خبر الصهيونية: شعاع نور من التفاؤل في منتصف العمر -إسرائيل اليوم

الساعة 08:30 ص|24 أغسطس 2010

الصهيونية: شعاع نور من التفاؤل في منتصف العمر -إسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: قصة عائلة يهودية أمريكية رفض الزوجان بداية الهجرة الى اسرائيل وبعد ذلك قررا الاستقرار فيها - المصدر).

        بشكل عام درجنا على الحديث عما يبدو في نظرنا كـ "مواضيع هامة". عنها نكتب وبسببها نصبح مختلفين مع اولئك الذين يفكرون بشكل مختلف. ولكن احيانا ينبغي التعاطي مع الواقع الذي لا يمثل "الامور العظمى"، ولكنه يعطي شعاع نور. فلعله في واقع الامر ينتمي بالفعل الى "الامور العظمى".

        في نادي اللياقة البدنية الذي أتدرب فيه في شمالي تل أبيب التقيت مؤخرا برجل منيع وطويل القامة. وقد عرفني على الفور. وهو يبدو كاسرائيلي بكل معنى الكلمة ولكن شيئا ما في طريقة حديثه نم عن لهجته الاجنبية. "نحن من شيكاغو"، قال، "ابي رحمه الله ذكرك غير مرة. فقد درج على القول بانك بعثت به لاول مرة للبحث عن عمل في اسرائيل". قطبت حاجبي ولم أنزل الى جذور العلاقة. "نحن أبناء عائلة كابلن"، قال. "أبي، ايلفين، توفي قبل خمس سنوات، وامي، لينا، توجد معنا في البلاد".

        وعندها تذكرت، بل وتذكرت تماما. تأكدت معه في السنوات التي تحدث عنها، وقصته – قصة صهيونية – تجسدت ملموسة.

        الحكاية كانت على النحو التالي: في بداية السبعينيات مكثت في نيويورك كمسؤول من الوكالة اليهودية عن استجلاب اصحاب المهن الاكاديمية من الولايات المتحدة وادراجهم في سوق العمل الاسرائيلية. وكانت تلك عهود مفعمة بالتفاؤل. حرب الايام الستة خلقت حماسة لدى يهود الولايات المتحدة، وسعى بعضهم الى الهجرة الى البلاد. وكي يكون اندماجهم في سوق العمل الاسرائيلي أسهل، درجنا على ان نرسل بين الحين والاخر المرشحين للهجرة في سفريات جس نبض كنا نسميها "بايلوت تور" (جولة تجريبية). رجال المجموعة كانوا يأتون الى البلاد بعد أن تكون تقررت لهم لقاءات مع مندوبي مصانع، منظمات عامة وخاصة، مستشفيات ومختبرات بحث. كل زوج سجل للجولة التجريبية تلقى منا دعما ماليا بمقدار 200 دولار، كان فيه ليس فقط حافزا بل بالاساس اعلان نوايا بشأن كم معنية الدولة في أن تساعدهم للتعرف على البلاد.

        قصة عائلة كابلن بالذات لم تكن مميزة. بعد ان وصل الزوجان كابلن الى البلاد تقررت لهما لقاءات على اقتراحات عمل محددة. الاب كان مهندسا غني الخبرة. ولمفاجأتي اتصل بي بعد أن عاد من الزيارة من البلاد وقال: "زوجتي وأنا نشكركم على الجولة التي نظمتموها لنا. الزيارة الاولى في البلاد أوضحت لنا بشكل جلي باننا لا نريد العيش في اسرائيل، وحسنا جئنا كي نبلور هذا الموقف". حديث من هذا القبيل لم يكن مميزا للمشاركين في سفريات جس النبض. فالكثيرون تحمسوا وهاجروا الى البلاد فيما الغى الاخرون هجرتهم فقط لانه خاب أملهم من العروض التي تلقوها. اما ايلفين كابلن فكان استثنائيا في انه بالذات عندما وصل الى البلاد قرر الا يهاجر اليها.

        ولكن ابنه روى لي بان هذه فقط كانت بداية القصة. في 1975، قررت لينا وايلفين الهجرة الى البلاد مع الابن والابنة رغم ذلك. "أبي حصل على عمل في مشروع أمني هام وعمل فيه سنوات عديدة. ومنذ ذلك الحين ونحن نسكن في رعنانا. امي تطوعت لمساعدة المهاجرين من اثيوبيا وعملت في ذلك حتى ما قبل خمس سنوات. ونحن، الابناء، نعيش هنا، راضون وسعداء". نظرت اليه المرة تلو الاخرى. صافحني وسار في طريقه دون أن يعرف كم كانت قصته بالنسبة لي شعاع نور في واقع الحياة الصعبة.