خبر جلد الأفعى..يديعوت

الساعة 11:22 ص|20 أغسطس 2010

بقلم: ناحوم برنيع

من الوغد في هذه القصة ومن الأحمق، سألت احد المشاركين في تحقيق القضية. قال "ما زلنا لا نعلم من هو الوغد، لكن يخيل إلي أننا نعلم من هو الأحمق".

        هكذا بغير تفسير. او لمزيد دقة، ألقى مسؤولية التفسير على السامع. منذ اسبوعين تنتج الورقة المسماة "وثيقة غلانت" عناوين صحفية رئيسة ضخمة، وتحتها القليل جدا من المضمون. بقيت علامات السؤال على حالها. من أجل اخفاء هذه الحقيقة غير المريحة اعتدنا نحن الصحفيين اغراقها بعلامات السؤال. وهكذا لا يعلم قراؤنا أو مشاهدونا او مستمعونا مبلغ كوننا لا نعلم. يجري التحقيق بجد. ومن المعقول افتراض أن يبلغ تحقيق الحقيقة. لا يحقق في هذه القضية مع أعضاء في منظمات إجرام او مستوطنين اتهموا بالارهاب. فالمجرمون المتخصصون يعرفون الكذب في التحقيقات، والمخربون اليهود يعرفون الصمت: فقد حفظوا عن ظهر قلب كراسة الارشاد التي كتبها نوعام فيدرمان. لكن ضباط الجيش لا يعرفون الكذب ولا يعرفون الصمت، ازاء شرطي عبري يتملق أناهم. واذا صمتوا تكلم صغارهم وإن لم يتكلم الصغار فالموظفات والجنديات.

        لم تكن في القضايا التي وقعت في الجيش الاسرائيلي في الخمسينيات حواسيب وشبكات انترنت وهواتف محمولة يمكن فتحها واستعراض ما فيها. وكانت الموظفات مخلصات لأرباب عملهن، وقاسمهن أحيانا لا أسرارهم فقط بل فراشهم أيضا. الجيش الاسرائيلي اليوم أكثر أخلاقية وأكثر اختراقا. فالموظفة التي تملك وثيقة سرية يفرحها أن تعرضها في موقعها في "الفيس بوك"، مع ضم صور اليها.

        في واقع الأمر، يجري التحقيق في محورين. المحور الاول العاجل يفحص هل كانت مشاركة للألوية الخمسة الذين يتنافسون في منصب رئاسة الاركان في كتابة الوثيقة او نشرها. ويجب ان نضيف الى الخمسة وهم ايزنكوت وغلانت وغينتس ومزراحي وشمني، وزير الدفاع ايهود باراك. اذا لم يوجد أي شبهة أو اي غيمة في الأفق على شخص ما من الخمسة وعلى السادس، لا يستطيع المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين أن يزيل سداد القارورة ويمكن باراك من اعلان من الذي ينوي تعيينه رئيسا للأركان. يفترض ان تنتهي هذه المرحلة من التحقيق في غضون أيام.

        اما المحور الاخر فقد يستغرق زمنا أطول. فرض الشرطة شبه المحقق ان الوثيقة زيفت. والاسئلة التي يفترض ان يجيب عنها التحقيق هي: 1. هل زيفت الوثيقة كلها أم زيفت الملصقة التي ألصقت في بدايتها؛ 2. من كتب الوثيقة ولماذا؛ 3. من نقلها الى اشكنازي؛ 4. من نشرها في هيئة القيادة العامة؛ 5. من أخرجها الى وسائل الاعلام. ليس من المعقول افتراض أن تكون هذه الجيفة كلها قد ولدت في ذهن واحد، وهيئت في مكان واحد ونفذتها يد واحدة. هذه النظريات حسنة لكتب المحققين، لا لواقع حياتنا غير التام. لكن وجد كما يبدو أوغاد ومن المحقق ان يوجد حمقى.

        جيش مختلف

        على حسب ما يبدو انه رواية باراك، أراد رئيس الاركان المتولي عمله، غابي اشكنازي ان يفرض عليه اطالة مدة ولايته سنة خامسة. وأراد بقدر لا يقل عن هذا وربما أكثر احباط تعيين يوآف غلانت وريثا له. أحبط اشكنازي لحينه تعيين غلانت نائب رئيس الاركان. اذا لم يكن غلانت مناسبا في نظره ليكون نائبه، فمن المحقق انه لا يناسب ان يلي رئاسة الاركان.

        اطالة مدة الولاية هي اجراء مريح: فهي تؤجل سنة حروب الوراثة وتخفف من الشعور بالمرارة. وهي خاصة تعفي القائد من الحاجة الى بت الأمر. إن نتنياهو، الذي واجه معضلة مشابه، أطال مدة ولاية دغان في الموساد وديسكين في الشاباك. وحارب باراك او على الاقل صدرت عنه اصوات حيرة. وأعلن في النهاية أن ولاية اشكنازي ستنتهي في موعدها، مع انقضاء أربع سنين. والى ذلك سيتخذ القرار على رئيس الاركان القادم قبل تسعة أشهر او ستة، لا قبل ثلاثة أشهر كما كان في الماضي. وصعب على أشكنازي ان يسلم لذلك.

        على حسب ما يبدو انه رواية باراك، بدأ اشكنازي أو/و مؤيدوه نضالا أهوج. كان نشر الوثيقة جزءا منه. كانت ترمي الى أن تصور تعيين غلانت على أنه لعبة مبيعة، وتسويد صورة غلانت وتأجيل القرار على تعيين رئيس الاركان القادم.

        على حسب ما يبدو انه رواية أشكنازي، بدأت العلاقات بينه وبين باراك بداية سيئة. فبعد أن حل باراك محل عمير بيرتس في مكتب وزير الدفاع فعل اشكنازي كل ما استطاع لاحداث تقارب. فقد بادر الى الخروج المشترك الى تناول الطعام هو وزوجته رونيت، وباراك وزوجته نيلي. وبخلاف رؤساء اركان آخرين، نافسوا وزيرهم في حمل معجزة الأمن، أخلى لباراك المنصة كلها. ولم تسجل في نقاشات المطبخ الصغير في اثناء عملية "الرصاص المصبوب" مواجهات كبيرة بينهما. كانت المواجهة الرئيسة         بين اولمرت، الذي اراد ان يوسع العملية ويطيلها، وبين باراك واشكنازي اللذين ارادا مضاءلتها.

        انقضت العملية، والانتخابات، وتأليف الحكومة الجديدة، وشعر اشكنازي الان بأنه العدو. زاد التوتر بين المكتبين عندما عين يوني كورن رئيس مقر عمل وزير الدفاع في تشرين الثاني الماضي. في التاسع من شباط نشر مكتب وزير الدفاع نبأ بارزا عن موعد نهاية ولاية اشكنازي. رأى اشكنازي نشر النبأ محاولة لدفعه الى الاستقالة. في نيسان، عندما عرضوا عليه ما يسمى "وثيقة غلانت"، كان على ثقة بأن الحديث عن مرحلة أخرى في الطريق الى عزله. وقد أثر فيه اختصاص الكاتب بتفصيلات التعيينات في الجيش، وأسماء العمداء، والمصطلحات البيروقراطية، وتنوع العلاقات الشخصية، والاجراءات التي تمت او توشك أن تتم. وخلص الى استنتاج ان الوثيقة أصيلة: فهذا ما ينوي باراك فعله به في الطريق الى تعيين غلانت. أطلع اشكنازي أيزنكوت وغنتس على الوثيقة. وطلب ان يبرهن لهما أن اللعبة مبيعة وأن يجندهما في جبهة واحدة لمواجهة باراك.

        لم يطلع على الورقة المراقب العسكري الرئيس او المستشار القانوني للحكومة. فلم يعتقد في ذلك الوقت ان لها وزنا قانونيا. ولم يتحدث في الوثيقة مع باراك او مع نتنياهو، ولم يقل كلمة لغلانت خاصة. لم يتحدث الى باراك وغلانت لانه اعتقد انهما يقفان من وراء الورقة. وان الورقة هي ركلة اخرى يتلقاها من باراك تحت الطاولة. ولم يتحدث الى نتنياهو لانه لم يعتقد ان تكون للمحادثة نتائج. بدل ذلك تحدث الى الثلاثة برموز دقيقة. لم يفهموا لانه كيف يمكن ان يفهموا اذا لم يعلموا بالوثيقة.

        يمكن فهم خطئه على خلفية بشرية؛ ولا يمكن قبوله على أنه معيار في سلوك رئيس الاركان.

        مرت أربعة أشهر. ذاعت اشاعة عن  الوثيقة في  المكاتب. وحد أناس قسم الاخبار في القناة الثانية القوى للوصول الى الورقة. فوصلوا ونشروها. لا أعلم من سلمهم الوثيقة. يمكن ان نقول شيئا واحدا: اذا كان هدفها مساعدة اشكنازي فان هذا الهدف لم يحرز بل العكس أفسد ذلك. المجتمع الاسرائيلي، بعد مهانة الحرب في لبنان في 2006 أراد جدا جيشا ناجعا، وذا قيم، وبريئا من السياسة وأراد جدا ذلك بحيث انه دفن رأسه في الرمل من آن لآخر كي لا يرى الجيش الاسرائيلي في حرجه. لكنه تبين له فجأة جيش مختلف ذو دسائس، وقذر وذو ميل خطر الى تدمير نفسه.

        إن محاولة الموازنة بين هذه القضية وسلسلة الفضائح في الخمسينيات والستينيات التي أحدثت معا قضية لافون، سخيفة. فالمؤامرات مختلفة والكبر مختلف. اعتاد البروفسور ميشيل كونفينو، أحكم معلمي التاريخ، الذي توفي منذ زمن قريب، أن يحذر طلابه المتحمسين في أول درس قائلا لا تسارعوا الى الموازنة فليس كل شيء متشابها.

        لننتظر الغد

        نشر في يوم الاثنين الماضي أن الشرطة توجهت الى المحكمة طالبة أن تأمر القناة الثانية باعطائها الوثيقة. في صباح يوم الثلاثاء اتصل اشكنازي بالمستشار القانوني للحكومة وقال سمعت انكم تبحثون عن الوثيقة. عندي صورة عنها منذ زمن. انا اليوم مشغول باعداد شهادتي امام اللجنة. واستطيع الاهتمام بأن يحولوها الى المحققين اليوم أو ان آتي بها من الغد بنفسي، بعد ان انهي شهادتي امام لجنة تيركل. حار المستشار قليلا. وقال لاشكنازي في النهاية، لا بأس لننتظر الغد.

        الشكوك المتبادلة بين مكتب وزير الدفاع وبين رئيس الاركان كبيرة جدا، بحيث نجمت التهم من الفور وهي ان اشكنازي يقعد على الوثيقة ولا يخرجها. فمن الحقائق ان النيابة العامة ما زالت تطلب الوثيقة من القناة الثانية. في هذه الحالة على الاقل لم يكن للشكوك أساس: فقد عمل أشكنازي كما اتفق معه فينشتاين بالضبط.

        نتنياهو الحقيقي

ميخائيل (ميكي) ايتان، وهو وزير في الحكومة وأحد رؤوس الليكود، يوشك أن يرسل في نهاية هذا الاسبوع رسالة الى 1300 من نشطاء حزبه، وهم ناس أيدوه طول ولاية سياسية طويلة ومستقيمة وشريفة. سيتقبل كثير منهم الرسالة بقبول غير حسن. وسيتبناها آخرون. يرسم ايتان فيها طريقة تخصه للتسوية الاسرائيلية – الفلسطينية.

مما يزيد الاهتمام ان ايتان لا يطلب حقوق المبدعين عن خطته. بل العكس يزعم أن هذه هي خطة نتنياهو الحقيقية. فاذا كان صادقا فعندنا هنا بداية مسار.

"حكومة الليكود الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو أدت اليمين الدستورية قبل 16 شهرا"، يكتب ايتان. "دعا نتنياهو طوال هذه  المدة، بخطوة شجاعة وعمل على تقديم مسيرة التحادث بيننا وبين السلطة الفلسطينية قصدا الى التوصل الى تسوية ذات بقاء".

وهو يذكر ازالة الحواجز، وخطبة بار ايلان، وتجميد البناء في يهودا والسامرة وغير ذلك. "يوجد بيننا أعضاء أخيار يزعمون ان نتنياهو يصرف محاربة الحيل"، يكتب. "يبينون ان تصريحاته عن استعدادنا لمصالحة على المناطق وانشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح هي ستار دخان يرمي الى التغطية على جهد الحكومة الحقيقي لتعويق اقامة دولة فلسطينية وتعزيز الاستيطان. لا أساس لهذا التفسير وهو يضر بمصالحنا القومية". ويتابع قائلا: "إن سياسة ازدواج اللغة لم تصمد. يستطيع أحمق فقط تصديق أن ننجح في خداع العالم طوال الوقت".

عدد مواد خطته خمس مواد:

•       تجديد البناء في كتل الاستيطان وفي الاحياء اليهودية في القدس وفي الربع اليهودي في الخليل.

•       اخلاء بؤر استيطانية غير قانونية.

•       تجميد البناء في مناطق ترشح للانتقال للسيطرة الفلسطينية.

•       استعمال خطة حكومية لاجلاء المستوطنين عن هذه المناطق واسكان جنود الجيش الاسرائيلي البيوت المخلاة.

•       تقترح اسرائيل على الفلسطينيين في نطاق المحادثات ترتيبات خاصة يستمر اليهود في نطاقها على سكن مناطق يهودا والسامرة التي يتفق على نقلها للدولة الفلسطينية.

يكتب الوزير ايتان: "نفعل هذا لتعزيز سياسة رئيس الحكومة، الذي يقود بشجاعة خطا سياسيا واقعيا للمصالحة. الان مع انقضاء فترة التجميد المؤقت، سنحتاج جميعا الى اعطائه تعزيزا للمسار الذي حدده". (ستوجد الرسالة الكاملة منذ اليوم في موقع ايتان على الانترنت، WWW. MIKI.ORG.IL).

تسلية لذوي العناد

تصنف حكومة نتنياهو في العالم على أنها حكومة يمين متطرفة، القاسم المشترك الوحيد بين أعضائها هو الخوف من الثمن الذي يصحب الاتفاق. هذه صورة مزيفة. الضيق الذي دفعت الدولة اليه والقرارات الحاسمة التي تنتظر على الباب تبعث بعض الوزراء على التفكير من جديد في التصورات التي آمنوا بها سنين. إن مائدة الحكومة أكثر  تنوعا مما اعتيد الاعتقاد.

لا يسارع نتنياهو الى فتح هذا الموضوع المشحون لمناقشة علنية في الحكومة او في الليكود. يمكن تفهمه: فكل نقاش سيهدد سلامة الحزب والائتلاف. لكن الفراغ الذي أحدثه لم يبق فارغا: فاذا كان يرفض توضيح إراداته فسيوضحها وزراؤه. سيتحدثون باسمه.

سألت ميكي ايتان هل حادث نتنياهو قبل ان يكتب رسالته. فقال بصدق "لا. لا في هذه الولاية. فانا أفسره بحسب كلامه وبحسب أفعاله. خلصت الى استنتاج ان رئيس الحكومة لا يستطيع محادثة الساسة محادثة قريبة فلكل سياسي، ولي أيضا مصالح. إنه يستطيع اجراء محادثات قريبة مع أناس قريبين منه فقط".

ألا تشبه ذلك الفتى من المشاهدين الذي أجبر المرأة العجوز على قطع الشارع، سألته.

قال ايتان: "ربما. أنا أرى العجوز تقف على الرصيف، تقول للجميع أريد قطع الشارع، وتقول لمصوتي الليكود، ولشعب اسرائيل ولواشنطن، والقاهرة وعمان والاتحاد الاوروبي. هذا هو احد الاهداف المركزية في اجرائي: من الحسن للدولة ان تكون الأمور واضحة ولنتنياهو ايضا".

سألته: هل تحدثت الى وزراء آخرين.

أجاب: "قليلا جدا. أنا أساير نفسي. لا يوجد هنا ادعاء اقامة معسكر أو كتلة. لكنني أشعر مع هذا ان كلامي يعبر عما يفكر فيه كثير جدا من أناس الليكود".

سألته: أيمكن أن يفضي هذا الجدل الى شقاق. وهل يساوي ثمنه.

"أنأ أقدم عضو في كتلة الليكود"، قال ايتان "مر بي عدة شقاقات. عرضوا علي في بعضها المشاركة. الليكود بيتي. وليس الشقاق في نظري خيار. لكن الليكود ليس هو السؤال. يجب أن يخدم الليكود الدولة. ستجتمع المؤسسات وتبحث وتقرر. وسيضطر من يكون في الأقلية سواء أنا أم رفاقي الى التسليم للقرار".

بدأ ايتان وهو في السادسة والستين حياته السياسية في الجانب الأيمن من حركة "حيروت" كان نشيطا في الحركة من أجل أرض اسرائيل الكاملة وأنشأ عدة مرات جماعات ضغط من أجل سلامة البلاد في الكنيست.

كان بدء التحول في 1996، بعد مقتل رابين وفوز نتنياهو في الانتخابات. أجرى يوسي بيلين الذي كتب وثيقة مشتركة غير موقعة مع أبي مازن، برعاية معهد الديمقراطية، محادثات مع مجموعة يمينية برئاسة ميكي ايتان. وأثمرت المحادثات وثيقة مشتركة لا يسارية ولا يمينية. "كانت آنذاك موجة محاسبة للنفس"، يقول ايتان. "فقد بحث العلمانيون والمتدينون واليمين واليسار جميعا عن طريقهم. لكن نتنياهو كان أكثر من أثر في. كنت رئيس الائتلاف. أعلنا بأننا سنقبل اتفاقات اوسلو. ووقعنا على اتفاق الخليل وعلى اتفاق واي. وأجرينا تفاوضا مع عرفات. رأيت مسيرة الأشخاص الذين مضوا اليه. قلت: اذا كانوا يمضمون فلنمض. ليس الامر امر استقامة عامة فقط. بل اعترافا بتحول تاريخي ايضا. كانت سلامة البلاد حتى تلك الفترة عندي كايمان شخص متدين. لا يحل أكل الخنزير ولا حتى قطعة واحدة ولا حتى المرق الذي طبخ فيه. واجهت اتفاقات اوسلو. كنت في جميع المظاهرات، إن لم أكن في جميع ا لشرفات ولا تحت جميع اللافتات. أصبحت فجأة اؤيد رئيس حكومة يخرج من مناطق ارض اسرائيل. خاف بيرس التوقيع على اتفاق الخليل ووقعه بيبي. جرى علي تحول".

قلت: "عندما تجتاز الخطوط تجتازها حتى النهاية.

قال: "الليكود كله تجاوز الخطوط. لكنه فقط يرفض الاعتراف بذلك في الكلام. فقد قبل الليكود خريطة الطريق – كان الوزراء جميعا وأيدوا ذلك. لا توجد كلمة واحدة في نقط التحفظ الـ 41 التي ضمها نتنياهو عن الاستيطان. لم أتجاوز شيئا لانني انتقلت مع المجموعة. صحيح انه جرى علي تحول آراء لكنني جزت ذلك مع الليكود. عقيدتي هي عقيدة الليكود حتى لو كنت أسبق الآخرين. فأنا أعرف نفسي أنني قومي – ليبرالي.

"خسرت بسبب وثيقة بيلين – ايتان نقطا كثيرة في حياتي المهنية. قلت آنذاك ستشتاقون ذات يوم الى هذه الوثيقة. فليس فيها حل للمستوطنات، والقدس الموسعة هي عاصمة اسرائيل.

"توجدة سلوة لذوي العناد. استطيع الان أن أقول لاولئك الذين ضربوني على رأسي – قلت لكم ان الوثيقة كارثة. وكم تشتهون قبول هذه الكارثة الان".

سألت، ألم يوبخك نتنياهو آنذاك في 1996؟

قال: "لا. فمن الحقائق انه عينني بعد بضعة اشهر وزيرا في حكومته".

كان ايتان الوزير الوحيد من الليكود الذي أتى لحضور خطبة نتنياهو في جامعة بار ايلان. يقول ايتان: "السياسة اليوم هي وجود دولتين. اقول، هلم نفعل هذا بأفضل الطرق. توجد مزية كبيرة في أن تكون أنت من يحدد الأهداف ويحاول تعزيزها. يوجد شيء من الشرعية الدولية للكتل الاستيطانية. فأقول، هلم نضع الموارد هناك. ويقول الناس، نتنياهو محتال وهو لا يقصد ما يقول. وأقول لهم لا تقصوا الأقاصيص. فقد انقضت الازمان التي كان يمكن فيها قول كلام ما بالعبرية وكلام آخر بالانجليزية. من يقل ان نتنياهو مخادع، يدفع العالم الى الارتياب به واضطراره الى دفع ثمن مزدوج.

"أصبحت مسألة الاستيطان ورقة اختبار. ان النادي الذي نريد الانتماء اليه يجعل وقف البناء شرط قبول. إنه يشبه ناديا يمنع التدخين. لا يعني ذلك ألا ندخن البتة، لكنه يعني أننا اذا أعلنا سلفا بأننا ننوي التدخين فلن نقبل في العضوية.

"والى ذلك لا ننوي البناء بجدية. ولا يهب شعب اسرائيل للسكن هناك. نحن نستوطن يهودا والسامرة منذ 43 سنة. وجدت هناك مناطق فارغة ونفقة عظيمة، وبرغم ذلك فضل الشعب أن يزدحم في الشريط الساحلي. صوت الشعب بأقدامه. قد يكون في ذلك مفارقة تاريخية. لو سكن ملايين هناك لوقعنا في ورطة لا يمكن الخروج منها. ربما فهم الشعب ما لم نفهمه".