خبر الزعامة للهذيان حدود أيضا .. يديعوت

الساعة 12:52 م|29 أغسطس 2010

الزعامة للهذيان حدود أيضا .. يديعوت

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: نتنياهو ينقصه العنصران الضروريان لدخول التاريخ بعظمة: الرغبة والزعامة - المصدر).

منذ 1977 انتصر الليكود بالاغلبية في الحملات الانتخابية التي جرت في اسرائيل، ولا يزال "الليكود وحده يستطيع"، هو على ما يبدو الشعار الانتخابي الانجح في تاريخه. ثلاث كلمات تنطوي على واقع سياسي كامل. فرضية العمل خلفه اصبحت كليشيه. وحده حزب السلطة لمعسكر اليمين قادر على أن يقرر وان يحقق خطوات سياسية شجاعة، وذلك لانه الى جانب التأييد التلقائي من كتلة اليسار، بوسعه أن يجند للخطوة ايضا قسما كبيرا من أوساط الجمهور اليميني والسياسيين الذين يمثلونه.

في هذا التحليل يوجد منطق كثير، ولكنه يعتمد على مفتاحين بالنسبة لرئيس الوزراء القائم الذي يمثل الليكود: الرغبة والزعامة. ارئيل شارون كان مصمما جدا في تنفيذ فك الارتباط عن غزة، الى أن فكك في مرحلة معينة الليكود وجرف وراءه نصف حزب. مناحيم بيغن، سار نحو السلام التاريخي مع مصر دون تردد. وهاكم قصة قصيرة لتجسيد الامر: في اثناء احدى مراحل المباحثات الحرجة زار بيغن قيادة الجيش الاسرائيلي في رفيديم. أفضل الضباط الكبار قدموا له استعراضا شاملا زعموا فيه بان الانسحاب المخطط له من سيناء سيجلب لدولة اسرائيل مصيبة استراتيجية. بيغن جلس بهدوء على مدى ساعات، أنصت بأدب وعندها نهض وقال: "سادتي، فهمت، شكرا جزيلا لكم، ولكني قررت ان اوقع على اتفاق سلام مع المصريين". التتمة ترد في كتب التاريخ.

توجد أيضا نماذج معاكسة. اسحق شمير جر الى مؤتمر مدريد رغم انفه. وكانت النتائج مناسبة لذلك. صعب جدا القرار في شيء بالنسبة لرغبة بنيامين نتنياهو. فضلا عن البقاء في المنصب لا يوجد بعد الشخص الذي يتعهد باسمه عما يريد تحقيقه حقا، وليس فقط في المجال السياسي. المشكلة هي أنه بالنسبة للعنصر الثاني، الزعامة، الصورة آخذة في الاتضاح. هذه ليست لديه. شعب اسرائيل اختار لنفسه زعيما ليس بالزعيم.

امرأة واحدة و 11 رجلا تبوأوا حتى الان المنصب الرفيع لرئاسة الوزراء. كان بينهم جيدون اكثر وجيدون أقل. ولهم جميعا يمكن ان نعزو انجازات وقصورات على حد سواء. رئيس وزراء مثل نتنياهو لم يسبق أن كان لنا. يدور الحديث عن شخص ببساطة غير قادر على أن يقود وان يحسم. في ولايته الحالية لم يوثق حتى الان موضوع لم يتذبذب فيه بعشوائية، او الاسوأ من ذلك، اختفى عن الساحة في ساعة الاختبار. تخفيض الضرائب، ضريبة القيمة المضافة على الخضار والفواكه، حماية مواقع التراث الوطني، الاصلاحات في وسائل المواصلات، تجميد البناء في المستوطنات، التحقيق في الاسطول التركي، الاغلاق البحري على غزة، ابعاد أطفال العمال الاجانب، حروب الجنرالات في هيئة الاركان – صغير كان أم كبيرا، لا يوجد مجال اعفي من انعدام زعامته.

هذه ظاهرة تثير العجب. وزراء ونواب من جملة كتل ومعسكرات يشاركون في هذا العجب. أحدهم، من الطرف اليميني من الخريطة، شبه مؤخرا نتنياهو بغرض منزلي معين، قابل للابتزاز وقابل للتصميم في كل الاشكال، لن اشير اليه هنا احتراما لرئيس الوزراء. سياسيون وذوو مناصب يدعون بحزم بانهم حللوا لغز الطريقة الوحيدة في التأثير عليه – ان يكونوا آخر من يدخل عليه الغرفة. هذه النكتة تثير الضحك في أول مرة يسمعها المرء. اما في المرة الثالثة أو السابعة فهي تكف عن الاضحاك.

يوجد في الليكود وزراء متوازنون ومعتدلون يفهمون الحاجة الى الحل الوسط السياسي – كدان مريدور، جدعون ساعر وميخائيل ايتان. ولكنهم مسيبون في الميدان لمصيرهم. لو كان نتنياهو يخرج الى واشنطن وهو يبسط زعامة حقيقية على الخطوة الحالية مع الفلسطينيين، لكان بوسع آخرين أن ينضموا اليهم، في الحكومة، في الكنيست وفي الشارع. في هذه اللحظة من الصعب أن نتصور هذا يحصل. معسكر السلام وصفه في الماضي خصومه كحالم، ولكن حتى للهذيان يوجد حدود.