خبر ملف تجميد البناء عبء ثقيل يهدد المفاوضات المباشرة بالفشل..

الساعة 08:23 م|25 أغسطس 2010

ملف تجميد البناء عبء ثقيل يهدد المفاوضات المباشرة بالفشل..

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "فيليب كرولاي"، إن قضية تمديد تجميد فترة البناء في المستوطنات ستكون على سلم أولويات القمة التي ستعقد في واشنطن إيذاناً ببدء المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

 

وفي ذات الصدد رفض مسؤولون أمريكيون في واشنطن الإقرار بحقيقية وجود اتفاق سري بين الولايات المتحدة وإسرائيل يوضح كيفية التعامل مع موضوع تجميد البناء في السادس والعشرين من سبتمبر القادم.

 

وأشاروا بالمقابل إلى إمكانية الوصول إلى قاسم مشترك من شأنه أن يُوصل إلى حل لهذه المعضلة التي تعتبر محور الارتكاز بالنسبة للولايات المتحدة باعتبارها الراعي للمفاوضات القادمة. 

 

هذا و من المقرر أن يصل إلى الكيان الصهيوني اليوم مسئولان من الإدارة الأمريكية، أحدهما رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، والثاني نائب المبعوث الأمريكي "جورج ميتشل".

 

وعلمت صحيفة هآرتس أن الرجلين سيلتقيان مع مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي "ايتسحاق مولكو" ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني "صائب عريقات".

 

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية طالبت بعقد اجتماع ثلاثي تحضيري في القدس بين الأطراف الثلاثة يكون غداً أو بعد غد من أجل الإعداد لاجتماع القمة المرتقب، وفي الطرق الأخر تفضل إسرائيل الحديث عن موضوع البناء فقط بعد افتتاح القمة في واشنطن. 

 

وفي ذات الشأن تزداد حدة الضغط الذي يمارسه زعماء ورؤساء السلطات في أواسط المستوطنين بالضفة الغربية على نتنياهو.

 

فقد اتضح عبر رسالة نقلت إلى مكتب رئيس حكومة العدو قبل حوالي 32 يوماً وقبيل سفره إلى واشنطن بلحظات، تطالبه بالإعلان على الملأ بقرار المصادقة على جميع العقود والمناقصات التي أعدت خلال فترة التجميد من اجل إخراجها إلى حيز التنفيذ.

 

ومن المعروف أن المصادقة على مثل هذه الأوراق هي من صلاحية وزير الحرب وفي حال رفض الأخير القيام بمثل هذا الإجراء فانه يتوجب على نتنياهو سحب تلك الصلاحية منه ونقلها إليه شخصياً من اجل البدء بتنفيذها على أرض الواقع _على حد ذكر موقع walla الناطق بالعبرية.

 

وقالت مصادر من المستوطنين "إن عدم إقرار مثل هذه الأمور في السادس والعشرين من الشهر القادم، يعتبر بمثابة استمرارية لعملية تجميد البناء وعليه يتوجب على نتنياهو الإعلان عن بدء البناء بشكل لا يقبل التأويل كما تعهد بذلك قبل حوالي تسعة أشهر".

 

والى ذلك يستمر جميع رؤساء السلطات في إعداد الوثائق والمستندات من اجل المصادقة عليها في الموعد المرتقب بهدف تسريع عملية تجديد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.   

 

ومن جهتها قالت "ليمور ليفنات" وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال، وعضوة الكنيست عن حزب الليكود خلال لقاء أجرته مع إذاعة الجيش حول ملف تجميد البناء في المستوطنات الضفة الغربية، "إنه لا يعقل وقف البناء في التجمعات الاستيطانية الصغيرة بعد نهاية فترة التجميد بحجة أن هذه التجمعات ستنقل للسيادة الفلسطينية حين التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

 

وأضافت ليفنات "أنا ارفض تماما تحديد حدود التكتلات الاستيطانية  أو حتى تحديد الحدود على أي خارطة ممكن صياغتها مستقبلا  قبل الدخول في المفاوضات".

 

وقالت ليفنات "إنه لا يعقل أن نخوض مفاوضات يحدد الفلسطينيين نهايتها وفق شروط مسبقة يضعوها هم، وهذا موقف حزي الليكود ورئيسه نتنياهو و(دولة) إسرائيل على مر السنين التي مضت".

 

وأردفت ليفنات قائلةً، "إن على من يطالبون الحكومة الإسرائيلية القيام بخطوات أحادية الجانب والتخلي عن أراضي من الضفة الغربية لصالح السلطة الفلسطينية، أن يعودوا بذاكرتهم إلى عشر سنين مضت حيث الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000م ، ولنفحص هل الانسحاب كان في صالحنا، أم زاد قوة حزب الله وترسانته العسكرية".

 

وأضافت "إن حزب الله تسلح بصورة خطيرة للغاية أدت إلى ضرر وقع علينا وهو حرب لبنان الثانية، ونحن نعرف جيدا ما الذي جرى في حرب لبنان الثانية من شمال إسرائيل وصولا إلى حيفا".

 

وتطرقت ليفنات إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة قائلة، "أنه بالعودة إلى خمس سنوات مضت على الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، ولننظر هل ربحنا شيئا من وراء هذه الخطوة أم خسرنا فكل المنطقة الجنوبية من إسرائيل ووصولا إلى اشكلون تعرضت للقصف بآلاف الصورايخ، ولو افترضنا أننا استجبنا لمطالب من يدعون إلى انسحاب أحادي الجانب من الضفة، ونظرنا في حقيقة الأمر هل ذلك سيجلب لنا نفعا أم ضررا؟".

 

وأجابت ليفنات قائلة "إن هذا الأمر سيجلب لنا ضررا فادح لان الانسحاب أٌحادي الجانب من الضفة سيوصل حماس للسيطرة على الضفة الغربية، وبسيطرة حماس على الضفة لن تقف الصورايخ عند حدود اشكلون أو حيفا بل ستصل إلى وسط إسرائيل إلى تل أبيب ومطار بن غريون، حسب قولها".

 

في سياق متصل قلل وزير خارجية العدو، "افيغدور ليبرمان"، من أهمية المفاوضات المباشرة قائلاً، "إن الفجوة بين الأطراف مازالت كبيرة جداً حتى يستصعب توقع نهاية العملية خلال عام"، مضيفاً "أن الفلسطينيون جاءوا للمفاوضات بسبب فرضها عليهم".

 

كما أوضح ليبرمان موقفه بخصوص قضية تجميد البناء في المستوطنات قائلاً : أنا لا أوافق على معاقبة عشرات الآلاف من الإسرائيليين والذين يخدمون في الجيش ويسكنون المستوطنات القانونية.

 

وأضاف ليبرمان:انه لا يتوجب خلق مواجهات إضافية مع السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة كما لا يتوجب المعاقبة والتقييد والالتزام.

 

وعاد ليبرمان وابدي موافقته على إخلاء منزله في مستوطنة "نوكديم"، مشترطاً ذلك بالتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي يشمل نهاية النزاع.