خبر فلينصرف رجال العلاقات العامة -يديعوت

الساعة 09:21 ص|16 أغسطس 2010

فلينصرف رجال العلاقات العامة -يديعوت

بقلم: ناحوم برنيع      

في العام 2001 كان اريئيل شارون مرشح الليكود لرئاسة الحكومة، وبين الحين والاخر حصل لي ان تحدثت معه هاتفيا. وكان شارون درج على الحديث بالتلميح، وكأنه خشي التنصت.  من أين تتحدث؟ عدت وسألت. "من القبو السري في مكتب ادلر"، كان شارون يرد بهدوء، وكأن به يقول سرا.

روبين ادلر، دعائي، من مقربي شارون، كان شريكا بارزا في الحملة. بعد وقت زرت مكتبه، في آخر طريق بيغن في تل ابيب. أين القبو، سألته. فتساءل عجبا "اي قبو". القبو السري قلت. "لا قبو ولا عصافير"، قال. "شارون أدار المكالمات الهاتفية من هنا، من طاولتي".

وبالفعل شارون ضحك علي، بسبب العادة او من اجل ترك الانطباع. شارون ضحك على الجميع. في ولايته الاولى سيطر بيد عليا على حكومته، مع بعض المساعدات من الابنين. في ولايته الثانية، حين ضعف، ترك قسما كبيرا من القرارات لموظفي مكتبه. القصة، وكأن عصبة من المقربين، لاحقا محفل المزرعة يسيطر عليه وعلى الدولة، كان بالونا منتفخا. محفل المزرعة كان يجتمع مع شارون مرة في الاسبوع، بشكل عام في تل ابيب. شارون، الذي افترض بأن  كل كلمة تقال ستسرب ، لم يكشف اي سر ولم يطبخ اي قرارات حاسمة. فقد استخدم الاشخاص. أمسك بهم بارادته. وبارادته ألقى بهم.

موقفه من اعضاء المحفل يذكر بنقطة درج على روايتها عن خصمه المرير، اللواء غونين – غوروديش. غوروديش كان يدعو بين الحين والاخر للبحث ضابط المخازن لديه ويستمع الى اقواله بانصات شديد. ما الذي تنصت له، قالوا له، فليس لديه الكثير من العقل. انا اريد ان اعرف ما يفكر به العدو، قال غوروديش.

استخدم شارون الادلريين والاراديين، وهم استخدموه. الاسطورة عن سيطرتهم على الدولة رفعت مستوى اعمالهم على نحو عجيب: واحد بنى مكتب اعلانات كثير العقود، والاخر أقام مكتبا كبيرا للاستشارات الاستراتيجية، وثالث حصل على رواتب طائلة من كبار أصحاب رؤوس الأموال، ورابع رفع مستواه كمحامي.

المشكلة كانت أن جزءا من مدعوي المحفل اقتنعوا، بانهم يسيطرون على الدولة حقا. هم الذين سيختارون رؤساء الوزراء، سيشكلون الائتلافات، سيعينون رؤساء الاركان. وقد احتفلوا بالمحفل كل سنة: فتيان الهوى اتخذوا لانفسهم صورة نجوم المساء، والقوادون اختبأوا في صورة المالكين، ورجال العلاقات العامة اختبأوا في صورة السياسيين.

هذه الظاهرة لم تتوقف، بالطبع، عند مدعوي محفل المزرعة. في السنوات الاخيرة سجلت سيطرة معادية من الوسطاء على ساحة القرارات في اسرائيل. نراهم في كل مكان تتخذ فيه القرارات: في مكاتب الوزراء، في كافتيريا الكنيست، في اللقاءات الحميمية مع الصحفيين. وهم يسمون أنفسهم لوبيين، مستشارين استراتيجيين، ناطقين، رجال علاقات عامة، محامين. ظاهرا، هم يعرضون على زبائنهم فهما معمقا في آلاعيب القوة، تجربة استراتيجية وولاء دون حدود. اما عمليا فهم يحرصون على مصالحهم وحدهم فقط. وبعد أن يورطوا الزبون بحرب قذرة، مدرجة بالدماء وبالمال، سيتركونه في الميدان، مهزوما ومهانا، ليتوجهوا الى الزبون التالي.

لا توجد حدود لشهيتهم. المستشار الاستراتيجي روني ريمون، مثلا، قال في مقابلة اذاعية عن وثيقة غلانت إن لواء يسعى الى التقدم يحسن عملا اذا ما استخدم خدمات مستشار استراتيجي. وقال "نحن مثل المحامين".

لواء ذي عقل ويدين نظيفتين لا يحتاج لا الى هؤلاء ولا الى اولئك.

في هذه الايام تدور في البلاد رحى حرب عن مستوى الضرائب التي ستجبى من أصحاب امتياز الغاز. هذه الحرب مشحونة وقذرة أكثر من الحرب عن تعيين رئيس الاركان التالي. يشارك فيها رجال أعمال سوبر عدوانيين، محامين سوبر واصلين، راكبون سياسيون بالمجان، في اليمين، وربما ايضا في اليسار، والكثير جدا من المال. لن يخرج منها أحد في حالة جيدة.

في صباح السبت، في برنامج في القناة 10، سمعت بيني روبين، محامي احد اصحاب امتياز الغاز. روبين اذا فهمت على نحو سليم، هو احد المحامين الاكثر وصولا في البلاد: واصل الى رأس المال. واصل الى السلطة. صديق قريب من أصحاب القرارات، من قمة الحكومة وحتى قضاة المحكمة العليا. عن حجم القذارة في هذه الحرب كتبت الاسبوع الماضي. عن المسألة المعقدة لمردودات الغاز لم أبلور رأيا حتى البث في صباح يوم السبت. وكلما وسع روبين في وصف الظلم الفظيع الذي يحاق بموكله، كلما تعالى اكثر على من يفكر بطريقة مختلفة، كلما كان اكثر غرورا واعتدادا، هكذا أغضبني اكثر الموقف الذي يمثله.

هذا ما يحصل عندما يبعث قواد ما، استؤجر كمستشار استراتيجي، بقواد آخر، استؤجر كمحامي، للكفاح في سبيل موضوع كله قيمي. أنا لم أصدقه. مشكوك أن يكون أحد ما يصدقه.