خبر رهان اوباما -هآرتس

الساعة 10:00 ص|25 أغسطس 2010

رهان اوباما -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: اضطر اوباما الى الاكتفاء بلاعبين فقط من الجامعة العربية هما الرئيس حسني مبارك والملك الاردني عبدالله لانه لا امكان لدعوة آخرين من الجامعة سواهما - المصدر).

اذا استثنينا تقارب المواعيد فان العلاقة في ظاهر الأمر بين انسحاب الولايات المتحدة من العراق وبين دعوة زعيمي الاردن ومصر الى مراسم بدء التفاوض المباشر بين اسرائيل والفلسطينيين، أمر عربي بيقين. لكن يصعب أن نصدق أنهم في البيت الابيض غير متنبهين للآثار الاستراتيجية للانفصال من جانب واحد عن العراق على ميزان القوى بين نظم الحكم البراغماتية مثل مصر والاردن، وبين القوى الاصولية، بقيادة ايران. يؤمنون في واشنطن بأن تذويب مسيرة السلام الجامدة بين اسرائيل والفلسطينيين هو مفتاح تعزيز المحور الموالي للغرب في المنطقة.

لم يدع رئيس مصر حسني مبارك وعبدالله ملك الاردن الى واشنطن من أجل تنويع الديكور فقط. سيكونان هناك على أنهما مروجان لمبادرة السلام العربية، التي تعرض على اسرائيل علاقات تطبيع مع جميع أعضاء الجامعة العربية، عوض الانسحاب من المناطق التي احتلتها في حزيران 67 وانشاء دولة فلسطينية مستقلة. ومن أجل عدم اغضاب اليهود في اسرائيل والولايات المتحدة، لم تذكر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الاعلان بالقمة المبادرة التي صدرت في بيروت في آذار 2002. تركت كلينتون العمل الاسود للرباعية، التي حرصت على ذكرها في النبأ الذي نشرته مع الاعلان الامريكي.

لو ابتعد الرئيس السوري بشار الاسد قليلا عن صديقه الايراني محمود احمدي نجاد، ونجح رئيس حكومة لبنان سعد الحريري في الخلاص من حسن نصر الله لفرح اوباما باستضافتهما. ولو كان ملك السعودية عبدالله مستعدا لمصافحة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "بغير شروط مسبقة"، لاستطاع هو ايضا ان يكون بين المدعوين. اضطر اوباما الى الاكتفاء بلاعبين فقط من الجامعة العربية. هذا هو الموجود في هذه الاثناء ويجب أن ينتصر الامريكيون مع هذا في هذه الجولة.

تدل التجربة المرة لقمة كامب ديفيد في سنة 2000 التي كان فشلها إشارة بدء انتفاضة الاقصى، على أن المسيرة السلمية تقوم وتسقط على القدس. لم يجرؤ حتى زعيم ذو حضور قوي مثل ياسر عرفات على أن يوقع وحده على أي تنازل عن الأماكن المقدسة في القدس. عندما كانت أزمة المحادثات في ذروتها فقط، أطلق الرئيس كلينتون سفراءه الى العواصم العربية طالبا أن تمنح عرفات اذن تبني صيغة المصالحة الامريكية. كان ذلك قليلا جدا ومتأخرا جدا ايضا. بعد مرور عشر سنين، يهدد الاختلاف حول القدس – وهذه المرة في شأن تجميد البناء اليهودي في شرقي المدينة – بافشال قمة واشنطن 2010.

        تنبع أهمية دعاء السفر المصري من مكانة مصر الرفيعة في العالم العربي والاسلامي. وتحرص المملكة الهاشمية، التي سيطرت على القدس حتى حزيران 67، على أن تسهم بنصيبها في ترميم الأماكن المقدسة والاحتجاج بصوت عال على كل محاولة اسرائيلة للاخلال بالوضع الراهن. ورد في اتفاق السلام بين اسرائيل والاردن أن "اسرائيل تحترم دور المملكة الهاشمية الاردنية الخاص القائم في الاماكن المقدسة الاسلامية في القدس"، بل ذكر بصراحة أنه "عندما يجري التفاوض في المكانة الدائمة، ستمنح اسرائيل الدور الاردني التاريخ في هذه الاماكن المقدسة الافضلية العليا". سيمنح انشاء دولة فلسطينية الاردن دورا متميزا ايضا في الدفاع عن الحدود الجديدة التي ستفصل بينها وبين الدولة الجديدة.

        في حين يبحث مرشحون ديمقراطيون في الانتخابات القريبة لمجلس النواب عن ذرائع للتهرب من صورة مشتركة مع الرئيس اوباما، ليس من المحقق البتة أن تستطيع الدعوة الى البيت الابيض تعزيز مكانة زعيم عربي. لكن رئيس مصر حسني مبارك، الذي عرف أياما أفضل صحة، وعبدالله ملك الاردن، الفقرة الضعيفة في العمود الفقري بين ايران ولبنان، لا يستطيعان الاتيان برخصة طبية. عليهما الاكتفاء بوعود الرئيس الامريكي بأنه جدي هذه المرة.