خبر أحمد داود أوغلو يستعد لخلافة أردوغان!

الساعة 06:51 ص|20 أغسطس 2010

أحمد  داود أوغلو يستعد لخلافة أردوغان!

فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

بقلم: محمد نور الدين*

بدأت مفاوضات عبر المؤتمرات الصحافية بين حزب العدالة والتنمية وحزب السلام والديموقراطية الكردي في تركيا بعيد إعلان حزب العمال الكردستاني وقفا لإطلاق النار حتى العشرين من أيلول المقبل.

وبدأت بوادر التخلي عن المواقف القديمة من خلال طرح مطالب مشروطة يمكن في ضوء تلبيتها التصويت بنعم على استفتاء 12 أيلول المقبل، الذي يعلق عليه حزب العدالة والتنمية أهمية. في وقت شرع وزير الخارجية احمد داود اوغلو بدوره في «مساعدة» رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في جولاته الانتخابية لكن بشكل منفصل.

فقبل أيام اعتبر احد قادة حزب العدالة والتنمية بولنت ارينتش أن التصويت على الاستفتاء هو تصويت على تأييد حزب العدالة والتنمية، مع أن واقع المعركة ليس كذلك بدقة. إذ أن حزب السعادة مثلا سيصوت للإصلاحات رغم المنافسة الشديدة بينه وبين «العدالة والتنمية» على أصوات جزء من القواعد الإسلامية. كما أن عددا كبيرا من اليساريين وحتى من الأكراد سيصوتون بنعم، فيما هم على طرفي نقيض مع حزب العدالة والتنمية.

ونظرا لحساسية الاستفتاء تحولت الحملة التي يقودها زعماء الأحزاب على امتداد تركيا لحث الناس على التصويت بنعم أو لا إلى حملة انتخابية بالكامل تتحدث في كل شيء إلا في مضمون الإصلاحات الدستورية المهمة جدا.

إذ أن تصويت الناس بنعم واضحة وقوية لا تقل عن 60 في المئة ستكون رسالة تفويض جديدة لحزب العدالة والتنمية، فيما التصويت بنعم ضعيفة لا تتجاوز الخمسين في المئة إلا قليلا ستكون مبعثا للمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، وتشكل إرباكا للحزب وسياساته، فيما رفض الاستفتاء يعني أن حزب العدالة والتنمية أمام معضلة كبيرة يتوجب عليه مواجهتها وما تعنيه كل هذه الاحتمالات من انعكاسات على الوضع السياسي والاقتصادي.

ولوحظ أن داود اوغلو قد انضم إلى اردوغان في المباشرة بدوره في حملات داخل تركيا بشأن الاستفتاء، بدأها في غازي عينتاب، رغم انه مشغول جدا بالشؤون الخارجية ولا يكاد يتواجد في تركيا. وهذه المشاركة لها وجهان، الأول مساعدة اردوغان المنهمك جدا في التجوال في كل البلد من اجل حث الناس على تأييد الإصلاحات، رغم المناخ الحار جدا وبالتالي التخفيف من بعض الجولات عن اردوغان. أما الثاني فهو أن داود اوغلو من الأسماء التي تطرح بقوة لخلافة اردوغان في حال قرر الترشح لرئاسة الجمهورية بعد انتخابات 2011، وانتهاء مدة الرئيس الحالي عبد الله غول الذي قال إن على البرلمان أن يحسم الجدل بشأن مدة رئاسته، هل هي خمس أم سبع سنوات، وذلك بعد تعديل لاحق خفّض المدة من سبع إلى خمس سنوات. وفي هذا التصريح أثناء وجوده في أذربيجان ما يشي بأن غول مستعد للقبول باجتهاد الخمس سنوات من أجل إتاحة الفرصة لأردوغان للترشح إلى رئاسة الجمهورية في العام 2012، إذا حسم الجدل في اتجاه ولاية الخمس سنوات.

وهنا يبدو داود اوغلو مرشحا قويا لخلافة اردوغان في رئاسة حزب العدالة والتنمية خصوصا انه يمتاز بمخاطبة الناس بلغة بسيطة وسهلة ومقنعة وواثقة ومنسجمة مع تاريخهم وثقافتهم وكونهم جزءا من المحيط الإسلامي الواسع. وليس أفضل من الحملات الانتخابية مدخلا لبلورة شخصية تتمتع بمواصفات الزعامة الشعبية، بعدما رسّخ زعامة سياسية وأكاديمية مشهودا لها داخل الحزب وتركيا وخارجها أيضا.

في خضم الحملة «الانتخابية» تحول وقف «الكردستاني» لإطلاق النار إلى مركز النقاش الداخلي، حيث تذهب التعليقات مذاهب شتى من اتفاقية سرية بين «العدالة والتنمية» و«الكردستاني»، وبين متخوف من وجود كمين يذهب بالعلاقات التركية الكردية إلى مرحلة أكثر تصعيدا بعد انتهاء وقف النار وما إلى ذلك، خصوصا أن التجارب السابقة لم تكن مشجعة رغم كل التفاؤلات التي كانت تحيط بها كل مرة.

والجديد أن مواقف بعض القادة الأكراد تذهب في اتجاهات ايجابية، مثل قول احمد تورك الشخصية الكردية المعروفة إن «الكردي الحر» سيصوت بنعم على الاستفتاء.

أما النائبة عن حزب السلام والديموقراطية الكردي آيلا أقات أتا فقد عددت في حوار مع صحيفة «راديكال» خمسة مطالب يمكن في تلبيتها أو الوعد بتلبيتها أن يصوت الأكراد بنعم في الاستفتاء والشروط هي: إعداد دستور جديد لا يتضمن تعريفا للمواطنية الاتنية، وقف العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، إطلاق سراح معتقلين أكراد، تخفيض نسبة الدخول إلى البرلمان، وأخيرا بدء مفاوضات لحل سلمي للقضية الكردية.

ومع أن اتا قالت إن «العدالة والتنمية» لا يمتلك الإرادة بعد لحل المشكلة، فقد اعتبرت أن الأكراد على «استعداد للقاء مع الشيطان إذا كان هذا يحل قضيتهم»، مذكرة اردوغان بأنه صرح قبل فترة بأن «الدولة مستعدة للقاء مع الجميع» داعية البرلمان إلى تحمل مسؤولياته.

   *خبير في الشئون التركية