خبر اوباما للانتاج السينمائي -يديعوت

الساعة 11:07 ص|23 أغسطس 2010

اوباما للانتاج السينمائي -يديعوت

ثلاثة مسلمين، مسيحيان ويهودي يلتقون

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: لقاء واشنطن لن يؤدي الى ولادة دولة فلسطينية وإن كان سيخرج مسرحية سداسية الابطال - المصدر).

        أخيرا عثروا لنا على سبب يدعونا للاحتفال. البسوا أجمل ملابسكم، صففوا شعركم، خذوا التسالي واجلسوا بارتياح امام التلفزيون. انتظروا في يوم الاربعاء التالي الصورة المثيرة للانفعال التي سينقلها الناطق بلسان البيت الابيض: ستة رجال في بدلات غامقة حسب البروتوكول وابتسامات من الاذن الى الاذن.

        لا حاجة الى شرح الصورة. فالجميع يعرف الجميع: ثلاثة مسلمين، مسيحيين، يهودي واحد. ملك (الاردن)، رئيسان (اوباما ومبارك)، رئيس بدون دولة (ابو مازن)، رئيس وزراء (نتنياهو الذي لا يمكنه ولا يعتزم ايضا ان يعطي الرئيس دولة) ورئيس وزراء سابق (طوني بلير، الوحيد الذي لن يخرب تصفيف شعره حتى لو انتهى الحدث بصفر نتائج). فهل لعله رغم ذلك تهب ريح التفاؤل؟ منذ زمن بعيد لم ينتجوا قمة سلام في البيت الابيض.

        لا احد يحلم بان اوباما سيسير حقا نحو توليد دولة فلسطينية في الساحة الخلفية. اذا لم يظهر تغيير في اللحظة الاخيرة، سيصل مبارك الى واشنطن كي يظهر بانه يتصرف كما ينبغي ليضمن لجمال الدعم الامريكي. جلالة الملك عبدالله سيأتي لينتزع وعدا في الا تغرق الفوضى في العراق الاردن بملايين اللاجئين، وان الفوضى المتوقعة في المناطق بعد أن تنهار المفاوضات لن تدفع جداول الفلسطينيين نحو المملكة من الجهة الاخرى. الاصعب هو أن نحسد ملك الاردن، المختنق من كل الاتجاهات.

        الى الامام: ابو مازن سيمتثل هناك كي يضمن الا يتركوه وحيدا لمصيره امام بيبي في المحادثات المباشرة. فليس حماس وحدها تنفخ في قذالة المقاطعة. علاقات ابو مازن مع رئيس وزرائه سلام فياض تذكر بعلاقات رابين – بيرس في ذروة ايام المؤامرات.

        دولة فلسطينية؟ أضحكتم الستة. الدولة يمكن اقامتها فقط في الضفة الغربية، فقط مع مستوطنين، فقط مع الجيش الاسرائيلي في المنطقة وقوة دولية. أي نتنياهو واين شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية؟ اين ابو مازن وحق العودة؟

        سطحيا، يوجد جدول زمني ضاغط. اوباما لا بد سيعلن (والا ماذا؟) بان الدولة الفلسطينية المستقلة ستقوم بعد سنة. ولكن المفاعل الكهربائي الذي دشن في نهاية الاسبوع في بوشهر هو ايضا قد يغير جلدته بعد سنة، وهذا يضغط اكثر بكثير.

        اجلسوا كل واحد من الستة ليروي ما يؤلمه حقا، وستجدون على الفور قاسما مشتركا: آيات الله الايرانيين، خلايا الارهاب الغافية التي قد تستيقظ دفعة واحدة، زخف خطير لعملاء الحرس الثوري الى داخل مناطق سوية العقل الى هذا الحد او ذاك. اسألوا ملك السعودية: الزحف الايراني يدق له اجراء التحذير، مع صواريخ من شأنها أن تسقط من الجو وتصفيات على الارض، بالضبط مثلما في لبنان.

عن ماذا مع ذلك سيتذمرون حول الطاولة؟ هذا بالذات موجود. حزب الله، مثلا، يشغل بال اجهزة المخابرات الاردنية (العقبة)، مصر (سيناء) ورام الله (مساعي تجنيد في الضفة). وبشار الاسد، الذي في غضون لحظة يمكنه أن ينزل حماس وان يطيرها الى ابعد ما يكون عن بؤر الازعاج.

يمكن ايضا اطلاق شعارات عن التعاون الاقتصادي، بالتأكيد سيحاولون (ملك الاردن) بث حياة في مبادرة السلام العربية التي تعد بسلام كامل وعلاقات طبيعية. أضحكتم بيبي مرة أخرى. عندما لا يكون هناك ما يبيعه لابو مازن، فانه منذ الان يعمل على بشار، يعرض عليه بطاقة طيران الى واشنطن، الجلوس حول ذات الطاولة مع ذات المضيف، على كرسي الرئيس (عباس). ما سيحصل عليه ابو مازن، بيبي سيعد به الرئيس السوري.