خبر جدنوف في مكتب رئيس الوزراء -هآرتس

الساعة 08:58 ص|30 أغسطس 2010

جدنوف في مكتب رئيس الوزراء -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مستوطنة ارئيل تقع في أرض محتلة، والسيادة المستقبلية عليها موضع خلاف. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يأمل ويعلن بان "عاصمة السامرة" ستكون جزءا من اسرائيل في كل تسوية سلمية مستقبلية، ولكن هو ايضا يفهم ويعرف بان ارئيل مختلفة. الدليل: حكومته جمدت البناء في ارئيل، وليس في حيفا او في جفعتايم. ولكن حتى في اثناء تجميد البناء، تحاول حكومة نتنياهو تثبيت صورة ارئيل كـ "جزء لا يتجزأ من اسرائيل". بوسائل رمزية: رفع مستوى المكانة الاكاديمية لـ "المركز الجامعي" في المستوطنة، واقامة قصر ثقافي جديد. هكذا تحاول الحكومة طمس الخط الاخضر.

        36 ممثلا، مخرجا وكاتب سيناريو ممن يختلفون مع سياسة الحكومة، نشروا رسالة لادارة المؤسسات الثقافية اعلنوا فيها عن رفضهم العرض في ارئيل. وعبر الفنانون في رسالتهم عن أمر ضميرهم، الذي يحظر عليهم العرض في ارض محتلة، وحرية الاحتجاج في مجتمع ديمقراطي. وقد نجحوا في طرح الجدال حول ارئيل في جدول الاعمال. ولكن موقفهم غير مقبول من حكومة اليمين، التي سرعان ما ردت بنزعة القوة المميزة لها. نتنياهو، وزيرة الثقافة ليمور لفنات ووزير المالية يوفال شتاينتس يهددون بسحب التمويل الحكومي عن المؤسسات الثقافية التي ترفض العرض خلف الخط الاخضر.

        نتنياهو يتصرف مثل اندريه جدنوف، المستشار الثقافي لستالين: وهو يحاول أن يفرض على الفنانين التعبير عن سياسة الحكومة، التي تسعى الى ضم ارئيل، من خلال المس بمصدر رزقهم. وبدلا من احترام حرية الضمير والاحتجاج لمواطني الدولة، يتعامل نتنياهو معهم كعاملين بالسخرة مجندين لخدمة ايديولوجيا الحزب الحاكم. رفض العرض في ارض محتلة ليس "نزع شرعية عن الدولة"، كما يدعي نتنياهو بل اعراب عن موقف شرعي وجدير.

        ممثلو المسرح ليسوا دمى، والاكراه الثقافية للفنانين الذين يخافون على مصدر رزقهم، ليس مناسبا في دولة تحب الحرية. المؤسسات الثقافية والاكاديمية التي تشارك الدولة في ميزانياتها ليست مدينة لها بالطاعة بالمقابل. بالعكس: على الدولة أن تشعر بالامتنان بوجود هذه المؤسسات، والذي هو مصلحة اجتماعية حيوية.