خبر الكذب وراء حقيقة اليمين -هآرتس

الساعة 08:46 ص|04 أغسطس 2010

الكذب وراء حقيقة اليمين -هآرتس

بقلم: شلومو افنيري

(المضمون: يتحدث بعض متحدثي اليمين في المدة الاخيرة عن ضم المناطق الفلسطينية الى اسرائيل لكن هذا الضم وان حدث لن يصحبه اعطاء الفلسطينيين جنسية اسرائيلية من الفور كما يُتوهم - المصدر).

        ثمة من يعجب من أنه تسمع في المدة الأخيرة أصوات من معسكر اليمين تؤيد حل دولة واحدة فوق أراضي أرض اسرائيل كلها، مع ما يبدو استعدادا لمنح السكان الفلسطينيين في المناطق التي تضم جنسية اسرائيلية. أنا أعجب لمن يعجبون. فقد كان هذا موقف اليمين السياسي منذ 1967، بيد أنه لم يكن من السهل التعبير عن موقف "ضم" علنا. فأسهل من ذلك الحديث عن حقنا في البلاد، وعن حق اليهود في استيطان جميع أراضي أرض اسرائيل – وكل ذلك مع تجاهل أن ليس الحديث فقط عن مناطق بل عن بشر – عن ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في يهودا والسامرة وغزة.

        الان يخرج الثعبان من الجراب، وأصبح من السهل ايضا اخراجه من هناك الان: فقد تبين لعدد أكبر فأكبر من الاسرائيليين ان احتمالات التفاوض مع الفلسطينيين الذي يفضي آخر الأمر الى الاتفاق على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ليست كبيرة. اذا كان مبعوث رئيس الولايات  المتحدة جورج ميتشل لم ينجح بعد سنة ونصف حتى في أن يأتي بالطرفين الى مائدة المباحثات، فمن الواضح أنه برغم جميع نيات رئيس الولايات المتحدة الخيرة والتزامه التوصل الى حل، لا  تحظى جهوده بنجاح.

        وما أسهل من اعلان اخفاق رؤيا الدولتين للشعبين التي عارضها اليمين دائما وأن يقترح في هذه الفرصة ما كان في واقع الأمر نية الضم الحقيقية لليمين منذ البدء غير أنها الان ملفوفة بكلام معسول يحظى حتى بتأييد فرسان حقوق الانسان. وعندما يؤيدها شخص مثل موشيه أرنس، مع خلفيته الانجلوساسكونية، يمكن حتى أن نتخيل أن الخطة تستمد الهامها من التصورات المدنية غير العرقية للديمقراطية الامريكية.

        لكن حقيقة الضم التي تظهر الان لكل ناظر، تصحبها أكذوبة تختفي وراءها. يمكن في ظاهر الأمر أن نرى كلام عدد من متحدثي اليمين تصورا مدنيا طاهرا بلا شيء من الشعور القوماني: وما أجمل من أن يعرض على السكان الفلسطينيين في المناطق جنسية اسرائيلية؟

        لكننا اذا فحصنا عن كلام أناس اليمين في المقالات والمقابلات الصحفية تبين أن لا أحد منهم يتحدث عن اعطاء جنسية – وحق في الانتخاب – تلقائيين لسكان المناطق التي ستضم لاسرائيل. يتحدثون عن "مسيرة"، وثمة من يقولون أيضا إن الحديث عن سنوات جيل. إن ما سيحدث في هذه الاثناء واضح وهو ان السكان العرب في المناطق التي ستضم سيجدون أنفسهم في وضع قد تعرض عليهم فيهم جنسية لكنها ستكون مقرونة بشروط فسيطلبون اليهم اعلان الولاء لاسرائيل على أنها دولة يهودية و (ديمقراطية)؛ وينبغي فرض ان يضطروا الى أن يجري عليهم فحص أمني؛ ومن المحتمل ان يطلبوا اليهم قطع كل علاقة قانونية وغيرها بأقربائهم في الادرن او في دول أخر؛ وسيطلب الى لاجيء 1948 أو ذريتهم، كما يمكن أن نفرض، أن يعلنوا بأنهم يتخلون من حق العودة الى اسرائيل نفسها ومن المطالبة بالممتلكات. والخلاصة سيكون هنا ضم أراض لكن لن تكون جنسية مساوية في  الحقيقة. لا يتحدث أحد من متحدثي اليمين عن جنسية مساوية هنا والان.

        من البين من جهة واقعية أنه لا يوجد أي امكان لاسرائيل ان تضم أراضي الضفة والقطاع فليس هذا ببساطة ممكنا من جهة علاقاتها الخارجية. ليست دولة اسرائيل دولة فصل عنصري، لكن يتبين أن هذا هو حلم متحدثي اليمين الذين يتحدثون عن دولة واحدة بين النهر والبحر. إن الكلام المعسول لا يستطيع ان يخفي لا الحقيقة الداخلية ولا الاكذوبة التي تصحب هذه الافكار.