خبر يغلقون عليه من اليمين..معاريف

الساعة 10:47 ص|27 أغسطس 2010

بقلم: بن كاسبيت

يكاد يكون شهر تبقى على نهاية التجميد، ولكن يبدو ان الامور تصل الى نقطة الغليان منذ الان. الوسيط الامريكي دنيس روس يصل الى المنطقة على أمل ايجاد سبيل لتربيع الدائرة، ابقاء نتنياهو على قيد الحياة حيال اليمين، وابو مازن ذا صلة حيال حماس. مجلس "يشع" ("المتجدد") لا يعتزم جعل الحياة سهلة على نتنياهو. نفتالي بنات، المدير العام، يعرف كل الاحابيل والحيل لدى نتنياهو. فقد كان رئيس قيادته، وهو يدشن الان حملة هائلة في كل ارجاء البلاد وهو جدي. لرئيس الوزراء يخرج من هذا الان.

        بنات يعرف بانه لا شيء يثير اهتمام او قلق نتنياهو أكثر من الاستطلاعات. قبل بضعة اشهر استدعى استطلاعا من "مركز مأغار محوت"، تبين فيه بان منتسبي الليكود يعارضون بشكل جارف استمرار التجميد. وأمس وصلت نتائج استطلاع "فولو أب" اجراه ذات المعهد على عينة من 410 منتسب في الليكود. النتائج الطازجة ستقلق نتنياهو، ولكن اكثر بكثير منه، ستقلق وزراء الليكود، اولئك الذين يفترض بهم أن يقدموا له الاسناد. وهاكم بعضا منها:

سؤال: اذا تقرر استمرار التجميد، فهل سيؤدي الامر ام لن تؤدي الى انشقاق في الليكود؟ 54 في المائة (من اصحاب الرأي) يعتقدون ان نعم، 46 في المائة يعتقدون أن لا. في الاستطلاع السابق، في شهر تموز، كانت النتيجة معاكسة (39 في المائة حيال 61 في المائة في صالح اولئك الذين يعتقدون أنه لن يكون انشقاق). بتعبير آخر، تغيير دراماتيكي. في آب معظم منتسبي الليكود يعتقدون بان استمرار التجميد سيؤدي الى انشقاق في الليكود.

سؤال: اذا استمر التجميد، فهل سيدفعك هذا الى النظر في نقل تأييدك من الليكود الى اسرائيل بيتنا؟ 29 في المائة اجابوا على هذا السؤال بالايجاب. قرابة الثلث. 71 في المائة من المنتسبين اجابوا بالنفي.

سؤال: الوزير ميخائيل ايتان اعلن بانه مع استمرار التجميد في اجزاء من يهودا والسامرة. هل الامر سيعزز ام يضعف الاحتمال بان تؤيده في الانتخابات التمهيدية التالية؟ 57 في المائة اجابوا بان هذا سيضعف الاحتمال. بتعبير آخر: ميكي ايتان هو سياسي شجاع، ولكن خيرا لن يخرج له من ذلك.

سؤال: لو قرر بنيامين نتنياهو عدم استمرار البناء. فهل ينبغي لوزراء الليكود أن يأخذوا بموقفه ام يعملوا بكل قوتهم ضده؟ في تموز الماضي، اعتقد 47 في المائة بان على الوزراء أن ينسجموا مع رئيس الوزراء. اما الان فـ 41 في المائة فقط يعتقدون ذلك. في تموز 53  في المائة اعتقدوا بان عليهم ان يعارضوا بكل قوتهم. اليوم يعتقد ذلك 59 في المائة. في هذه المسألة ايضا التغيير دراماتيكي في طالح استمرار التجميد.

سؤال: اذا كان وزراء الليكود سيؤيدون استمرار التجميد، فهل الامر سيعزز أو سيضعف الاحتمال في ان تؤيدوهم في الانتخابات التمهيدية التالية؟ 52 في المائة يقولون ان هذا سيضعف احتمال تأييدهم لهم، وفقط 18 في المائة يقولون انه سيعزز تأييدهم. هنا ايضا، تعزز كبير منذ تموز الماضي في صالح معارضي التجميد. نتنياهو نفسه يتلقى هو ايضا معطيات مشابهة. 50 في المائة من منتسبي الليكود يصرحون بانه اذا مدد التجميد فسيضعف هذا احتمال تأييدهم له في الانتخابات التالية لرئاسة الحركة. 41 في المائة يقولون ان استمرار التجميد سيضعف الاحتمال بان يصوتوا لليكود في صندوق الاقتراع.

        سطر آخير واضح: منتسبو الليكود يعارضون معارضة قاطعة استمرار التجميد وسيجبون، حسب تصريحهم اليوم، ثمنا باهظا من اولئك الذين سيعملون في هذا الاتجاه. من رئيس الوزراء جنوبا. الامر الذي يشرح لنا الوقوف الجماعي لوزراء الليكود امام الميكروفونات والكاميرات في الايام الاخيرة في السباق نحو التصريحات الملتهبة.

        حملة "يشع" التي تبدأ هذه الايام ستكون عدوانية. والشعار سيكون "نبني على كلمتكم". كبار الليكود سيجدون أنفسهم نجوما في اليافطات الضخمة التي تحمل تصريحاتهم، بما في ذلك التاريخ والاقتباس الدقيق. يا لفنات، نبني على كلمتك. يا كحلون، نبني على كلمتك. "يشع" يتخلى عن الجمهور العام. ليس هذا همه الان. القرار سيؤخذ لدى السياسيين، الضغط على نتنياهو يجب أن يأتي من الوزراء، والى هؤلاء تتوجه يافطات نفتالي بنات. بالضبط الى هناك. الوزراء سيتعرضون للهجوم من كل صوب محتمل. رسائل قصيرة، هدايا للاعياد، رفع نخب في "يشع". بالمناسبة، في نهاية الاسبوع توجه غير قليل من كبار المسؤولين والوزراء لرجال يشع في محاولة لـ "تعديل" اقتباساتهم. مسيرة اقتباسات لامعة ستزين في الاسابيع القريبة يافطات ضخمة في شوارع البلاد.

        الحل الوسط، وهذا ما يعرفوه ايضا في "يشع"، سيكون في النهاية عمليا. التجميد لن يمدد، ولكن البناء لن يستأنف. المفاتيح لدى واحد، ايهود باراك، وهو على ما يبدو لن يوقع على مصادقات البناء ولن يسمح بالعطاءات. هذا ايضا أستعدوا له في "يشع" في خطوة مضادة. وهم يحددون هدف 3 الاف وحدة بناء في السنة، باذن صريح من صاحب السيادة (وزير الدفاع) وهذه كانت الوتيرة لدى ايهود اولمرت وهذه ينبغي أن تكون ايضا الوتيرة لدى بيبي وباراك. هكذا، على الاقل، يفكرون في "يشع". "نبني ليس اقل من اولمرت"، يقولون. وماذا اذا عرقل باراك؟ عندها ينبغي سحب المفاتيح منه.

        المشكلة هي ان اولمرت بنى لانه ادار مسيرة سياسية مصداقة. اما نتنياهو فيريد أن يبني بدونها. وفي ظل هذه الجلبة يعلق الامريكيون الذين يعدون الفلسطينيين بان "سيكون الحال على ما يرام" و "لا تقلقوا، علينا المسؤولية لايجاد حل". تبقى شهر بالضبط للاسيتضاح اذا كان لهذا الوعد ما يستند اليه، واذا كان للفلسطينيين من يعتمدون عليه.