خبر تزامناً مع الاعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة..« إسرائيل » تفاجئ العرب بـ « النجوم السبعة »

الساعة 08:40 م|29 يوليو 2010

تزامناً مع الاعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة.."إسرائيل" تفاجئ العرب بـ "النجوم السبعة"

فلسطين اليوم – وكالات

بالتزامن مع موافقة لجنة متابعة مبادرة "السلام" العربية على الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين السلطة وكيان العدو الصهيوني، فوجيء الجميع بإجراءات تهويدية غير مسبوقة داخل المناطق العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948م، بل ووصل الأمر إلى محو قرى عربية بالكامل داخل الأراضي المحتلة من الوجود .

 

ففي 27 يوليو / تموز ، قامت جرافات الاحتلال الصهيوني بهدم أربعين منزلا بقرية العراقيب شمال مدينة بئر السبع في صحراء النقب جنوب الاراضي المحتلة عام 48 كما أخلت نحو ثلاثمائة من سكانها بحجة البناء دون ترخيص .

 

واللافت للانتباه أن جرافات الاحتلال بدأت أولا بهدم منازل بأطراف القرية وحولتها إلى ثكنة عسكرية تمهيدا لإزالة القرية تماما من الوجود.

 

وبالنظر إلى أن العراقيب تعتبر واحدة من 45 قرية عربية في النقب المحتل لا يعترف بها كيان العدو، فإن كثيرين من فلسطينيي الـ48 يؤكدون أن الأسوأ لم يقع بعد .

 

فمعروف أنه بعد النكبة، بقيت أعداد كبيرة من الفلسطينيين في منطقة الجليل الواقعة شمال فلسطين المحتلة، والنقب الواقعة إلى جنوبها إضافة لمناطق اللد والرملة ويافا الواقعة في الوسط .

 

وبعد 62 عاما من النكبة ، فشل كيان الاحتلال في محو هوية  الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1948 بل وفوجئت أيضا بأن عددهم فاق المليون وثلاثمائة ألف فلسطيني وخلال سنوات قليلة قد يساوي عدد اليهود وهو ما يعني حينها بداية النهاية للكيان الصهيوني، ولذا سارعت للترويج ليهودية "إسرائيل" وضاعفت من عمليات التهويد ليس فقط داخل القدس المحتلة والضفة الغربية بل أيضا داخل مناطق الـ 48 .

 

النجوم السبعة!

ويجب الإشارة هنا إلى أن مخطط التهويد يسير وفق خطة محكمة أطلق عليها خطة "النجوم السبعة" وتهدف لخلخلة الاكتظاظ السكاني العربي داخل الاراضي المحتلة وتحديداً في مناطق الجليل والمثلث والنقب .

 

وبالنظر إلى أن صحراء أو بادية النقب تشكل حوالي "40%" من مساحة أرض فلسطين التاريخية وتبلغ مساحتها نحو 12 ألفا و577 كلم2 ويقطنها قرابة مائتي ألف من الفلسطينيين أغلبهم من البدو، فقد بدأت "إسرائيل" في السنوات الأخيرة سياسة إسكان أكبر عدد منهم على أقل ما يمكن من الأرض وإقامة مستوطنات يهودية على أكثر مساحة فيها بل ومحو القرى العربية على أطرافها بالكامل .

 

ولم يقف الأمر عند مصادرة وقضم مساحات متزايدة وبالتدريج من أراضي العرب البدو من أجل تهويد النقب بالكامل، بل إن سلطات الاحتلال وضعت مخططا لحشرهم في 8 بلدات صغيرة تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة أصلا، ويعيش سكانها في أكواخ وخيم وفي وضع أشبه بتجمعات المواطنين السود في جنوب إفريقيا في عهد نظام الفصل العنصري، بالإضافة إلى إقامة بلدات "يهودية" محيطة بها لتضييق الخناق أكثر وأكثر على العرب البدو ودفعهم للهجرة خارج الأرض المحتلة عام 48 .

 

وفي ضوء ما سبق، فإن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال ضد قرية العراقيب البدوية في النقب لن تكون الأخيرة بل هي البداية في إطار مخطط التهويد والسعي لطرد فلسطينيي الداخل المحتل، تمهيدا لإعلان كيان العدو "دولة يهودية" وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا ، ولعل البحث الذي أشرفت عليه جامعة حيفا وأعده الخبير السكاني الصهيوني الشهير أرنون سوفير مؤخرا يدعم ما سبق.

 

دراسة سوفير

في هذا البحث ، حذر الخبير المذكور، المتخصص في تعداد السكان من إمكانية تراجع أعداد اليهود في فلسطين المحتلة عام 48 مع حلول عام 2025 ، في مقابل تزايد أعداد العرب، داعيا إلى ضرورة التكاثر اليهودي لمواجهة ما أسماه بالخطر الداهم!. على حد قوله.

 

ونقلت صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن "سوفير" القول في 20 أكتوبر / تشرين الأول الماضي خلال محاضرة خاصة لعرض بحثه إن البيانات الإحصائية باعثة على القلق وتؤكد أن الغالبية اليهودية فى فلسطين فى تآكل مستمر، وأضاف "لذا أحذر من مواصلة احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية وذلك من أجل ضمان الغالبية اليهودية".

 

وأشار إلى أن نسبة اليهود في فلسطين المحتلة تتآكل عاما بعد عام، مشيراً إلى أن نسبتهم بلغت خلال العام الجاري 49% من إجمالي سكان فلسطين، بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة ، كما تقدر نسبتهم 56.3% بدون احتساب قطاع غزة، وأن هذه النسبة سوف تتضاءل مع حلول عام 2015 وستصل نسبة اليهود في فلسطين كلها إلى 46% من إجمالي السكان و53.8% بدون احتساب غزة.

 

وتابع أنه مع حلول عام 2025 ، ستصل نسبة التكاثر اليهودي فى فلسطين المحتلة إلى نسبة سلبية تقدر بنحو 41.8% من إجمالي السكان، ونحو 50% بدون احتساب سكان قطاع غزة، مضيفاً أن إجمالي سكان فلسطين اليوم 11.4 مليون نسمة وسيصل مع عام 2015 إلى 12.8 مليون نسمة، ومع حلول عام 2025 سيبلغ إجمالي الفلسطينيين 15.5 مليون نسمة ، أما اليهود داخل الكيان فستبلغ نسبتهم  70.6% فقط من بين إجمالي 7.4 مليون نسمة ، فيما سيبلغ السكان العرب نحو 29.4% .

 

واختتم "سوفير" محاضرته بالإشادة بمن أسماهم بالمتدينين اليهود الذين يحرصون على إنجاب المزيد من الأطفال عكس العلمانيين الذين يفضلون تربية القطط والكلاب على تربية الأولاد.

 

التصريحات السابقة جاءت لتؤكد صحة تقرير كانت نشرته صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية بمناسبة الذكرى الحادية والستين لنكبة فلسطين وكشف خلاله جهاز الإحصاء الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.4 مليون نسمة في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2008 بحوالي 10.6 ملايين نسمة وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف منذ أحداث نكبة 1948 بـ 7 مرات.

 

وبالنسبة لإجمالي الفلسطينيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام النكبة فإنه بلغ نهاية عام 2008 حوالي 5و1 مليون نسمة ، مقابل نحو 5.6 مليون صهيوني، وبناء على تضاعف عدد الفلسطينيين منذ النكبة 7 مرات، انتهى تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني إلى القول إنه من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود داخل "إسرائيل" بحلول عام 2016.

 

الإحصائيات السابقة تؤكد أن "إسرائيل" باتت تعيش حالة من الرعب خشية أن تستيقظ يوما وتجد أن الأقلية العربية بداخلها فاقت عدد اليهود، وهو الأمر الذي يعني حينئذ بداية النهاية لهذا الكيان الصهيوني الغاصب، وهذا هو السر في تصريحات قادتها المتكررة حول يهودية الكيان من جهة وتسارع وتيرة عمليات التهويد والاستيطان من جهة أخرى .