خبر « خلوي » الأسرى في سجون الاحتلال أغلى الأجهزة في العالم

الساعة 08:24 ص|13 أغسطس 2010

"خلوي" الأسرى في سجون الاحتلال أغلى الأجهزة في العالم

فلسطين اليوم-غزة

 يمتلك الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أغلى هواتف نقالة "الخلويات" في العالم، دون أن تكون مرصعة بالذهب أو الألماس كهواتف الأغنياء، ويحيطونها بحرص شديد من أجل التواصل مع الأهل والأقارب خارج السجون.

ويتراوح سعر "الخلوي" الذي يمتلكه الأسير داخل السجن بين 10 و15 ألف دولار أميركي، بينما لا يزيد سعر نظيره خارج السجن عن 500 شيكل.

ووفقاً لشهادات وروايات استمعت لها "الأيام" من أسرى محررين، فإن الأسرى في سجون الاحتلال يملكون عدداً من "الخلويات" التي تجعلهم على تواصل مستمر مع عائلاتهم والعالم في الخارج، وتدور معركة يومية على مدار اللحظة بين السجان الإسرائيلي الذي يمتلك التكنولوجيا المعقدة لاكتشاف الأسرار الكبيرة وبين الأسير الذي يمتلك فقط رغبة عالية في الحفاظ على التواصل مع الخارج.

وغالباً ما تفشل إدارة السجون وفرقها المدربة في اكتشاف الهواتف التي يملكها الأسرى رغم معرفتها الأكيدة بوجودها داخل هذا السجن أو تلك الغرفة.

ويقول موفق حميد، مدير العلاقات العامة في جمعية الأسرى والمحررين "حسام"، إن اهتمام الأسرى بإدخال "الخلويات" إلى السجون بدأ تقريباً في العام 2004، بعد سنوات من نجاحهم في إدخال أجهزة الراديو وآلات التصوير.

وأكد حميد الذي أمضى ما يزيد على 12 عاماً في سجون الاحتلال، أن إدخال الهواتف النقالة إلى السجون يتم في أغلب الحالات بواسطة السجانين.

وقال لـ "الأيام" إن السجانين يشترطون الحصول على مبالغ مالية كبيرة لقاء إدخال "خلوي" إلى السجن، وفي أغلب الأحيان يبلغ ثمن الجهاز الواحد ما يزيد على عشرة آلاف دولار أميركي يتم وضعها في حساب السجان، أو إعطاؤها له بطريقة ما بسبب عدم قدرة الأسرى على الدفع النقدي.

ويضيف إن إدخال الهواتف النقالة إلى السجون لا يتم بطريقة اعتباطية دون أن تكون مدروسة، بل يتم وفق تخطيط عالي المستوى يتولى بموجبه التنظيم أو الحزب الذي يتبعه الأسير مهمة الإشراف على كل شيء، بدءاً من الدفع وانتهاء بشروط الاستخدام وكيفيته.

ويدرك الأسرى وجود أجهزة للتنصت والمتابعة لمكالماتهم، خاصة أن الأجهزة التي يستخدمونها تتبع لشركات خليوية إسرائيلية، ما يدفعهم إلى اتخاذ احتياطات أمنية سرية بعد كل مكالمة يتم إجراؤها.

ويقول حميد إن "الخلوي" أصبح يعوض الأسرى عن حرمانهم المتواصل من زيارة أهلهم وذويهم، خاصة أسرى قطاع غزة المحرومين من الزيارة منذ أربع سنوات، إلى جانب مئات الأسرى من الضفة الغربية المحرومين من الزيارة لأسباب "أمنية"، وغالباً ما تشن قوات الاحتلال حملات دهم وتفتيش لغرف الأسرى بحجة البحث عن الأجهزة الخلوية، وأحياناً تنتهي عمليات الدهم بصدام مع الأسرى.

يذكر أن عملية استمالة الجندي أو السجان الإسرائيلي وإقناعه بإدخال ما يريده الأسرى تستمر أحياناً شهورا طويلة، ويقوم بها أسرى من ذوي الخبرة الذين يجمعون معلومات دقيقة عن السجان المستهدف ونفسيته واستعداده للتعاون مقابل المال.

وروى أحد الأسرى المحررين كيف استطاع الأسرى إدخال أجهزة الراديو إلى سجن النقب في العام 1990 عن طريق أحد السجانين، بعد أن أعطوه في البداية سيجارة ليتطور الأمر إلى حد الموافقة على إدخال أجهزة الراديو والكاميرات وطبع الأفلام وإحضارها للأسرى مقابل مبلغ من المال.

وأكد الأسير المحرر أن الأسرى تمكنوا في إحدى الحالات من التدخل لصالح السجان المتعاون وتلفيق قضية ضد مسؤوله لإزاحة الأخير عن طريق هذا السجان.