خبر « القدس العربي »: القاهرة منزعجة من دمشق بسبب حماس

الساعة 05:17 ص|29 يوليو 2010

"القدس العربي": القاهرة منزعجة من دمشق بسبب حماس

فلسطين اليوم-القدس العربي

استبعد مصدر دبلوماسي عربي ان تسفر القمة المصرية السعودية في شرم الشيخ عن اختراق في جهود الوساطة العربية التي كانت الرياض بدأتها العام الماضي.

ورأى ان الزيارة التي قام بها العاهل السعودي لمصر جاءت وسط اجواء ثقيلة من الفتور والتوتر المكتوم، اذ يشعر العاهل السعودي بالاستياء من رفض الرئيس مبارك التجاوب مع مبادرته للمصالحة مع نظيره السوري، والانخراط في الحرب الاعلامية التي تشنها الرياض ضد طهران، بينما يأخذ الرئيس المصري على الملك عبدالله انه لا يتشاور مع مصر قبل اطلاق مبادراته الاقليمية، منذ ان فاجأها باعلان مبادرته للسلام التي اعتمدتها قمة بيروت في العام 2002 في غياب مبارك، وحتى اعلانه المفاجئ مبادرة المصالحة العربية اثناء القمة الاقتصادية في الكويت العام الماضي.

واشار الى ان القاهرة تتمسك برفضها لما تصفه بـ'مصالحة شكلية' مع سورية وقطر، وتصر على ان تقوم المصالحة على اسس ثابتة من المواقف السياسية الصادقة التي تهدف الى تحقيق المصالح المشتركة.

وتمثل الفتور المتبادل بوضوح في غياب العاهل السعودي عن قائمة مهنئي مبارك بنجاح العملية الجراحية، بينما زاره الزعيم الليبي واخرون، ناهيك من رفض مبارك العلني لمشروع اعلنته الرياض من جانب واحد قبل عدة اعوام لاقامة جسر يربط شرم الشيخ بمنطقة تبوك في السعودية.

واعتبر المصدر ان القاهرة مازالت تحمل محور دمشق ـ طهران ـ الدوحة مسؤولية رفض حماس توقيع الورقة المصرية للمصالحة، كما انها تنظر بحذر الى تعاظم الدور الاقليمي التركي وما قد يسفر عنه من تقوية لمكانة سورية وحركة حماس بشكل خاص.

وكان مبارك رفض بشكل ضمني استقبال الرئيس السوري بشار الاسد في شهر ايار (مايو) الماضي بعد ان اعلن الاخير رغبته في زيارة مصر لتهنئة الرئيس المصري بنجاح العملية التي اجراها في المانيا، ثم عادت العلاقات الى التوتر بعد تبادل هجمات اعلامية مؤخرا. ورفض الرئيس المصري حضور قمة اقليمية في ليبيا شارك فيها الرئيس السوري، وكان الزعيم الليبي ينوي التوسط للمصالحة بينهما خلالها.

وعلى الرغم من قيام قطر باجراءات عديدة للتقارب مع مصر تمثلت في تهدئة اعلامية ودبلوماسية واضحة، فان العلاقات مازالت تتسم بكثير من التحفظ والجمود على احسن تقدير.

وحسب المصدر نفسه فان القاهرة تعتبر ان الاحداث اثبتت صحة موقفها من رفض المصالحات الشكلية وتستشهد بغياب العاهل السعودي عن القمة العربية التي استضافتها ليبيا في شهر اذار (مارس) الماضي، رغم ما حدث من (مصالحة) بين الملك عبدالله والعقيد القذافي العام الماضي.

وكان السفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية قال ان استقبال العاهل السعودي يأتي ضمن اتصالات مبارك بمختلف الاطراف الاقليمية والدولية، وان خادم الحرمين الشريفين يصل الى مصر في مستهل جولة تشمل دمشق وبيروت والاردن.

وقال ان الملك عبدالله حريص على ان يبدأ هذه الجولة بالتشاور مع الرئيس مبارك. واشار عواد الى ان التنسيق مستمر بين القيادتين السياسيتين في البلدين .

وقال عواد ان جدول اعمال القمة حافل بالعديد من الموضوعات المهمة، مشيرا الى ان عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات، وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج آخذا في الاعتبار المواجهة بين الغرب وايران حول الملف الايراني النووي .. والوضع في اليمن وكل المستجدات على الساحتين العربية والاقليمية، ولكن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران اجندة المشاورات.

الا ان المصدر الدبلوماسي اعتبر ان القاهرة كانت تفضل الا تكون زيارة العاهل السعودي لها ضمن جولة عربية، وان كانت لن تتردد في اعادة اسماعه شروطها لتحقيق المصالحة.