خبر يتوجهون الى المسيرة 27 ايلول، 7:00 صباحا..يديعوت

الساعة 08:47 ص|22 أغسطس 2010

 

بقلم: ايتان هابر

في 27 ايلول، بعد شهر ونيف، ستكون درجة الحرارة المتوسطة لاسرائيل، كما من المعقول الافتراض، 25 درجة مئوية. في 7:00 صباحا في ذات اليوم سينهض ملايين الاسرائيليين لعملهم اليومي، وصوت ضربات المطارق سيصعد من كل صوب. نحن جئنا الى البلاد لنبنيها ونبنى فيها.

        البث الاذاعي والتلفزيوني سيصخب ويثور: في كدوميم وضعوا الاساسات لسلسلة مبانٍ، في عاليه حفروا اساسات، في كرنيه شومرون شق درب وصول جديد، في عوفرا غرست اشجار. ايها اليهود، افرحوا لالغاء التجميد للبناء. اذا كان صحيحا القول "لا تقتنى البلاد الا بالعذاب"، ففي صباح 27 ايلول، سينتهي العذاب. ستبنى اكثر فأكثر.

        فليسمح لها بالتخمين: بعد أن أعلنوا في نهاية الاسبوع الماضي عن استئناف المحادثات المباشرة، سيجد الامريكيون، الاسرائيليون والفلسطينيون مغسلة مناسبة للكلمات التي تسمح لنتنياهو بالتبشير بالغاء التجميد، وللفلسطينيين بالاعلان عن استمراره، وللامريكيين بالرقص في كل الاعراس. كل طرف سيخدع الطرف الاخر، ولكنه اساسا سيخدع نفسه.

        سيواسي الاسرائيليين المؤيدين لاستمرار تجميد البناء: حتى لو أعلن نتنياهو على الملأ وباحتفالية عن الغائه، فان الحكومة برئاسته لن تعربد. انتهت ايام "على كل تلة عالية وتحت كل شجرة منتعشة". نتنياهو سيحاول كسب كل العوالم: ان يواصل هنا وهناك بالبناء، وفي نفس القوت أن يواصل المفاوضات مع الفلسطينيين. الحكومة الحالية تريد، في معظمها، وجود محادثات على نار هادئة. ما يسمى "مسيرة سلمية".  إذ أنه كلما كانت هناك مسيرة، يمكن الكسب من كل الاتجاهات. ومع ذلك، فعلى حد قول أحد مديري المفاوضات: "البيت الثالث لن نبنيه في الزمن القريب القادم".

        اذا لم تبدا المفاوضات، او تفجرت في بدايتها، فنحن بالطبع سنتهم الفلسطينيين. وعندها سيستخدم الامريكيون الصبر الاسرائيلي ليقولوا للفلسطينيين: انتم المعلقون على الشجرة، تترنحون هنا وهناك، والاسرائيليون يكسبون في كل لحظة. انظروا، فهم يواصلون البناء، بسببكم.

        من جهة اخرى، لنتنياهو ايضا سيكون للامريكيين ما يقولونه له. فهم سيدحرجون الكرة نحوه، وسيعودون لعرضه كرافض للسلام وكزعيم غير مصداق (أأحد ما يسأل كيف يمكن للامريكيين أن يلعبوا بكل الكرات في الهواء؟ الجواب هو انهم ببساطة يمكنهم. فهم الامريكيون. بالمناسبة، على أي صفقة كبرى جوية وقعنا الاسبوع الماضي فقط؟

        اذا لم تصل المحادثات الى تحقق، او تفجرت، فمن ناحية الولايات المتحدة ستكون هذه خيبة أمل كبرى بعد توقعات عالية. واذا ما حصل هذا قبل انتخابات منتصف الولاية، في تشرين الثاني، فان اوباما جد لن يستطيب ذلك. وها هو التخمين (الذي همس به في مسامعنا بعض من اصدقاء امريكيين حقيقيين): اذا كان هذا ما سيحصل، فان ظلا كبيرا سيلقي بنفسه على علاقات القدس – واشنطن، وبالاساس في المجال الامني.

        من المجدي ان نعرف: حسب تعليمات من فوق من اوباما – النذل، المسلم، المناهض للصهيونية، المحب للمساجد – تحظى مؤخرا العلاقات الامنية بين اسرائيل والولايات المتحدة بازدهار لم نشهد له مثيل في الـ 15 سنة الاخيرة. رجل أمن اسرائيلي وصف هذه العلاقات بـ "المذهلة" (بالمناسبة هذه ايضا مساهمة مباشرة من ايهود باراك، غير الشعبي باقل تقدير. في نظر الامريكيين يعتبر سوي العقل، معتدلا، مرسى نجاة، ضابط ارتباط بين واشنطن والقدس). كما تعلم الامريكيون عن مكان الجيش الاسرائيلي في سياقات اتخاذ القرارات، وهم يظهرون اعتزازا، احتراما وتقديرا للجيش (ولغابي اشكنازي بالاخص). وفي العلاقات المذهلة الحالية ترغب واشنطن في أن تقول: هلو اسرائيل، يمكن بشكل آخر ايضا!

        ولكن، القرارات تؤخذ في القدس. اذا لم يكن تواصل للمسيرة السلمية، فالافتراض هو أننا سنشعر بالضغط الامريكي في كل القنوات، وليس في البعد الامني فقط. لن تكون استثناءات، إذ هكذا هو الحال عندهم: التعليمات من الغرفة البيضوية تنزل للجميع، حتى الاسفل. والكل يكرر ذات صفحة الرسائل.

        "نحن نوجد الان وكأننا مجرم مواظب تحت رقابة ضابط سلوك"، قال ليس خبير في ما يجري، "ومن المجدي أن نحصل على فتوى ايجابية".