خبر واشنطن تقدم رزمة من العروض لإسرائيل مقابل التخلي عن قصف ايران

الساعة 07:27 ص|28 أغسطس 2010

واشنطن تقدم رزمة من العروض لإسرائيل مقابل التخلي عن قصف ايران

فلسطين اليوم- وكالات

نشر موقع "ديبكا فايل" الامني أمس تقريرا جاء فيه أن من المحتمل جدا ان ترفض اسرائيل عروضا أمنية سخية قدمتها الولايات المتحدة لقاء امتناعها عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال الموقع إن تلك العروض تشمل مظلة نووية أميركية لاسرائيل وتزويد بحريتها بغواصات نووية وتقديم أحدث طائرة في العالم لسلاح الجو الاسرائيلي.

وأضاف التقرير: "تشير دراسة للمزاج السائد بين القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين بأن هناك احتمالا لضربة على المواقع النووية الايرانية يجب اخذها في الاعتبار. ولا تظهر وسائل الاعلام الاسرائيلية اي شيء من هذا القبيل، لانها منشغلة كليا بالتخمين حول ما اذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيمدد امر تجميد الاستيطان بعد يوم 26 ايلول (سبتمبر) عند بدء المفاوضات مع الفلسطينيين الاسبوع المقبل. وفي المقابل فالاعلام الاميركي يركز على تخمين ما اذا كانت هناك امكانية لهجوم اسرائيلي على ايران".

وتعتقد مصادر موقع "ديبكا" الامني في واشنطن والقدس ان اسرائيل أحيت خيارها العسكري ضد ايران- خصوصا بعد ان دشنت ايران اول مفاعل نووي لها في بوشهر يوم 21 آب (اغسطس) الجاري، مما وضع واشنطن تحت ضغط كبير.

وبالاضافة للتوقعات القاسية بشأن الكارثة التي نشرت على صفحات الرأي المختلفة، فقد ارسلت ادارة اوباما مسؤولين بارزين لاسرائيل لمحاولة كبح اي هجوم اسرائيلي.

الاول الذي وصل كان مدير وكالة الطاقة الدولية الذرية يوكيا امانو الذي اوضح ان تعامل وكالته مع ايران سيكون مختلفا عن التعامل اللين الذي اظهره سلفه محمد البرادعي. ووعد بأن مفتشيه سيشنون حملة مركزة على مواقع ايران النووية بما فيها مفاعل بوشهر.

وانضم الى امانو يوم امس الأول دانييل شابيرو مدير شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الاميركي والصديق المقرب لزعماء اسرائيليين عديدين. وقد وصل محملا بعروض لهدايا امنية - مكافئات محتملة لضبط النفس تجاه ايران ومهدىء لنتانياهو ليكون سخيا في تنازلاته للفلسطينيين خلال المفاوضات المقبلة.

واستغرق شابيرو ثلاثة أيام لتقديم عرضه بشأن إيران، بينما يوجد أمام نتنياهو اقل من أسبوع لتحديد ما إذا كان يستطيع الوثوق بالوعود الجديدة للرئيس الأميركي التي لم يتم التمسك بها حين سمح لمفاعل بوشهر ببدء نشاطه أو بأطر المفاوضات مع الفلسطينيين.

وأثناء إعداد الإدارة الأميركية لمهمة شابيرو أوضحت أن الهدايا الامنية المعروضة ستكون هائلة وستجعل الجيش الإسرائيلي واحدا من اقوى وأحدث الجيوش في العالم. وجاء الإشعار المسبق على شكل سلسلة من التسريبات لمسؤول المخابرات المركزية الأميركية بروس ريدل، المقرب جدا من أوباما، من أجل كتابة مقال نشرته مجلة " المصلحة القومية" ذات النفوذ يوم 25 آب تحت عنوان "ماذا لو هاجمت إسرائيل؟".

وقال ريدل إن الولايات المتحدة ستفعل كل ما تستطيع لمنع وقوع هجوم لأن ذلك يعني الكارثة، ونصح إسرائيل بالتأقلم مع حقيقة أن تطوير إيران لقنبلة ذرية لا يمكن منعها بعد الآن.

ولجعل إسرائيل تشعر بالأمن وسط الواقع الجديد، "اقترح" ريدل أربع خطوات لتقوية الجيش الإسرائيلي وإعارته قدرة الهجوم المضاد- حتى ردا على هجوم نووي إيراني:

- على الولايات المتحدة أن تنشر مظلة نووية فوق إسرائيل من شأنها إقامة مستودعات نووية أميركية في إسرائيل لتظهر لطهران أن الهجوم على إسرائيل سيواجه برد نووي أميركي.

- سيتم تزويد البحرية الإسرائيلية بغواصات مزودة بأسلحة نووية لتكون العمود الفقري لقدرتها على الهجوم النووي المضاد. وهناك نوعان من هذه الغواصات - غواصات الصواريخ البالستية والصواريخ الهجومية.

- سيتسلم سلاح الجو الإسرائيلي طائرات الشبح "رابتور اف-22"، وهي أكثر الطائرات تطورا في الأجواء حاليا. وستزود الطائرات بكل الأنظمة والتجهيزات اللازمة لضرب البرنامج النووي الإيراني.

 

- سترتب الولايات المتحدة لعضوية إسرائيل الكاملة في حلف "ناتو"، مما يجعل حدوث هجوم نووي إيراني على إسرائيل سببا ليس فقط لانتقام أميركي بل لإعلان حرب من جانب الحلف المكون من 26 دولة.

ومن اجل توضيح هذه العروض الأمنية الأميركية اوضح ريدل أن إسرائيل سيطلب منها تقبل إيران نووية والتخلي عن أي عمل عسكري ضدها وهو أمر قالت مصادر موقع ديبكا العسكري أن حكومة نتنياهو ليس من المحتمل أن تقبله.

 

ولأن تحليل ريدل الذي اشتمل على 3600 كلمة يوجد فيه تناقض جوهري، فهو يصور القيادة الإيرانية على أنها متماسكة وراء خطاباتها النارية ومكونة من أشخاص منطقيين عندما يتعلق الأمر بهم وسيلجأون إلى ضغوط عسكرية وسياسية بطريقة لن تهدد نظامهم ولا وجود بلادهم بحد ذاته. وعلى أي حال فهذا الافتراض لا يأخذ بالاعتبار التهديدات المستمرة من جانب حكام إيران بمحو إسرائيل من الخارطة (دون النظر في المخاطر التي ستحدث نتيجة لذلك)، ولا اقتناع ريدل وإدارة أوباما بأن إسرائيل إذا هاجمت إيران فسترد طهران بهجوم على الأهداف والمصالح الأميركية (وهو أمر أكثر خطورة).

وتتساءل مصادر "ديبكا": لماذا يخاطر نظام "عقلاني" بالذهاب إلى حرب مع أميركا بدلا من حصر عمله العسكري ضد إسرائيل؟ وما الفائدة التي يمكن أن تمنحها كل الأنظمة العسكرية المدهشة لإسرائيل من أجل توفير قدرة للرد المضاد عندما يكون الهجوم النووي الأول من جانب إيران كافيا لتدمير دولة إيران الصغيرة؟