوقت، غرشام شوكين مراسل "الجيروساليم بوست" وولف بلتسر هل يوقعون على معاهدة السلام. وأجاب بلتسر ان الرئيس ما كان ليقوم بهذه الرحلة لولا أنه على يقين من أنه سيكون توقيع. وهذا ما حدث. لكن اوباما مصوغ من مادة مختلفة. ففي حين كان كارتر وبيغن والسادات زعماء ذوي تصميم، لا يمكن أن نقول هذا في زعماء هذا العصر.

        كانت لاسرائيل في مجال السلام أربعة زعماء غيروا وجه الواقع.  كان الاثنان اللذان أنهيا ما بدآه بن غوريون بانشاء الدولة وبيغن بالسلام مع مصر؛ والاثنان اللذان لم يكملا هما رابين الذي وقع على اتفاق اوسلو، وشارون الذي قرر خطوات من جانب واحد عندما أخلى غوش قطيف وخزن حلم أرض اسرائيل الكاملة. وقطع كلاهما عن الفعل قبل أن يكملا غايتيهما. إن عمل بيبي هو الأصعب. لماذا؟ لانه في كل مكان يطأه كان شخص آخر قبله. بحثت جميع الموضوعات الاشكالية، تبادل الأراضي، والموضوعات الأمنية بل وقضية القدس: فالاحياء العربية للفلسطينيين والاحياء اليهودية لليهود والحوض المقدس تحت الرقابة الدولية.

        إن موافقة بيبي على تجميد البناء في المناطق 10 أشهر، وقوله انه اذا وافق ابو مازن على الانفراد معه في حديث حميم فانه سيجد فيه شريكا يمكن التوصل معه الى مصالحة – ستضطر الى الثبات لامتحان النتيجة. ليس من الصدفة أن حددت القمة في واشنطن قبل انقضاء تجميد البناء في المناطق بـ 24 يوما وقبل انتخابات نصف الولاية بـ 61 يوما. من  المهم جدا لاوباما في وضعه المتهاوي أن ينجح في تجديد

محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين فضلا عن كون ذلك مهما لنا. وليست اسطورة أن يجرؤ نتنياهو.