خبر السكان الأفارقة يحتلون المدينة الصهيونية « تل أبيب »

الساعة 02:51 م|31 أغسطس 2010

السكان الأفارقة يحتلون المدينة الصهيونية "تل أبيب"

فلسطين اليوم-وكالات

تحولت مدينة "تل أبيب" المحتلة من مدينة يحتلها السكان الصهاينة إلي مدينة يقطنها الآلاف من المهاجرين الأفارقة المتسللين عن طريق صحراء سيناء المصرية لهدف الحصول على عمل وتزايد عدد المهاجرين بعدما هاجمت القوات المصرية مظاهرة لهم في مصري لتحسين أجورهم.

فعندما تتجول في شارع المدينة المذكورة, تجد مقاهيهم وأنديتهم وصالوناتهم الخاصة ويتميزون بتكافلهم الاجتماعي أمام أي اعتداء يقع على أي أحد منهم.

ويقدر عددهم بنحو 20 ألفا يقيمون بالأساس في "تل أبيب" وإيلات وعراد معظمهم من السودان وإريتريا، ويقبع بضعة آلاف منهم داخل سجن كتسيعوت في النقب الغربي.

وتنبعث الموسيقى الخاصة بهم من بعض محالهم التجارية المتواضعة فيما يصطفون في مجموعات عارضين خدماتهم لمتعهدي العمل الباحثين عن أيد عاملة غير مكلفة في المدينة.

وحسب مركز مساعدة العمال الأجانب يبلغ عدد الوافدين من السودان نحو 7000 متسلل منهم 1600 من دارفور، أغلبيتهم الساحقة جاءت إلى إسرائيل بعد مداهمة الشرطة المصرية لمظاهرة نظمها سودانيون في القاهرة عام 2005 قتل وأصيب فيها العشرات منهم.

ويعمل السواد الأعظم من هؤلاء في الخدمات والأعمال الشاقة، ومعظمهم مثقفون، بعضهم حائز على شهادات جامعية في الهندسة والحقوق والعمل الاجتماعي وغيرها.

وأغلبية هؤلاء هم من الرجال الشباب علاوة على بضع مئات من النساء ونحو 2000 طفل، ويكابد غالبية هؤلاء من صدمات وحالة نفسية قاسية.

حكايات واقعية

ياسين، سوداني في الثلاثين من عمره، يعمل في حي المحطة، يبدي تحفظا من التحدث للإعلام العربي "المنحاز" لحكومة السودان، خشية أن يعود ذلك بالضرر على عائلته وعائلات رفاقه المتواجدين معه في "إسرائيل".

ياسين الذي يجيد العربية ويتمتع بقسط وافر من الثقافة ينوه إلى أنه أفريقي مسلم وليبرالي فرضت العربية عليه في المدرسة، مؤكدا "أن عشرات فقط من السودانيين المقيمين في "إسرائيل" اليوم هم من العرب.

ولا يخفي ياسين شعوره الكبير بالحنين لوطنه وأهله الذين تقطعت بهم السبل في دول مجاورة كتشاد أو لمناطق نزوح أخرى داخل السودان.

ويؤكد ياسين أنه لا اتصال مباشرا له مع ذويه، رافضا الإشارة لطريقة الاطمئنان عليهم وإيصال الرسائل والدعم المالي لهم كالكثيرين من زملائه، مكتفيا بالقول "إنها مسألة معقدة".

أما إسماعيل الذي يتجدد تصريح إقامته مرة كل عام فهو يعمل مهندس حاسوب في شركة "إسرائيلية" يشكو، بلغة عربية، نفقات الحياة الغالية ويعرِّف نفسه بأفريقي.

وعن حالته الراهنة يقول "مستورة والحمد لله"، ويرى أنه رغم المصاعب التي يواجهها، يبقى الحال أفضل من الإقامة في مصر التي مكث فيها أربع سنوات وتعرض خلالها "للقمع والتنكيل".

أصول اللاجئين

وفيما يتعلق بانتماءات اللاجئين السودانيين في "دولة الكيان"، تقول الباحثة في الشؤون الأفريقية في الجامعة المفتوحة د. إيريت باك إن السودانيين في تل أبيب ينقسمون بين قادمين من جنوب السودان ومعظمهم من غير المسلمين والمسيحيين وينتمون لديانات محلية، وبين مسلمين غير عرب من منطقة دارفور، إضافة للاجئين مسيحيين من منطقة الخرطوم.

وتشير باك إلى أن كل اللاجئين السودانيين والأفارقة يحرصون على الاحتفاظ بلغاتهم وبثقافاتهم من خلال أطر وفعاليات اجتماعية، منوهة إلى أنهم يقدمون عروضا للجمهور الواسع أحيانا يتخللها رقص وموسيقى من تراث بلدانهم.

في المقابل لا يتردد السودانيون الشباب بتكييف أنفسهم -كبقية المهاجرين- مع البيئة الجديدة، أما أطفالهم فيدرسون في مدرسة خاصة بهم وبأبناء بقية العمال الأجانب تتبع لوزارة المعارف الإسرائيلية ولغتها المعتمدة العبرية.

وتؤكد باك استنادا لمعطيات الشرطة الإسرائيلية فإن نسبة الجريمة في أوساط الأفارقة داخل تل أبيب آخذة بالارتفاع.