خبر إيران تستعد لتشغيل أول مفاعل نووي السبت

الساعة 10:55 ص|20 أغسطس 2010

إيران تستعد لتشغيل أول مفاعل نووي السبت

فلسطين اليوم- وكالات

 بعد 35 عاما من الانتظار ، تشغل ايران غدا السبت اول مفاعل نووي والذي اقامته روسيا في ميناء بوشهر جنوب البلاد ، وذلك في تحدي واضح للعقوبات التي فرضها المجتمع الدولي بسبب البرنامج النووي الايراني.

 

ومن المقرر ان يبدأ التقنيون الروس والايرانيون في المحطة غدا بشحن 165 من قضبان الوقود في المفاعل النووي ليصبح عندها مفاعل بوشهر منشأة نووية رسمية.

 

ويصل المفاعل الى العمل باقصى قدرة له والتي تصل الى الف ميجاوات خلال ستة الى سبعة شهور.

 

من جهته اوضح رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي ان العملية التي تتم بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستستغرق نحو 15 يوما.

 

ونقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن صالحي قوله: "يشكل اطلاق مفاعل بوشهر بالنسبة لايران نجاحا تكنولوجيا وسياسيا وهو شوكة في خاصرة خصومها". وقال "كلما زادوا ضغوطهم سرعنا وتيرة برنامجنا (النووي)".

 

ويأتي حصول ايران رسميا على الطاقة الذرية في الوقت الذي تخضع طهران لستة قرارات دولية منها اربعة مرفقة بعقوبات، بسبب برنامجها النووي ورفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي بدأ في العام 2005.

 

وتبرر طهران انتاج اليورانيوم المخصب بحاجتها لامتلاك الوقود النووي لتشغيل مفاعلاتها المقبلة، مؤكدة انها تريد انتاج 20 الف ميجاواط من الطاقة الكهربائية النووية ، لكن الغربيين يشتبهون بان تكون ايران تسعى، رغم نفيها ذلك، الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني.

 

واقنعت روسيا الامم المتحدة بعدم شمل بوشهر بالحظر الدولي على نقل اي معدات او تكنولوجيا نووية، وذلك عبر قطعها تعهدا بتزويد المحطة بالوقود النووي واعادته اثر استخدامه لخفض مخاطر انتشار البلوتونيوم الموجود في البقايا النووية.

 

وستبقى المحطة سنوات تحت الرقابة المشتركة للتقنيين الروس والايرانيين، وبررت موسكو هذا الوضع بضرورة تدريب اخصائيين ايرانيين.

 

من جهته، اكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "ان محطة بوشهر محمية تماما من اي مخاطر انتشار نووي".

وبدأت روسيا منذ منتصف التسعينات ببناء المفاعل غير ان المشروع تأخر سنوات ، وشهدت العلاقات بين موسكو وطهران توترا في الاشهر الماضية مع تشديد روسيا لهجتها حيال البرنامج النووي الايراني.

 

واعلن البيت الابيض في 14 اغسطس/اب ان تدشين اول مفاعل نووي إيراني بمساعدة روسيا يؤكد ان طهران ليست بحاجة الى امتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم ويجدد الشكوك في صدق نواياها.

 

طمأنت إسرائيل

 

وفي ظل الانباء المتزايدة ، عن القلق من البرنامج النووي الإيراني وعن احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية ، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارة أوباما طمأنت إسرائيل إلى أن مساعي إيران لتحويل اليورانيوم المخصب إلي مادة يمكن استخدامها لتصنيع سلاح نووي نشط ستستغرق عاما على الاقل.

 

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين بالبيت الأبيض قولهم انهم يعتقدون أن هذا التقدير قلص احتمالات ضربة إسرائيلية وقائية إلى المنشات النووية في إيران في غضون العام القادم.

 

 ونقلت الصحيفة عن جاري سامور كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن القضايا النووية قوله: نعتقد أن أمامهم فترة تصل إلي عام تقريبا، مشيرا الى السؤال الرئيسي بشان الفترة الزمنية التي ستستغرقها إيران لتحويل ما لديها من مخزونات من اليورانيوم المخصب الى مادة يمكن ان تستخدم في صنع اسلحة.

 

وأضاف سامور: عام هو فترة زمنية طويلة جدا.

 

ونقلت الصحيفة عن سامور قوله إن الولايات المتحدة تعتقد أن المفتشين الدوليين سيرصدون مثل هذه الخطوة من إيران في غضون اسابيع وهو ما يتيح فسحة كبيرة من الوقت لواشنطن واسرائيل لدراسة ضربات عسكرية.

 

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بإدارة أوباما تحدثوا شريطة عن عدم الكشف عن هويتهم ان المسؤولين الأمريكيين والاسرائيليين يعتقدون الان أن إيران لن تكون قربية من تلك المرحلة في أي وقت قريب.

 

واضافت أن مسؤولين أمريكيين اشاروا إلي أدلة على استمرار المشاكل داخل البرنامح النووي الايراني، كأساس للتقديرات الجديدة للفترة الزمنية التي قد تستغرقها ايران لتصنيع سلاح نووي.

 

وأشارت الصحيفة ان مسؤولي المخابرات الاسرائيلية جادلوا بأن إيران يمكنها إتمام مثل هذا السباق لتصنيع القنبلة خلال أشهر في حين ان وكالات الاستخبارات الأمريكية توصلت إلي اعتقاد على مدى العام المنصرم بأن الاطار الزمني أطول من ذلك.

 

ومن جانب آخر، أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة نشرت الجمعة في اليابان أن بلاده مستعدة للمشاركة بشكل فوري في محادثات مع الدول الغربية الكبرى بشأن عملية تبادل وقود نووي.

 

وقال نجاد متحدثا لصحيفة "يوميوري شيمبون" إن ايران مستعدة لتستأنف في نهاية اب/ اغسطس أو مطلع ايلول/ سبتمبر المفاوضات مع مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) لتزويدها بالوقود لمفاعل الابحاث الطبية في طهران.

 

والمح إلى امكانية أن تعلق إيران برنامج تخصيب اليورانيوم في حال الموافقة على عرضه.

 

وقال في المقابلة التي أجريت في طهران، نعد بوقف التخصيب بنسبة 20% اذا تأمنت لنا امدادات الوقود. واضاف: من حقنا تخصيب اليورانيوم.. إيران لم تفتعل يوما حربا ولم تسع لحيازة قنابل نووية.

 

 وسئل نجاد عن موقف واشنطن فقال إن الشعب الإيراني يؤيد الحوار الذي ينبغي أن يجري في ظل الاحترام المتبادل والنزاهة.

 

وتابع: للاسف لا تزال الدول الغربية تلوح بالتهديدات، محاولة الاحتفاظ بتقدم في المفاوضات... هذا ليس حوارا. هدف أي حوار يكون التفاهم وليس التهديد.

 

وتعترض الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة على عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وتشتبه بسعي ايران لحيازة السلاح الذري تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران.

 

وفي 17 ايار/ مايو عرضت إيران برعاية البرازيل وتركيا ان تجري عملية تبادل على الاراضي التركية بين 1200 كلغ من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3,5%) و120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20% لامداد مفاعل طهران للابحاث.

 

وتجاهلت القوة الكبرى هذا العرض وفي التاسع من حزيران/ يونيو فرضت الامم المتحدة مجموعة رابعة من العقوبات المشددة على إيران على خلفية برنامجها النووي.