خبر هل يستجيب عباس المبتسم وقيادته لمناشدة « هاني المصري » بتحكيم ضمائرهم؟

الساعة 08:37 ص|21 أغسطس 2010

هل يستجيب عباس المبتسم وقيادته لمناشدة "هاني المصري" بتحكيم ضمائرهم؟

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

ناشد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري  رئيس السلطة واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن يحكموا ضمائرهم وان يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية، ويثبتوا انهم قيادة تمثل الشعب الفلسطيني المصمم على مواجهة التحديات وانجاز حقوقه مهما طال الزمن وغلت التضحيات.

 

وأضاف المصري في مقال له بصحيفة الأيام المحلية اليوم ان ثمن المفاوضات المباشرة، وفقاً للشروط الإسرائيلية، اي عندما تكون مفاوضات من أجل المفاوضات، وبدون الاتفاق على مرجعية تستند الى هدف انهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وليس انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتستند الى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بحيث تكون المفاوضات لتطبيق هذه القرارات وليس للتفاوض حولها، وبدون وقف الاستيطان (وليس المطالبة بوقفه أو بوقف الخطوات الاستفزازية) وجميع الاجراءات الاحتلالية التي تغير الواقع على الأرض، وبدون مشاركة دولية وضمانات دولية وجدول زمني قصير وآلية تطبيق ملزمة، أكبر بكثير، واسوأ من ثمن المفاوضات السابقة أو من ثمن عدم الذهاب للمفاوضات.

 

ويرى المصري ان خطورة الذهاب الى هذه المفاوضات ان المطلوب من المفاوض الفلسطيني ان يذهب اليها عارياً تماما حتى من ورقة التوت، ولذلك فان الدخول اليها وفق الشروط الاسرائيلية سيكون خطأ فادحاً ونوعاً من الانتحار السياسي، وخطوه ستستدعي ضغوطاً أكثر وأكبر على المفاوض الفلسطيني ستجعله في المستقبل اقل قدرة على رفض شروط واملاءات اسرائيل.

ويشير إلى أن دخول "حمام" المفاوضات المباشرة وفقاً للشروط الاسرائيلية يجعل من الصعب الخروج منه. فمن شارك بها تحت وطأة الضغوط سيكون اضعف وعرضة للاستجابة للضغوط القادمة والتي ستكون أشد من سابقاتها، خصوصاً ان المشاركة بالمفاوضات ستسبب خلافات أكبر وأوسع داخل الصفوف الفلسطينية، بما في ذلك داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وستمس مصداقية القيادة التي تعهدت طوال حوالي عامين بعدم المشاركة بالمفاوضات بدون وقف الاستيطان والاتفاق على مرجعية.

 

وحسب المصري، فإن كل المؤشرات و المعطيات تدل على ان اسرائيل (وليس فقط الحكومة الإسرائيلية الحالية) ليست جاهزة للسلام العادل، والدليل على ذلك انها ترفض بيان اللجنة الرباعية الدولية على هشاشته وتقبل رسالة الدعوة الاميركية.

فاسرائيل تريد اما استمرار الوضع الاحتلالي القائم حالياً، او فرض احد سيناريوهات الحل الاسرائيلي.

وتأسيساً على ما تقدم فان على قيادتنا-يقول المصري- الا تقع فريسة الاوهام والخداع وتكتفي بتخريجة بيان اللجنة الرباعية التي لا تعني اي شيء بدون الزام اسرائيل "الدولة المحتلة" بإنهاء الاحتلال ومرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان .....الخ.

وعلى قيادتنا ايضا ان تكف عن الاعتقاد ان الحل على الابواب، وان الدولة على مرمى حجر، فالوقت ليس وقت الحل ، وانما وقت وضع كل الجهود لادارة الصراع من أجل تغيير موازيين القوى، حتى تسمح بإنجاز الحرية والعودة والاستقلال.

وحتى يحدث ذلك لابد من وقف الرهان على المفاوضات الثنائية المباشرة، "على خطة أ" والمسارعة الى وضع "الخطة ب" التي تقتضي بلورة استراتيجية جديدة بديلة قادرة على انهاء الانقسام واستنهاض الشعب الفلسطيني كله، داخل الوطن وخارجه، على اساس اعادة الاعتبار للبرنامج الوطني واعتماد شراكة حقيقية على اسس ديمقراطية.

ويخلص المصري إلى أنه يكفي التذكير بأن أكثر من خمس سنوات من سياسة الاعتماد على المرونة الزائدة والاعتدال المفرط والسير وراء خيار السلام كخيار وحيد وتنفيذ الالتزامات الفلسطينية الأمنية وغير الأمنية من طرف واحد، وبدون التزام اسرائيلي مقابل، لم تؤد الى تعاظم التأييد الدولي والأميركي للمطالب والحقوق الفلسطينية، وانما اوصلتنا الى الحالة الراهنة التي نواجه فيها الضغوط الاميركية والاسرائيلية الدولية للقبول بمفاوضات مباشرة وفقاً للشروط الاسرائيلية!!